رئيس مجلس السيادة يتلقى اتصالاً هاتفياً من أمير دولة قطر    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    بنك الخرطوم يعدد مزايا التحديث الاخير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    شاهد بالفيديو.. حسناء الإعلام السوداني إسراء سليمان تبهر المتابعين بإطلالة جديدة بعد عام من الغياب والجمهور يتغزل: (ملكة جمال الإعلام وقطعة سكر)    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية المتابعين.. الصحفي إبراهيم بقال يتجول رفقة بعض أفراد الدعم السريع داخل مكاتب الولاية وهو يحمل رتبة "فريق" وينصب نفسه والي لولاية الخرطوم    الكشف عن سلامةكافة بيانات ومعلومات صندوق الإسكان    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تظهر في لقطات رومانسية مع زوجها "الخواجة" وتصف زواجها منه بالصدفة الجميلة: (أجمل صدفة وأروع منها تاني ما أظن القى)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تظهر في لقطات رومانسية مع زوجها "الخواجة" وتصف زواجها منه بالصدفة الجميلة: (أجمل صدفة وأروع منها تاني ما أظن القى)    المريخ يوقِع عقداً مع شركة (Sport makers)    مفاوضات الجنرالين كباشي – الحلو!    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    محمد وداعة يكتب:    عالم «حافة الهاوية»    مستشفي الشرطة بدنقلا تحتفل باليوم العالمي للتمريض ونظافة الأيدي    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    تعرف علي أين رسم دافنشي «الموناليزا»    عقار يلتقي وفد مبادرة أبناء البجا بالخدمة المدنية    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    كوكو يوقع رسمياً للمريخ    برقو لماذا لايعود مديراً للمنتخبات؟؟    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    باريس يسقط بثلاثية في ليلة وداع مبابي وحفل التتويج    جماهير الريال تحتفل باللقب ال 36    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    نتنياهو مستمر فى رفح .. إلا إذا...!    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إشراف / مصعب محمد علي
ودمدني في رمضان .. مجد العزّاب وعابري السبيل رانيا مأمون
نشر في الوطن يوم 18 - 07 - 2013

لا يمكن للسائر في أحياء مدينة ودمدني إغفال تلك الرائحة المؤكِّدة على نفسها، التي تسطو على حياد الهواء، فيميل نحوها ويتبنى فرحها في الإعلان عن ذاتها. إنها رائحة إعداد (عُوَاسَة) الحلو مُرّ أو (الآبْرِي)، الذي يجمع في طعمه ما بين الحلو والمر (الحامض)، ذلك المشروب السوداني الخالص يُعد من الذرة والكثير من التوابل بطريقة خاصة، والذي يكرِّم به السودانيون شهر رمضان، يُعد خصيصاً له، وأول مُعلِن عن اقتراب الشهر الفضيل، رائحته تصحب معها ذكرى رمضان وأجوائه فتذكِّر النَّاسي وتدير دفة انتباه الغافل إلى أنَّ رمضان على الأبواب.
كان هذا الطقس مناسبة اجتماعية وتكافلية جميلة جداً، تجتمع نسوة الحي عند بيت فلانة لأن اليوم (عُوَاسَتها) يعددن معها (الحلو مر)، يتسامرن ويشربن منه بعد الانتهاء. وبعد أيام يجتمعن عند بيت أخرى لإعداد (الآبْرِي) خاصتها، وهكذا إلى أن تنتهي كل النسوة في كل بيوت الحي من إعداده.
في السنوات الأخيرة تقلّصت هذه العادة ربما بفعل الاتجاه المادي للحياة وسرعة إيقاعها، خاصة في الأحياء الغنية. أصبحت بعض الأُسر تستأجر نساء من شرائح فقيرة لإعداده نظير مبلغ مالي. والبعض يشتريه من الأسواق مفوِّتاً على نفسه جمالية هذا الطقس!
