الإنسان بطبعه يحب الحياة ويتمنى أن يعيش طولاً وعرضاً وما بين الرغبة والتمني وتحقيق كل شىء تكون هنالك أموراً شتى تتحكم في مسار الإنسان وحياته سواء أكانت قدر أو مصائب أو أي نوع من أنواع الإبتلاءات التي إمتحن الله بها عباده، فالمعاقون مثلاً يعتصرون داخل نفوسهم أحاسيس مختلفة تحمل اليأس والألم والحزن وأيضاً الرضى والصبر وتقبل كل ما أراده الله لعبده. ومابين إختلاف هذه الأحاسيس والمشاعر حكاوي وقصص قد تعطي إحساس الحزن لمن يشاهدونها أو تكون عظة وموعظة للآخرين.. فكيف يعيش المعاق مابين إحساس اليأس وتحدي المستحيل؟! ٭ صابر عبدالرحمن معاق يحكي قائلاً إذا تقبل الإنسان المعاق قدره وحاول التعايش معه لن تساعده أُسرته على ذلك ولا يجد القبول من المجتمع حوله حتى يتخطى إعاقته ولو نفسياً ، فالمجتمع للأسف هو أول من يحطم المعاق ويخلق بداخله الإحساس المؤلم بالنقص ويحطم كل ما هو جميل بداخله، لذلك نجد أن أغلب المعاقين محطمين نفسياً وليس لديهم دافعاً للعمل أو الإجتهاد أو حتى الحياة إلا من كان إيمانه قوياً وتحمل كل ما يمر به من قسوة البشر والمجتمع في كل المجالات التي يتعامل فيها معهم، وهم يشعرونه في كل لحظة بأنهم عاجزون والحمد لله انني معاق ولكن لم أترك لليأس والألم يوماً مجالاً ليدخلوا إلى نفسي بل أحاول دوماً أن أتقبل ما قدره لي الله فإن الله إذا أصاب العبد فإن ذلك إمتحان له لذا يجب عليه أن يتقبل كل شىء. ٭ سارة عمر ترى أنه: من المفترض أن نعطي المعاق ما يدفعه حتى يتجاوز المحنة التي يعيشها أو الإحساس الذي يؤثر على حياته سواء أكان تفكيره أو سلوكه وكل تعامله مع الآخرين يجد فيه حرج أو صعوبة فإذا تعامل الناس مع المعاق بشكل عادي وأكثر من ذلك حتى يشعر بأنه ليس هنالك شيئاً ينقصه أو يؤثر على حياته، فإن الإعاقة لن تكون في حساباته ويستطيع تجاوزها ونسيانها ويمكن أن يتحدى بها كل عقبات الحياة وصعوبتها. ٭ الأستاذة سلافة علي باحثة إجتماعية تضيف: نفس الإنسان هي التي تساعده على تخطي كل النقص الذي قد يكون في جسده، فإذا رضيت نفسه بذلك تجاوز كل إعاقة، ولكن إذا ترك تفكيره للوساوس وكل الكلام والأفعال التي تصدر من الناس حوله بسبب إعاقته لذلك يعتمد نجاح الإنسان وتجاوزه لكل مصائبه على قدرته وإيمانه بالقضاء والقدر دون التسليم لليأس والإحباط والتذمر من الإعاقة التي وجدت به.