حسب متابعتي للشأن السياسي على ما يزيد من ربع قرن من الزمان لم أسمع أو اقرأ أن مسؤولاً حكومياً في جمهورية السودان أخطأ، وأعتذر للشعب، لأننا تعودنا من جمهورية وحيد القرن أن نمارس الأخطاء اليومية بل الإساءة لهذا الشعب دون تردد ولا نخشى من عقاب الشعب في يوم ما أو عندما تتبدل الأحوال لأن الشعب السوداني شعب مسالم ومسامح، ينسى ويسامح ويصالح من أساء اليه، وقد سمعنا في الدول المتقدمة بل في دول الخليج أن الوزراء يستقيلون عندما يخطئون في حق الشعب وهو ما يعرف بأدب الإستقالة الذي نفقده في وطننا العزيز، هنا الكنكشة على الكرسي والتمتع بالامتيازات الخرافية، وكأن الكرسي دائم الى أبد الأبدين وخسارة وحسرتاه على هذا الحاكم البائس.. ولكن أذكر قبل أشهر معدودة، عندما أجرى الرئيس عمر البشير عملية جراحية بالمملكة العربية السعودية أن قال رئيس الجمهورية الرئيس عمر حسن البشير في السفارة السودانية بالرياض (قد تكون هذه العملية جزءاً من عقاب من الله سبحانه وتعالى نتيجة قد أكون ظلمت بعض الناس) ، وهذا يعتبر بمثابة إعتذار لهذا الشعب.. شكراً سيدي الرئيس. أما الحالة الثانية منها الأولى عن قيادي في العهد الإنقاذي الذي يعتذر عن أخطائه. حديثنا اليوم عن اللواء عمر أحمد إبراهيم نمر معتمد محلية الخرطوم، فالرجل خريج كلية القانون وعمل في جهاز الأمن الوطني وتمت إحالته الى المعاش، فاختاره الوالي د. عبدالرحمن الخضر معتمداً لهذه الولاية الشيطانية التي لا تنتهي مشاكلها بل تزداد يوماً بعد يوم، وهو من رفاعة التي إشتهر أهلها بالكرم والشجاعة والتعليم الذي انطلق منها مبكراً في ثلاثينيات القرن الماضي، إضافة الى أن أسرة نمر المعروفة في رفاعة التي إشتهرت بالكرم والمحافظة على القيم والتعاليم الموروثة في العائلة الكبيرة، وهو رجل يحمل سمات العروبة وأحلامها رغم أنه إنضم الى مجتمع العاصمة الذي تتنازع أخلاقه بين الحق والباطل..المهم أن (نمر) قد أعلن إعتذاره لهذا الشعب العظيم فيما يواجهه يومياً من ذل واحتقار في المواصلات يفقد فيها المواطن آدميته، وقال نمر خصصت وزارة المالية لتأهيل (005) بص من شركة بصات ولاية الخرطوم خطاً بستة مسارات من هيئة السكة الحديد لحل أزمة المواصلات، وأبان عن ايجار شروني بمبلغ مليار جنيه سنوياً والهدف منه فك الاختناق، واعترف اللواء نمر بوجود خطأ حدث في تغيير خطوط المواصلات نتج عن تحويل عدد كبير منها في وقت واحد وقال (نعتذر للمواطنين من المعاناة التي وجدوها نتيجة تغيير الخطوط ...الخ). التحية والتقدير لهذا الرجل الشجاع مع نفسه وبالتالي هذا النمط من الرجال هو الذي يسامح مع الآخرين.. لك التحية نيابة عن هذا الشعب العظيم الذي تحتقره حكوماتنا وتذله منذ عهد الاستعمار وحتى تاريخه.. وأخيراً يجد الإعتذار من رجل جاء من صلب هذا الشعب.. تعظيم سلام وألف تحية لك أيها المعتمد. لكزة: - يا والي الخرطوم إعترافك بالخطأ الذي صاحب الخط الدائري لا يفيد. - يا مدير مواصلات العاصمة إعتذر للشعب كما إعتذر نمر.