تكتسي مدينة ودمدني التي نشأت في 1489 بالأضواء في رمضان، تضاء المساجد وتُزَيَّن، تنار الشوارع بنسبة أكبر من بقية العام، تكثر حركة المدينة ليلاً، تمتلئ الساحات والمقاهي وشارع النيل بالناس تجولاً وتواصلاً مع الأهل والأصحاب، وتستمر الحركة حتى الثالثة صباحاً.
نهاراً، تكون حركة المدينة أبطأ قليلاً عن بقية أيام السنة، رغم أن الموظفين يتوجهون لمكاتبهم، وإن كانت الإنتاجية ليست كباقي الشهور. المدارس تواصل دراستها وتغلق في الجزء الأخير من الشهر فقط، الأسواق عامرة بالمشترين وحركة المواصلات دائبة، تكثر داخلها الشجارات والمناوشات خاصة بعد الظهيرة عند اشتداد الحر وتعكّر المزاج. قلَّما يمر يوم لا ينشب فيه شجار داخل حافلة، فتلهج بعض الألسنة ب: اللهم إني صائم؛ لتفرِيغ طاقة الغضب وتذكير النفس والآخر بالصيام.
في رمضان وقبله بقليل ترتفع أسعار السلع الحيوية، كالسُّكر واللحوم ومنتجاتها وبعض الخضروات وغيرها، ويعمد بعض التجار لاحتكار سلعة معينة خاصة السكر لأن الطلب عليه يكون كبيراً، ويتم استغلال المواطن المطحون الذي لم يعد قادراً على تلبية احتياجاته الأساسية.
لقد أثَّر الوضع الاقتصادي الذي قُصِم ظهره بانفصال الجنوب 2011، على المواطن السوداني واستعداده لرمضان، وعلى مائدته الرمضانية التي صغر حجمها وقلَّ تنوعها، وباتت تحوي أقل القليل. وهو محشور بين مطرقة الحكومة وسندان التجار وغلاء الأسعار.
للحكومة شواغل كثيرة غير المواطن، تبدأ بالآداب والمظاهر العامة ولا تنتهي بالحروب، منذ مجيئها 1989 تُغلق بأمرٍ رسمي في نهار رمضان المطاعم والكفتيريات حفاظاً على المظهر العام الرمضاني، رغم أن هناك شرائح مرخَّص لها بالإفطار! لكن حِيَل المطاعم والمحلات لا تنتهي، يضع بعضها ستائر من البلاستيك ونحوه كحاجز بينها وبين المارة الصائمين المتيقنين أساساً، وكأن رؤيتهم لمفطر ستجرح مشاعرهم وتستفزّهم للإفطار كذلك!
تعمر المساجد في رمضان، وتتردد داخلها أصوات تلاوة القرآن، تقام حلقات الذكر وختم القرآن، هناك من يختم القرآن مرة واحدة، ومن يختمه ثلاث مرات خلال الشهر، تمتلئ المساجد وساحاتها الخارجية بالمصلين والمصليات لصلاة التراويح. وفي الأيام العشرة الأخيرة يعتكف البعض في المساجد رجالاً ونساء يقومون الثلث الأخير من الليل حتى حلول الفجر.
وقت السحور يجتمع شباب الأحياء المتجاورة، ويتطوعون لإيقاظ النائمين لتناول السحور، يدقّون على أوانٍ وجرادل وصفائح وما يتوافر، يستخدموها كدفوف، يتجولون في الأحياء، وهم ينشدون: (يا صايم قوم إتسحَّر)، وينادون بأسماء الناس. إمام الجامع قربنا كان يقوم بهذه المهمة أيضاً، فيقول بإيقاع منتظم وصوتٍ حانٍ حنوّ اللَّيل: تسحَّروا.. تسحَّروا فإن في السحور بركة. تسحَّروا.. تسحَّروا يرحمكم الله.
