لأول مرة، فإن النقيضين يحققان معنى سامياً واحداً. إن المدهش حقاً أن الضحك والبكاء، ينفسان عن الروح البشرية. ٭٭٭ لدىَّ شك معقول أن الكائنات الحية، وحتى الجمادات لها القدرة على التعبير. ٭٭٭ الناس وحدهم يخلقون الأساطير، ثم يصدقونها.. حيث لم يستطع عالم أن يبرهن أن الدموع التي تخرج من التمساح، هي «دموع التماسيح»، وفق كناية أنها «ليست بكاءً..!. ٭٭٭ هل إدعى إنسان أنه دخل في قلب تمساح، حتى يعرف ما إذا كان هذا الكائن الحي المبدع.. والذي يتمتع بصفات لا تتوفر للإنسان إلا بمساعدة الأجهزة.. فالتمساح بطبعه أمتن وأقوى وأكثر مهارة، من الغواصين..! العلم لم يستطع أن يتعرف على أحاسيس التمساح.. فربما تكون دموعه «المفترى عليها» هي نتاج فقده، لعزيز لديه، سواء أكان «تمساحة» مثله أو كان ابناً من أبنائه.. وقد شاهدت بأم عيني القطة.. حينما أحست بأن بشراً يسرق جنياتها «حديثي الولادة»، ابتلعت الأخير..!. ٭٭٭ بل إن الشاعر القديم العبقري لبيد بن أبي ربيعة.. وصف حاله، حينما ارتحلت عنه محبوبته «نوار».. بالبقرة «الوحشية» التي فقدت «فريرها»، أو جناها: أَفَتِلْكَ أَمْ وَحْشِيَّةٌ مَسْبُوعَةٌ خَذَلَتْ وهَادِيَةُ الصِّوَارِ قِوَامُهَا خَنْسَاءُ ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ فَلَمْ يَرِمْ عُرْضَ الشَّقَائِقِ طَوْفُهَا وبُغَامُهَا لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَازَعَ شِلْوَهُ غُبْسٌ كَوَاسِبُ لا يُمَنُّ طَعَامُهَا صَادَفْنَ مِنْهَا غِرَّةً فَأَصَبْنَهَا إِنَّ المَنَايَا لا تَطِيْشُ سِهَامُهَا ٭٭٭ أما الضحك فهو غسيل للأبدان، من نوع آخر..!. ٭٭٭ تعالوا لأحكي لكم حكايات «مبكية».. وقصص مضحكة..!: فالبكاء يمنع الجلطة.. والضحك يقيك من الذبحة..