في خطابه في احتفالية افتتاح أحد مشاريع التنمية مطلع هذا الاسبوع بولاية الجزيرة قال د.نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية – علي القوي السياسية ويعني المعارضة السياسية أن تغسل يدها وتتبرأ من العلمانية ضمن خطاب مقتضب توعد فيه ما سماها قوة الشر والبغي والعدوان واعداء الله بحرب ضروس لا تبقي ولا تزر، ودع ايضاً لوحدة الصف وجمع الكلمة وتفويت الفرصة علي الاعداء- خطاب د. نافع في شقه الاول أمام الحشود الجماهيرية التي تقاطرت من مختلف انحاء الجزيرة،ما اعتاد احد في الاونة الاخيرة سماعه بهذه اللهجة الحادة المتحدية من خلال مضمونه ومدلول كلماته تلك، والكل يجمع ان السلطة بأتجاهها الاسلامي قد تجاوزت هذه الخطابات الملتهبة بلهجتها الغير متصالحة هذه، وظلت تمد يدها لكل خصومها السياسيين بلا قيد ولا شرط حتي القوى العلمانية التي تحمل السلاح بما فيها الحركة الشعبية قطاع الشمال ولم يعد سراً ان هنالك تحضيرات وإشارات تفاهم متبادلة مع كل الفرقاء، وان ثمة تحولات ايجابية كبيرة مقبلة عليها الساحة الداخلية لبناء مفهوم جديد لتداول السلطة اذا ما صدقت النوايا وجاءت الافعال مطابقة للاقوال، هذا ما جاهر به الاخ النائب الاول لرئيس الجمهورية علي عثمان في مؤتمره الصحفي الاخير في الاسبوع المنصرم مع رؤساء تحرير الصحف اليومية، اذن علام الرجوع للوراء علي نسق خطي مثل هذا الخطاب الذي من شأنه تهيئة الراي العام خطأً علي عكس ماتريده مساعي السلام التي تخطط لها الدولة حثيثاً في هذه الوقت بالذات.واذا ما اختطفنا كلمة علمانية من مجمل الخطاب نجدها زرعت زرعاً لتخالج سجايا المحتشدين هؤلاء الذين لا يعرفون للعلمانية معني غير الخروج بعينه عن الملة والدين وهذا اتجاه غالب علي الكثيرين، مما يؤكد أن مضمون الخطاب موجه للاستهلاك المحلي بإمتياز، ولربما غطاء لموجة المطالبة المتزايدة بوقف الفساد المستشري عيان بيان في كل مرافق الدولة واستشعار اولي الامر بالحرج اذ اصبح لزاماً عليهم عمل شئ أقله إسكات ذوي الايدي النظيفة داخل السلطة ناهيك عن ما تنشره الصحف اليومية من مستندات وادلة دامغة تدين رموز كبار باتوا لا يعبأون لمناداة الحق وكأن لا حياة فيهم ولا حياء. ثم ايهما اشد خطر علي الناس في دنياهم وفتنة في دينهم علمانية الحكم ام فساده؟. في مصر وتونس مهد الثورة رغم الاغلبية الاسلامية علي رأس السلطة الحكام الاسلاميون الجدد في كلا البلدين تركوا العلمانية جانباً ووجهوا جل جهدهم لمحاربة الفساد وارث المفسدين في مطاردة الاموال المهربة في الخارج التي تقدر بالمليارات لرموز النظامين السابقين.السودان نسبة الاسلام فيه تفوق 90% بعد الانفصال وشعبه مفطورعلي تعاليمه السمحة والكل يريد واجهة حكم يقيم اسس العدل وينشر الفضيلة والامن بين الناس. ام دعوة الخصوم لغسل اليد والتبرؤ من العلمانية من رجل دولة بحجم د.نافع وسط مساوئ اعاقة مسار الحكم الرشيد عدداً من السنين واضرمت ناراً في بعض جوانب البلاد وشرراً في جوانبها الاخري، دعوة مقبولة في اطارها النظري كي لا نأخذ بجريرة سوء الفهم، بيد انها غير مستساغة البتة بالنظر للواقع المعاش، العلمانية مرفوضة بلا واحدة والفساد مرفوض بألف لا. كنا سنهتف ونردد خلف الاخ مساعد الرئيس اذا ما أعلنها حرباً علي المفسدين والمتاجرين بقوت الشعب أعداء الله والوطن هكذا خطابات تهتف لها الحشود وتطمئن لحكامها وتسير خلفهم حتي لو استعرضوا بها البحر. [email protected]