السيد وزير الخارجية «علي كرتي» يدعو المستثمرين الأجانب لاستغلال الأراضي الشمالية من بلاده السودان، الذي هو وزير خارجيتها بمنطق أشد غرابة وتحليل عجيب.. إذ يقول إن الكثافة السكانية في إحدى الدول المجاورة تساوي الكثافة السكانية لشمال البلاد.. فلماذا لا يستغل هؤلاء هذه الأراضي الفاضية !!..هل هذه دعوى لاستعمار جديد، والانتشار في السودان من رجل دولة..؟ أم مفهوم إستراتيجي لتخطيط التنمية!!..إن كان بمفهوم التنمية، فهنالك دول ذات كثافة سكانية منخفضة، كانت عاملاً لتطورالفرد فيها من كل الجوانب ومدعاة للتنمية. فالإمارات العربية من الدول قليلة السكان حوالي 27 مليون نسمة، وذات مستودعات بترولية ضخمة، فمصلحة في حفظ البترول لأطول وقت ممكن في جوف الأرض وعائداته التصديرية جعلت سكانه أكثر الشعوب رفاهية يعلمها الجميع.. ودول كثيرة السكان ذات مستودعات بترولية لا تتناسب مع كثافتها السكانية المرتفعة.. ويعيش ربع سكان فرنسا فقط (26%) في مناطق ريفية، لذلك فإن سكان الأرياف أكثر اطلاعًا ،ويتمتع معظم أهل الريف بوسائل الراحة والرفاهية التي تتوفَّر لأهل المدن، إذ يعيش ويمتلكون سيارة وجهاز تلفاز وأجهزة حديثة أخرى كالثلاجات والغسالات.. وهي ثالث أكبر دولة في من حيث المساحة (450,295 كم2) ويبلغ عدد السكان نحو 9.4 مليون نسمة ،والسويد منخفضة الكثافة السكانية عند 21 نسمة، لكل كيلومترمربع ،تعتبر من أكثر الدول تطوراً وإنتاجاً ورفاهية فردية. أما إن كان بمفهوم آخر لا يعلمه إلا الله ومتنفذي الانقاذ، فإن الله سيبطله لأنه لا يرضى ظلم العباد.. فالسودانيون المهاجرون من أبناء المناطق الشمالية هم الأولى بالعودة إلى بلدهم وتعميره، لماذا لا تدعوهم ليعودوا من غربتهم ومهاجرهم لتنمية بلدهم.. أليس هم أحق بها من الغرباء.. أليس هي أرضهم التي لم تجد نصيبها من ميزانية الدولة.. فهاجروا وتغربوا وتشتتوا، ليجتمع بها الغرباء والأجانب ..؟.