أما النشاط الثقافي في رمضان، فإنه يتراجع أمام النشاط والتواصل الاجتماعيين، وتقتصر المناسبات الثقافية في بعض الأندية في الأحياء، التي تقيم نشاطات صغيرة ثقافية ورياضية متفرقة خلال الشهر. قبل عدة سنوات أقيمت بعض الخيم الرمضانية في شارع النيل، وحَوَت العديد من الأنشطة الفنية والثقافية، ولكن تمَّ منعها بعد سنتين أو ثلاث من إقامتها؛ لأن الأصل في رمضان هو شهر عبادة وليس ترفيهاً حسب التبرير الرسمي.
ودمدني وسائر مدن السودان تتميز بعادة لا يوجد لها نظير في العالم الإسلامي، وهي عادة الإفطار في الشوارع، تُفرش البُسط على الأرض في الشوارع قرب البيوت، ويُحضِر كل سكان الحي بألوان طيفهم العِرقي والمجتمعي من الرجال والشباب والصبية صوانيهم ويجتمعون ل (شراب الموْيَات) كما يسمونها، و(المويات) جمع (موْيَة) وهو ما يطلقه السودانيون على الماء، سُمِّيَّ وقت الإفطار بهذا المسمى في رأيي نسبةً للطقس الحار جداً حيث يطغى الشعور بالعطشِ على الجوع.
رغم الحالة الاقتصادية الصعبة، عادة الإفطار في الشوارع لم تتوقف منذ مئات السنين. وليس من المحمود عدم الخروج. تحوي العادة قيماً كثيرة، فكل عابر سبيل يُدعى لتناول الإفطار، ويلِّبي الدعوة دون حرج، يدعى كل عازب يقطن في الحيّ، يتشارك الفقير والغني في هذا الإفطار، وتتنوع المأكولات بين البسيط والفاخر على تلك البُسط، يأكل الجميع من طعام بعضهم بسماحةٍ ومودة.
تقام في بعض الدول موائد الرحمن، هنا أيضاً تقام موائد مماثلة، لكن الاختلاف بين عادة الإفطار الخارجي وموائد الرحمن، أن الأخيرة تقام بشكل رسمي ترعاها الدولة والخيِّرين، في حين الأولى هي مبادرة من أهالي الأحياء يتشاركون فيها طعامهم وقهوتهم، ويصلَّون المغرب في جماعة. ليس هذا فقط، بل هناك قرى في طريق مدني الخرطوم تقطع الطريق على البصَّات السفرية وقت الإفطار، وتجبر كل الركاب على النزول لتناول إفطار رمضان، كسباً للأجر وكرماً وإكراماً لعابري الطريق أيّاً كانت ديانتهم.
لرمضان في مدني إحساس مختلف، ونكهة خاصة كخصوصية عصير (التبلدي) والحلو مر، المشروب البديع الذي تفوَّق على غيره بجمعه الضدَّين.
حين تقرأ نصاً روائياً لأي كاتب، هناك شخصيات معينة ترسخ في الذهن ولا تفارقه بعد ذلك، وشخصيات أخرى تسقط عن الذهن مباشرة بمجرد الانتهاء من القراءة، أو ربما في منتصف القراءة. ولعل ذلك يأتي من عوامل كثيرة، أهمها العناية في رسم الشخصية الناجحة، بحيث تصبح جزءاً من ذاكرة المتلقي، ويستطيع تحيتها، ومناقشتها، والعيش معها كما لو كانت شخصية حقيقية. أيضاً حركة تلك الشخصية داخل النص، وما تؤّديه من نشاط سلبياً كان أم إيجابياً، وتناغمها مع الشخصيات الأخرى، تلك التي تسكن داخل النص، والتي توجد في المجتمع المحيط، وكان يمكن أن تدخل النص من أي باب.
