العامل السوداني مظلوم، وظالم لنفسه كيف ؟؟!! وقبل الإجابة على هذا السؤال يتحتم علينا أن نلقي نظرة عابرة وسريعة عن هذه الطبقة وهي طبقة تعرف بأنها الطبقة التي تصنع الحياة ويعتمد عليها المجتمع إعتماداً كلياً في الإنتاج وبالإنتاج يتقدم العمل وتسير الحياة وتكسب الدولة وراء هذا الإنتاج دخلاً تسير به حياة مواطنيها وتحافظ على ميزان مدفوعاتها وتمنع عملية التضخم التي تؤدي الى إنهيار إقتصادي كامل كما يحدث الآن في السودان. تاريخياً في السودان ومنذ نشأة الحركات العمالية تطورت وأسست بعد كفاح ونضال كونت نقابات تحفظ حقوقها، وتدافع عن مكتسباتهم وترفع الوعي الإقتصادي والإجتماعي، وما ذلك التاريخ ببعيد عن الأذهان، فالنقابات العمالية السودانية تكونت في أربعينيات القرن الماضي بما يسمى هيئة شؤون العمال التي أفرزت وتمخض عنها تكوين النقابات العمالية وذلك بما يسمى النقابات العامة والهيئات النقابية والهيئات الفرعية وهذه التقسيمات تتوقف على حجم النقابة وعددها ودورها في الحياة وكان نتاج ذلك أن تكوين أول اتحاد للعمال في السودان 6591م 8591م برئاسة السيد محمد السيد سلام رئيساً، السيد الشفيع أحمد الشيخ سكرتيراً، وطه أميناً للمال.. ولكن ما أن جثم الحكم العسكري الأول في السودان قام بحل الإتحاد العام لعمال السودان، والتي دخلت العمل السري الذي ساهم في إسقاط النظام والذي كان لها أثرها الفعال في المشاركة في إسقاط أول حكم عسكري في السودان في ثورة جماهيرية عارمة عرفت باسم ثورة اكتوبر 4691م. ومرت الأيام وكلما جاء حكم عسكري قام بحل النقابات وأخيراً جاء الإنقاذيون وقاموا بحل النقابات وتفتيتها وكونوا هيئات نقابية هلامية نجم عنها تكوين اتحاد عمال برئاسة أحد دهاقنة النظام البروفيسور «إبراهيم غندور» الذي لم يقدم شيئاً يذكر رغم أن الرجل قد بذل جهوداً ضخمة للإتقاء بالعمال إلا أن عامل المال كان يقف أمامه وتتكسر كل الأحلام الوردية المشروعة وكان آخرها ذلك القرار الجمهوري الذي أصدره السيد رئيس الجمهورية برفع الحد للأجور الى (524) جنيه وبذل فيه «غندور» جهداً إلا أن جهوده بعثرتها رياح عاتية من وزارة المالية التي ماطلت وداهنت في دفع الزيادة التي أجازها رئيس الجمهورية ووصل الصراع بين غندور وعلي محمود عبدالرسول وزير المالية الى مرحلة التوتر والقذف غير المباشر مما حدا برئيس الجمهورية بالتدخل موجهاً للمالية بدفع الرواتب الجديدة للعاملين وهدأت العاصفة ولكن حتى كتابة هذه السطور لم تنفذ توجيهات السيد الرئيس ولعل المرء يتساءل ما هذه القوى الجديدة التي ترفض تنفيذ قرار رئاسي ومن السيد رئيس الجمهورية سؤال مشروع يطرح في كل المحافل ومازال الأمر معلقاً حتى الآن والعمال ينظرون ولا أدرك ماذا تقول تلك العيون الحمراء التي امتلأت بالحُزن والغُبن والظلم وهي ترى أن حقها مهضوم ولا أحد يتحرك ولا أحد يفوه بكلمة حتى اتحاد عمال السودان فإن العاملين وحتى عامة الشعب لا يعرفون غير غندور ولا شىء غير غندور في حين أنه في الزمان كانت الناس غير المرتبطة بالعمال تعرف سلام الشفيع قاسم أمين قناوي محجوب الزبير الجزولي سعيد الحاج عبد الرحمن وكثيرون أما الآن فحدث ولا حرج. سيدي الرئيس إن قراراتكم وتوجيهاتكم تكسر في وضح النهار في حق طبقة تضع الحياة ألا ترون هذا التدهور المريع في الإنتاج نعم نحن نعترف بأن هناك أعداء يتربصون بالوطن ولابد من دعم القوات المسلحة وجهاز الأمن بالأموال الطائلة للدفاع عن حياض هذا الوطن العظيم.. ولكن في نفس الوقت هناك طبقة تضع الحياة ولها نفس دور القوات المسلحة والأمن سيدي الرئيس تدخل بقوة فأبناؤك من العمال وصلوا مرحلة من الإنحطاط المعيشي والإجتماعي يندى له جبين الأمة السودانية خجلاً فهل تدخلت سيدي الرئيس ؟؟؟ ٭ لكزة: سيدي والي الخرطوم لا تقول الأسعار في السماء فكرة خصصت وستظل سارية المفعول إلا أن تجد حلاً لأزمة المواصلات. ٭ يا مسؤولي المواصلات رمضان كريم.