سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غازي صلاح الدين في حوار الصراحة أي فكرة ناجحة لها خصوم وجاهز للمواجهة..!
هؤلاء يريدون أن يرهنوا مستقبل الأجيال لذكرياتهم..؟!.
لن اتراجع عن أفكاري.. ولن استجيب للضغوط..!
حوار / عادل سيد أحمد - تصوير : عبد الله محمد
وجهت «الوطن» سيلاً من الأسئلة، في العام: مَنْ وراء ما يحدث معك من إبعاد.. وما الأسباب؟. في الخاص: ٭ كم عمرك الآن.. وهل تعاني من ضغط أو سكري.. أو أمراض الشيخوخة؟. ٭٭٭ بيد أن الرجل لم يتضجر من الأسئلة شديدة الخصوصية: هل وصال المهدي أو حسن الترابي هما من رشحا لك زوجتك سامية، بنت الناظر هباني؟. ٭٭٭ غازي صلاح الدين، لا يتضايق أبداً، حتى من الأسئلة الصعبة: العنصرية حادت بينك وبين المواقع السياسية المرموقة والسيادية؟. ٭٭٭ ثم توغلت «الوطن» أكثر في قضايا الساحة السودانية.. بسؤال محوري بلسان لئيم: أنت يا دكتور « مفخخ».. عن يمينك عديلك مبارك الفاضل، وهو من قادة «الجبهة الثورية».. وعن يسارك «نسيبك» عبدالغني إدريس، الإسلامي المعارض المقيم بلندن، وصاحب الكتاب الناقد المشهور.. وأحد منظري تيار الإصلاح «والسائحون»؟. ٭٭٭ ثم رفعت «الوطن» عيار الأسئلة الساخنة والصريحة: ٭ ما قولك الفصل في أن يترشح البشير، مجدداً.؟. ٭ وهل من خلافات بينك وبين الأستاذ علي عثمان محمد طه.. غيرة سياسية «تاريخية» وندية.. أم ما الحكاية بالضبط..؟!. ٭ هل لازلت مؤتمراً وطنياً.. تحضر الاجتماعات ..أم أن «إبعادك»، والذي بدأ ب«الحركة الإسلامية» ثم المجلس الوطني.. امتد للمؤتمر الوطني؟!. ٭٭٭ ثم سؤال خاص جدا: من أين تأكل وتشرب.. وأراك تسكن في بيت متواضع تحت التشييد، بأحياء بحري القديمة..وداعبته قائلا: أول مرة اشوف لي«إنقاذي»، ما كمل بيته..؟!. ٭٭٭ أما السؤال الطريف.. فإن غازي صلاح الدين، والذي كان شاطرا في المدرسة حيث دخل كلية الطب جامعة الخرطوم وفصل منها لمدة عامين، بسبب «أحداث المرتزقة»، إبان حكم العسكر الثاني.. عاد وواصل بعد المصالحة، ثم ابتُعث للتخصص بانجلترا. ٭٭٭ السؤال الطريف أن د. غازي كان صبياً «حريفاً» في كرة القدم.. حتى وصل حد الشهرة بالأندية المرموقة.. والسياسة والدراسة حالا دون وصوله للهلال والمريخ. كان لاعب «وسط» وصانع العاب ماهرا..!. إن عقلية «صانع الألعاب» تحتم على «النجم» أن يلعب صانع ومهاجم ومدافع في آن واحد. ٭ إذاً بعد تهيئة الملعب وقيادة الرئيس للمبادرة الوطنية - بالفهم الذي ذكرته - ممكن الناس ينتقلوا لشكل من الحكم موسع ،أشبه بحكومة تكنقراط «فترة انتقالية» أنت ماذا تُؤيد؟ أنا أعتقد أن الكثير من خلافاتنا سببها المصطلحات ،لذلك أنا لست متحمساً لكلمة «فترة انتقالية» لأن هنالك أصلاً إطار زمني لولاية الرئيس ستنتهي 2015م، ستكون هنالك انتخابات، دعنا نفكر في مدى هذا الإطار الزمني، دون أن نسميه فترة انتقالية أو تكميلية. الرئيس حالياً أمامه عامان، وأمامه قرارات مصيرية متعلقة به وبالأمة التي يقودها، الآن نتحرك في هذا الإطار دون تسميات خلافية. المصالحة التي أطلقها الرئيس أمام البرلمان ينبغي أن نوليها عناية خاصة، وأنا ذكرت في الصحف أنه لابد أن تكون هنالك مرجعيات وشروط وأجندة وأساسيات وطرائق لهذا الحوار ووسيلة لقياس التقدم والتراجع إذا حدث انفلات سياسي كجزء في العملية الإصلاحية التي نتحدث عنها. التجديد ٭ أنت مؤمن بوجود أجيال جديدة؟ بالطبع، ليس هذا الكلام موجهاً ضد أي شخص. لا أرى حكمة في فكرة أن يستمر أُناس لأكثر من (25) عاماً في القيادة، مهما كان عطاؤهم، يستحيل على إنسان أن يأتي بجديد بعد هذه الفترة. مهما كان الشخص متميزاً أو حسن النوايا، قوانين الفيزياء تقول إن الإنسان يتوقف عن التجديد والعطاء بعد عمر معين ويظل يجتر الماضي والذكريات ،ويريد أن يرهن الأجيال كلها لذكرياته، كما يفعل قدامى المحاربين وكبار الساسة.. يعيشون في زمانهم. ٭ إذاً هذه هي الحيثيات التي بنيت عليها فكرتك حول عدم ترشح الرئيس؟ بالطبع، كان هذا واضحاً في كلامي ،وأنا سأوضح هذا الكلام مراراً وتكراراً كلما أُتيحت لي الفرصة. ولكن هذه المهمة يجب أن لا تترك لرجل واحد. للأسف الشديد يلاحظ أن الاستجابات لما أقوله من أفكار في الصحف لا تُصيب موضع القضية، بل تركز على السياقات. هنالك ميل من الكُتاب للسياقات ،مثلاً عندما يقولون لماذا يقول هذا الشخص هذا الكلام!. الآن مع أنني كنت أقوله مراراً وتكراراً ولي مقالات كثيرة في التسعينيات. الآن أنا ألقيت برأي يوصف بأنه جرئ، أتمنى أن يتم التعامل مع هذا الرأي بجدية وصدق من قبل الجميع. أنا أنتظر أن يتحداني أحد ويقول لي رأيك غير صائب ،لأنني أقول كما يقول السلف «رأيي صواب يحتمل الخطأ.. ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب»، إذا أدرنا جدل حول هذه المسألة في أعلى المستويات سنعين الرئيس على إتخاذ قراره. خصوم ٭ مقاطعة، ولكنك في الإتجاه الآخر تلقي مجابهة لحديثك هذا؟ بالطبع، لا توجد فكرة جادة إلا ولها خصوم ،ولن يخلو صاحب فكرة من إبتلاء، بالضرورة أن هنالك من يعارض الفكرة. ٭ لماذا يعارضونها؟ الأرجح أن من يعارضها لا يرى أبعد من الوضع الراهن، وربما يعارضها آخرون لأن مصالحهم تتعارض معها، الأسباب عديدة.. ٭ إذاً ما ترتب لأفكارك منذ التسعينيات هي التي جرَّتك للمشاكل التي تحدث لك الآن؟ ولم تنتهِ بعد. عراقيل ٭ ماحدث داخل مؤتمر الحركة الإسلامية، ومؤخراً بالبرلمان، وما حدث من فتور في علاقتك بأجهزة المؤتمر الوطني؟ علاقتي في المؤتمر الوطني عامرة جداً بشكل عام والذين يعارضون الأفكار التي طرحتها ليسوا كثيرين ٭ أمامك عراقيل واضحة بدأت بمؤتمر الحركة الإسلامية والبرلمان ربما على أجهزة الحزب، الآن نشاطك داخل الأجهزة يبدو لي ليس كالسابق بسبب العراقيل؟. بالعكس ،أنا لا أرى عقبات كبيرة أمامي، إذا كنت صاحب دعوة وهنالك مستمعون لما تقول، لا مشكلة، كل ما أقوله أن هنالك مستمعون كُثر في المؤتمر الوطني لهذه الآراء. لاتراجع ٭ من ناحية أجهزة الوطني.. هل تتحرك وهل تتم دعوتك لإجتماعات؟ طبعاً، أُدعى للإجتماعات وليس لديّ اعتراض على المشاركة، الآن أشارك في جلسات البرلمان، وأنا لازلت عضواً في المكتب القيادي للحزب وعضواً في مجلس الشورى، ولكن دعني أقول لك حتى لو فقدت هذه المناصب كلها سأظل في المؤتمر الوطني عضوا فقط بالشروط التي ذكرتها سابقاً ،وسأكون صريحاً في طرح آرائي. ٭ هل من مقترحات في ذهنك أو من مقربين لك بالتراجع؟. تفكير الخروج والتراجع حل سهل للمشاكل ومريح للنفس، للشخص الذي يرى الأشياء بالأبيض والأسود، ولكن الحقيقة أنها ليست كذلك، وفي نظري ما دام المؤتمر الوطني حزباً منفتحاً للتأثير بداخله من خلال آراء تطرح بصورة سليمة ونتائج يمكن أن تتحقق، فالأفضل عشرات المرات العمل في هذا الإطار القائم الذي يتيح لك أن تطرح آراءك وأن تدعو لها من إن تبتعد. لن استجيب للضغوط ٭ هنالك أشياء تحدث لك.. كأنما هناك من يدفعك دفعاً للخروج؟. قد يكون هذا صحيحاً، الحكمة تقتضي أن لا استجيب. كما ذكرت يجب أن نرى الأشياء بألوان متعددة وليس اللون الأبيض والأسود المريح للتفكير، هي في النهاية ضريبة لابد أن تُدفع، ولكن العائدات منها أكبر من العائدات عندما تقود عملاً منفصلاً. ٭ هل تشعر بأن هنالك مخططاً لإبعادك من المؤتمر الوطني؟. لا استطيع أن أجزم بذلك، هنالك من يقول لي عليك أن تنتبه لذلك، لكن أنا أريد أن أكون منصفاً جداً، أنا لا أرى محاولة لإبعادي. ٭ إذاً ما تفسيرك لما حدث في البرلمان؟. ربما ضِيق بالرأي، وربما يكون محاولة لإستباق فاعلية المؤتمر الوطني داخل البرلمان، لأننا تحدثنا عن أن البرلمان يجب أن يكون فاعلاً هذه كلها احتمالات، لكن لا أجزم بأنها هي المحرك.