إذن الشخصيات هي مفتاح النص الروائي، فلا جدوى من وصف المكان فقط، وكتابة عبارات إنشائية في وصف الطبيعة، وغيرها، ما لم ترسم شخصيات، تحتل تلك الأجواء، وتتحرك فيها.
ومن خبرتي في مطالعة النصوص وأيضاً من آراء القراء التي أبحث عنها من حين لآخر، وأستفيد من بعضها، أجد الشخصيات غير السوية، تحتل مكاناً مرموقاً في ذهن القارئ، فلا أحد ينسى قاتلاً كان يحمل سكيناً يلوح بها، أو يغرسها في قلب. لا أحد ينسى لصاً سرق صفحات طويلة في نص، أو مغتصباً اغتصب، وأحدث الرعب. كذلك تأتي الشخصية المظلومة، أو التي كتبت وكل ما يحيط بها محبط إلى أقصى حَدّ. هذه تحتلب التعاطف أولاً، ومن ثم لا تفارق أذهان القرّاء لزمن طويل بعد انتهاء القراءة.
شخصياً أميل لتلك الشخصيات المؤثرة، مثل رحالة اكتشف مكاناً معتماً وأضاءه بشيء من الجنون. مثل ثائر على ظلم حدث، وعانى من جراء ثورته. وتلك الشخصيات التي تحمل إيحاءات من ورائها، يستطيع القارئ أن يستنتجها أثناء القراءة، ولا أستطيع حتى الآن، وبرغم مرور سنوات طويلة على قراءتي لبعض الروايات، أن أنسى شخصيات معينة، وربما تأثرت بتلك الشخصيات كثيراً. مثلاً شخصية نيكولا، ساكن جبل الدرهيب، في رواية «فساد الأمكنة» لصبري موسى، وشخصية الزين في «عرس الزين» للطيب صالح، وأعتقد أنها من الشخصيات غير العادية، وتقترب كثيراً من شخصيات الأساطير، وكثير من الشخصيات الأخرى، في روايات لنجيب محفوظ، وحنا مينا، وعبد الرحمن منيف، وإميل حبيبي، وغيرهم من عظماء الكتابة. ولعل شخصيات غارسيا ماركيز، وما يمكن أن تتوقعه أو لا تتوقعه منها، هي في رأيي أكثر الشخصيات تأثيراً في القراءة والكتابة، على حد سواء، خاصة شخصيات فيرنادو داسا في «الحب في زمن الكوليرا»، وشخصية أركاديو بويندا، ومعظم شخصيات ماكندو في الرواية الأعظم: «مئة عام من العزلة».
تلك الشخصيات التي ذكرتها، وغيرها الكثير، لا أعتقد أنها من اختراع صرف للكتّاب، إنما هي شخصيات يمكن أن تكون موجودة، في كل المجتمعات، ويمكن أن تصادف أي شخص، أو تعيش بالقرب منه، إنما تفعيلها بنيران الخيال وإضفاء بهارات أخرى على ملامحها وسلوكها، هو ما يجعل منها شخصيات عظيمة، تُقرأ بمتعة في الكتب، وتظل باقية في الأذهان زمناً طويلاً.
إذاً. لنحصل على نص ممتع، وفي نفس الوقت، نص مؤثر، لا بد من الاعتناء بشخصياته وإجادة كتابتها أولاً.
--
اتحاد الكتاب يُدشن برامجه الثقافية الرمضانية بالسبت
يُدشن اتحاد الكتاب السودانيين، 20 يوليو، برامجه الثقافية لرمضان، بندوة بعنوان: «في ذكرى حركة الشيخ علي ود عبدالكريم، في أمدرمان 1903م»، يتحدث فيها الأستاذ؛ كمال الجزولي، يعقب عليه الدكتور؛ قيصر موسى، ويُدير الندوة الدكتور أحمد الصادق.
