قطاع الشمال الذي نكتوي بناره الآن، صنعه «المؤتمر الوطني» بعد إتفاقية السلام ،وبدأت ملامحه تظهر «هنا»، إلى أن تكوَّن وتحول إلى قطاع شمال مسلح ،وبجيش يهاجم القرى والمدن، ويقتل ويسرق ويُبيد ويطهِّر عرقياً.. وهنا تنطبق مقولة «شي تعمله بإديك يغلب أجاويدك».. وطبعاً الأجاويد هي المحادثات الآن مع قطاع الشمال الذي لديه اعتقاد بأنه يتحدث باسم الشعب السوداني، وأن المؤتمر الوطني يمثل نفسه فقط، وهنا قبل أي محادثات يجب أن نحجم قطاع الشمال ونحوله إلى حجمه الطبيعي من «ديك» إلى «سوسيوه». المؤتمر الوطني «مُندعِكْ» هذه الأيام وكُثر الحديث عن زيارة الدكتور نافع إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ومعه بروفسير إبراهيم غندور، فلقد اجتمعوا وانفضوا وقرروا أن هذه الزيارة قائمة، ولا أدري من أين جاءوا بهذا القرار الذي من المفترض أن تحدده أمريكا وليس السودان، الزيارة المرتقبة سوف يشرح فيها دكتور نافع للأمريكان «حكاية لحس الكوع» وشذاذ الآفاق ويوريهم «العرضة» «وركزة دق السوط»..أما البروفسير غندور سوف يعكس لهم وجهنا السياسي الناعم، ويتحدث عن لحس الإيسكريم الذي يحتاجه أطفالنا في القرى التي شردها قطاع الشمال «المجرم» الذي يقوده «شذاذ الآفاق». المؤتمر الوطني اجتمع وانفض أيضاً، وقرر أن مدة ولاية الرئيس عدلت من (4) سنوات إلى (5) سنوات، ولا أدري سر زيادة هذا العام.. ولكن في كل الأحوال نشد من أزرهم ونتعبر ذلك تطوراً ايجابياً للإسلاميين الذين رشح بعضهم «نميري» رئيساً للسودان «مدى الحياة».. ووصفوه بالقائد المجدد والأوحد الذي طبق الشريعة الإسلامية، ولكنهم لم يقولوا أنه طبقها على الذين سرقوا «ليسد الرمق» من الجوع.. وترك الذين سرقوا ليغنوا ويبنوا ناطحات السحاب.. عموماً، عملتوها خمسة أو ستة أو عشرة، ليس لديكم من هو أكفأ وأقوى وأجدر بالرئاسة غير الرئيس «البشير». استغربت جداً من تصريح أحد منسوبي المؤتمر الوطني، الذي تحدث عن ازدواجية المعايير في مجلس الأمن الذي اشتكي فيه السودان قطاع الشمال، هذا العضو «يستحق التكريم» لأنه تحدث عن ازدواجية المعايير في مجلس الأمن.. ناسياً أن هذا الموضوع «تاريخي» منذ العام 1948م، وقبل ظهور مدينة «أبوكرشولا» في الوجود ظلت المعايير مزدوجة في فلسطين ،ولبنان وسوريا واليمن والسودان نفسه. جمال عنقرة الذي كان يريد أن يتوج لنا «مشهداً الآن» وقدوة ومثالاً يحتذى به في العمل الصحفي.. هاهو الآن يبحث عن «تقرير المصير» ويريد الانفصال «السلس» من صديق عمره لأكثر من ثلاثين عاماً، السيد عثمان إبراهيم الطويل، رئيس مجلس إدارة صحيفة «المشهد الآن»، جمال عنقرة لم ينقطع من «الوطن» ومن منزلنا لأنه «مُوصى علينا،» ودائماً أقول له «وطنك حلوة.. ارجع ليها» وأقول له :يا جيمي «عوداً حميداً » ومرحباً بك يا حفيد «النور عنقرة». السيد عثمان إبراهيم الطويل كان من الراتبين في كتابة عمود يومي ب«الوطن» ،وذلك بحكم صداقته مع جمال عنقرة الذي استدرجه ليكتب في صفحات «الوطن».. أنا ادعوه إلى «الانفصال السلمي» من مؤسس «المشهد الآن» جمال عنقرة وأن لا يستخدم أساليب الحركة الشعبية في الانفصال والوحدة في آن واحد، ليفاجأ الشريك بأن الموضوع ليس إلا انفصال والحديث عن الوحدة للتمويه.. عثمان الطويل مثال لرجل الأعمال الناجح والاجتماعي الغيور على علاقته وصداقاته.. فقط نداعبه لأننا نحبه في الله.