تتشكل العلاقة بين آدم وحواء على أسس مختلفة ، ومن المعروف أن أي علاقة متينة تقوم عى الثقة والاحترام المتبادل، ولكن تبعثرت كل الخطوط التي يمكن أن تبنى عليها الثقة ، فهذه الأجيال تفتقر إلى الثقة في كل أشكالها وأوجهها، والكل يبني علاقته مع الآخر دون أساس الثقة ، التي المحفز والداعم لأي علاقة بين آدم وحواء، والنساء هن أكثر الفئات التي تحتاج الى الثقة وتبحث عنها وتحاول التمسك بها حتى أصبحت حواء تشك بكل خطوة من خطوات آدم ، ومهما حاولت تجد أنها لاتثق في آدم بسبب عوامل كثيرة .. فهل تبعثرت ثقة حواء بآدم إلى الأبد؟ وكيف يمكن أن تكون العلاقة بين آدم وحواء دون ثقة؟ وهل مازالت تبحث عن ثقتها بآدم؟ نجلاء فاروق - تقول: كثيراً ما تصدر أفعال من آدم لاتتوقعها المرأة ، فشخصية آدم تصبح أمامها شخصية غامضة مبهمة مهما حولت فهم أغوارها لم تستطع ، فكل الدروب التي يمكن أن تبني بها الثقة مغلقة وتصرفات الرجل مع المرأة وبعض أفعاله في المجتمع تجعلها تشعر بالخيبة والحذر ، وأحياناً الخوف بسبب بعض الرجال الذين لايمكن الوثوق بهم ، ويصعب بالتالي التعامل معهم، ففي كل موقف لهم وجه مختلف وتصرفات بشكل آخر ، حتى صار آدم بالنسبة لحواء عالم مجهول يصعب فهمه ، والوثوق به ولو في أصغر المواقف. فالعلاقة بين آدم وحوآء منذ الأزل تأخذ أشكالاً مختلفة ، وتمرُّ بظروف متأرجحة مابين الثقة وعدمها، ولكن الواضح ، ما تعاني منه النساء الآن عموماً ، عدم ثقتهن بآدم في أغلب الظروف. إبراهيم عبدالله يرى أنه: على الرغم من أن الأمر متعادل بين الجنسين ألا أن حواء دوماً ما تتهم ابناء آدم بأنهم لا أمان لهم ولاثقة ، وتحاول أن تظهر خيبة أملها ، وتبدو ضعيفة فهل حقاً آدم خائن ولايثق به؟ وهل المرأة مظلومة ومغلوبة على أمرها ؟ لا أظن ذلك. والآن كل المشاكل والهموم التي يعاني منها الرجل هي بسبب المرأة سواء كانت أخت ، أو أم ، أو زوجة ، وغيره من صفاتها وقربها إليه، فكما تشتكي حواء منه آدم هو يشتكي منها..، واذا كانت لاتثق به هو أيضاً لا يثق بها والأمر سيان. الأستاذة سلافة علي - باحثة اجتماعية - تضيف: الإصطدام الذي يحدث في العلاقات الاجتماعية بين آدم وحواء هو الذي يبعثر الثقة بينهما ولأن المرأة حساسة وتتأثر كثيراً بالمواقف التي تقابلها من الرجل واحتكاكها به ، فتصبح غير واثقة به ويؤلمها عدم وجود تلك الثقة وتشعر أن أهم داعم لعلاقتها بآدم غير موجود ، فتحس دوماً بأن كل أفعاله وتصرفاته لا أساس لها.