وقال سكرتير المناشط الثقافية باتحاد الكتاب السودانيين، أحمد صادق، ل»الشروق نت» إن الفعاليات الثقافية الرمضانية بالاتحاد ستكون متنوعة خلال هذا العام، بحيث تلبي تطلعات فئات مختلفة من المهتمين.
البرامج تشمل الندوات الفكرية والثقافية، بجانب أمسيات الإمتاع والمؤانسة مع رموز المجتمع الثقافي والفني ووجوهه في البلاد
وأشار صادق إلى أن الاتحاد وضع ضمن برامجه منشطين لكل أسبوع، خلال الشهر الكريم، بحيث تشمل المناشط الندوات الفكرية والثقافية، بجانب أمسيات الإمتاع والمؤانسة مع رموز المجتمع الثقافي والفني ووجوهه في البلاد.
فى السياق ذاته -الفعاليات الرمضانية- يستضيف الاتحاد بداره بالعمارات الكاتب والروائي المرموق إبراهيم اسحق، والشاعر عالم عباس محمد نور، ضمن أمسيات الإمتاع والمؤانسة والتي يتطرق فيها إسحق إلى العديد من المحطات المؤثرة والمهمة في تجربته السردية الشاهقة. عالم عباس يرافق إسحق بفتح مسارب الحوار على مناخات شعرية وأجواء عامرة بالود.
يُظلل أمسية الإمتاع والمؤانسة مع إبراهيم إسحق بندى الأغنيات البليل؛ الفنان عمر إحساس بايقاعاتٍ دارفورية صميمة.
--
النائب الأول يكرِّم محمد الأمين
كرَّم النائب الأول للرئيس، علي عثمان محمد طه، الموسيقار محمد الأمين في إطار برنامج التواصل الرمضاني، الذي تقيمه رئاسة الجمهورية سنوياً، وأكد طه رعاية الدولة للفنون كلها، مشيراً إلى دورها المهم في تجاوز أسباب القطيعة والفتن.
ووجّه طه -لدى زيارته مساء الثلاثاء للموسيقار محمد الأمين بمنزله- أجهزة الإعلام بالاهتمام بالأغنية السودانية الوطنية لتلعب دورها فى صياغة وجدان الشعب السوداني، وقال علي عثمان إن الموسيقار محمد الأمين، أصبح رمزاً وقامة غنائية وموسيقية، بما قدمه لأهل السودان من ملاحم وأغاني وطنية.
وأكد أن هذه الزيارة والتكريم الذي تم فيها، يعد تكريماً لكل أهل الإبداع، ولكل من كان له إسهام في مختلف أشكال الفنون وألوانها، مشيراً إلى دور الفنون كجسر للتواصل بين الشعوب.
توجيه رئاسي
الموسيقار محمد الأمين يؤكد أهمية الدور الوطني لأجهزة الثقافة والفنون خاصة في التعريف بالوجه المشرف للبلاد وتعزيز السلام الاجتماعي والتعايش السلمي
وتلا وكيل وزاره الثقافة والإعلام عبدالدافع الخطيب، خطاب تكريم الموسيقار محمد الأمين، موضحاً أن التكريم يجيء بتوجيه من الرئيس السوداني عمر البشير، لما قدمه الموسيقار من عطاء وجهد إبداعي في مجال فن الغناء والموسيقى، على مختلف أنماطها، وما أحدثه من أثر بيِّن في الحفاظ على تراث الأغنية السودانية .
من جانبه أكد الموسيقار محمد الأمين أهمية الدور الوطني الذي تضطلع به أجهزة الثقافة والفنون بالبلاد، خاصة التعريف بالوجه المشرف للبلاد، وتعزيز السلام الاجتماعي والتعايش السلمي، مشيراً للأثر الإيجابي للمهرجانات الثقافية والإبداعية في هذا الصدد، ممتدحاً إنشاء الدولة لوزارة الثقافة والدور الذي لعبته في إظهار المواهب وصقلها، شاكراً رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء على التكريم، الذي قال إنه يزيد من مسؤلياته نحو الفن والموسيقى .
