الظلم من أكثر الأشياء التي تشعر الإنسان بالحزن والألم، إحساس عميق خصوصاً إذا عاشته امرأة داخل جدران مغلقة بعيدة عن الأبناء والأخوة والأهل الذين هم من تجد عندهم المرأة إحساس الأمان الذي يهزم قسوة الزمن ومداراته فلا يليق أن تكون حياة المرأة داخل السجن، وللأسف من سألناهم في هذا الاستطلاع كانوا بعيدين عن حجرات السجن، ولكن تصوروا للحظات ما تحسه تلك النساء في ذلك المكان. وهل إحساس المرأة داخل السجون هو فعلال إحساساً بالهزيمة والألم؟ سارة فضل الله تؤكد لا يمكن أن ترتاح المرأة داخل السجن ولا تشعر بطعم للحياة وهي بين أربعة جدران تعيش الألم والحسرة على أشياء كثيرة، ظلم الحياة لها وأغلبهن دخلن السجن بسبب الديون والظروف المادية التي دفعتهن إلى القروض والتمويل وغيره من أنواع الدين، سواء لأنها تريد أن تنشيء مشروعا لتوفق أوضاع أسرتها أو لتأمين مستقبل أبنائها وتحميهم من الضياع، وأيضا حاجة المرأة إلى أسرتها وخوفها عليهم يزيد من المها وإحساس الحزن الذي يولده وجودها داخل السجن ولكن نظرة المجتمع تضيف حزنا آخر ووجعا آخر إلى ما تحسه، فتكون تلك الساعات والأيام داخل السجن اقسى ما تكون على امرأة ضعيفة مكسورة الجناح، وضع المرأة وحساسيتها تجعلها لا تتحمل السجن حتى وإن كانت متهمة فعلاً وثبت عليها ذلك، ولكن نجدها دوما تبكي بسبب عدم الحرية أو خوفها من المجتمع ونظرته إليها لذلك مهما كان وضعها داخل السجن وطيبة المعاملة التي أحيانا تجدها السجينات داخل السجن، ولكن لن يتجاوزها إحساس الحسرة والألم والحزن الذي قد يكون ملازما لها ويزيد من المها وقهرها داخل جدران السجن التي تحتاج إلى قوة تحمل وصبر حتى تمر أيامه العصيبة وتنتهي. الأستاذة سلافة علي باحثة اجتماعية أكثر ما يؤرق المرأة داخل السجن خوفها من المجتمع سواء هي داخل السجن وبعد خروجها، ومن المعروف أن المجتمع لا يرحم المرأة التي دخلت السجن حتى وإن كانت مظلومة فإن هذه الفترة تحسب عليها وتعامل على أساسها فإحساس الهزيمة والألم يلازم المرأة داخل السجن وخارجه، فتصبح أيام السجن وجع يتردد بداخلها كل يوم فهي لن تنسى قسوة الحياة عليها.