وشارك في التكريم عدد كبير من الوزراء، وقادة الإعلام، والأجهزة الإعلامية، والفنانين، والموسيقيين، ومحبي الفنان الموسيقار محمد الأمين.
وقال الأستاذ الصحفي الشاعر؛ فضل الله محمد، -وهو مؤلف للعديد من أغاني محمد الأمين-، إن ما يميز الموسيقار اهتمامه بالغناء الوطني، حاثاً إياه إلى لعب دور فى التلحين للشباب وصغار المبدعين .
وعبّر كلّ من الموسيقار الماحي سليمان، والموسيقار عبدالقادر سالم، والدكتور محمد آدم، عن الدور التجديدى للموسيقار محمد الأمين في تطوير فن الغناء السوداني، مؤكدين الدور الوطني والإنساني للفنون.
ولد الموسيقار محمد الأمين حمد النيل الطاهر بود مدني 1945م، ونشأ منذ صغره متعلقاً بالفن والموسيقى، وكان يهوى العزف على آلة المزمار قبل انتقاله إلى آلة العود، ولم يكن الطريق إلى الشهرة ممهداً أمام محمد الأمين، واجتهد كثيراً في تقديم أعمال تقنع الجمهور، وترسخ أقدامه في ميدان الفن.
--
أقبال على حركة التدوين في السودان
تحظى حركة التدوين في السودان، بإقبالٍ من الشباب في السنوات الأخيرة. ويؤكد بعض المدوِّنين أن التدوين صار بمثابة «حصن آمن» لحرية الرأي والتعبير، بعيداً عن الرقابة وملاحقة الأجهزة الأمنية لما يكتبون في الصحف والمجلات.
وبدأت تجربة التدوين في السودان في السنوات التي أعقبت توقيع اتفاقية السلام عام 2005 بشكل متواضع. وبعد سنوات قليلة، قويت هذه التجربة لتبرز تجربة شبكة (مدونون سودانيون بلا حدود) بواسطة المدوِّن وائل مبارك، والتي تضم حوالى 300 مدوِّن ومدوِّنة.
ويقول وائل مبارك، لدوتشه فيله إن الشبكة تأسست في يوليو 2010 ولديها فعاليات وتقوم بتنفيذ دورات في التدوين والإعلام الجديد. وتهدف الشبكة لإثراء المحتوى السوداني على الإنترنت، إلى جانب الترويج لضرورة التدوين وأهميته كإعلام ذي فاعلية إضافة لتوثيق ونشر الثقافة السودانية.
الهروب من الرقابة
النجومي ترى أن تجربة الكتابة في المدوَّنات تختلفُ كثيراً عن النشر في الصحف، وذلك من خلال تعامل المدوِّن مع ردود فعل القراء المباشر مع ما يكتب
أما الكاتبة والمترجمة ميسون النجومي، وللهروب من سيف الرقابة المسلّط على الصحف في عام 2007، فقد لجأت إلى النشر في المدونات.
وفي عام 2010 أنشأت النجومي مدوَّنتها الشخصية وكانت محاولة منها لإبداء أرائها الشخصية حول مختلف الأحداث التي مرت بها البلاد في تلك الفترة.
وترى النجومي أن تجربة الكتابة في المدوَّنات تختلفُ كثيراً عن النشر في الصحف، وذلك من خلال تعامل المدوِّن مع ردود فعل القراء المباشر مع ما يكتب.
كما ترى أن المدوَّنات، بعكس الصحف، تتيحُ للمدوِّن إمكانيات التنقيح والتحرير المتواصل للمادة المنشورة.
وتعتبر النجومي التدوين نوعاً جديدا من الكتابة، لأنه يتيح إضفاء الجانب الشخصي والحميم في الكتابة. وأوضحت أن تجربة التدوين صهرت مختلف أنواع الكتابة وبدأت تُزيل الحواجز بين شتى أنواع المساهمات الكتابية من اقتصاد وسياسة واجتماع وتصهرها في نوع جديد.
في طور الحبو»
رغم الإقبال الشبابي، فإن تجربة التدوين ما تزال في بداياتها في السودان. إنها تجربة تحبو ولم تشكِّل بعد تجربة قوية
واقع الأمر أن ثمة آراء تشير إلى محدودية تجربة المدوّنات في السودان مقارنة مع غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك الذي يحظى بإقبال منقطع النظير. فيما يرى آخرون أن أغلب المدوَّنات في الفترة الأخيرة تحولت إلى «مفكرات شخصية» لا تتواصل بالصورة المُثلى مع القراء، بحسب وجهة نظر المدوِّنة ميسون النجومي.
وبالإجمال، ورغم الإقبال الشبابي، فإن تجربة التدوين ما تزال في بداياتها في السودان. إنها تجربة تحبو ولم تشكِّل بعد تجربة قوية يمكن أن تُسهم بفاعلية كبيرة في تسليط الضوء على قضايا البلاد الحيوية.
--
طه يزور أستاذ «الهُويّة السودانيّة»
دشن النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، ليل السبت، برنامج التواصل الرمضاني السنوي، بزيارة للمؤرخ المشهور بأنه أستاذ الهوية السودانية أ. د. يوسف فضل حسن، في مقر إقامته في حي المنشية بالعاصمة الخرطوم.
ومعروف أن أ. د. فضل هو من حقق كتاب «طبقات ودضيف الله» لمؤلفه الشيخ محمد النور ود ضيف الله، الكتاب الذي يعد أشهر كتب التراث السوداني، والمرجع الأول المطبوع لدارسي التصوف في البلاد.
ويعتبر الكتاب أيضاً من المصادر الأولية الهامة في تاريخ سلطنة الفونج المعروفة ب «السلطنة الزرقاء» التي أقامت دولة في السودان خلال الفترة من 1505 – 1821م.
وثمّن طه خلال الزيارة، جهود يوسف فضل، في مجال التاريخ والتعليم الجامعي، مشيراً إلى أن عطاء البروفسور لم يقتصر على تخصصه، وإنما فاض إلى تخصصات أخرى، استفاد منها السودان كثيراً، في مجال الأدب والثقافة وغيرها.
سؤال الهوية
طه يقول أن يوسف فضل تتلمذ على يده الكثير من السودانيين، حتى وإن كان بطريقة غير مباشره وأنا منهم كما أنه يعد من الأسماء التي لا تخطئها العين عند ذكر جامعة الخرطوم
وقال طه إن المحتفى به قدّم للسودان كثيراً، وعرّف السودانيين بوطنهم السودان، واصفاً إياه بأنه رائد الإجابة عن سؤال الهوية السودانية.
وأضاف طه أن فضل تتلمذ على يده الكثير من السودانيين، حتى وإن كان بطريقة غير مباشره، وزاد (أنا منهم).
و ذكر طه أن البرفسيور يعد من الأسماء التي لا تخطئها العين عند ذكر جامعة الخرطوم، معرباً عن سعادته بهذه الزيارة لهذه القامة.
وذكر عدد من الأساتذه الجامعيين الحاضرين خلال الزيارة، أن البروف رجل علّامة، وتقلد عدداً من الوظائف في مجال التعليم العالي، من بينها مديراً لجامعة الخرطوم، ومديراً لجامعة أم درمان الإسلامية، وعدد من المعاهد العليا والمراكز البحثية المعروفة.
وحضر الفاعلية عدد من الوزراء والدستوريين ورجال الإعلام وأساتذة الجامعات، معبّرين عن تقديرهم وثنائهم على مجهودات المحتفى به في مجال ترقية العلم الجامعي والثقافة والآداب السودانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.