كلما تقدم الزمن إبتعد الناس عن دينهم وألهتهم تجارتهم وأموالهم وأزواجهم وأبنائهم وعن كل نعم الحياة وعن فضائل الدين الاسلامي وسنة النبي صلي الله عليه وسلم الذي قال «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشارلإصبعيه ». ويجب ان لا يقتصر الامر على عهد النبي صلي الله عليه وسلم والصحابة فقط، فالمجتمع الاسلامي هو مجتمع التكافل والترابط والتراحم واليتيم في الاسلام له مكانة كبيرة، والمجتمع السوداني عرف بأياديه الممتدة بالخير والرحمة لليتيم، ولكن كثرت مشاغل الناس وهمومهم وأثرت عليهم ضغوط الحياة، ترى هل كل هذه الاشياء أثرت على كفالة اليتيم؟ حتى لم يعد هنالك من يهتم لامر اليتامى وهو احوج الناس الى العون..! ولماذا ابتعد مجتمعنا عن كفالة اليتيم التي تكون سبباً في دخوله الجنة ومرافقة النبي صلي الله عليه وسلم. ابو ايمن يقول: الوضع المادي الذي يعيشه الناس اليوم يجعلهم لايستطيعون مساعدة أي يتيم سواء مع اسرته او داخل دار الايتام، فكل لقمة او قرش الان يلهث ورائها الاباء من اجل ابنائهم ولاتكفي لسد الرمق حتى اصبح الناس لا يفكرون إلا في انفسهم وقوت أبنائهم واليتامى يعيشون اسوأ الاوضاع دون معين او سند يسد فراغ رب الاسرة او من لا اهل له، ورغم ان هنالك الكثير من من يستطيعون ان يطعموا يتيماً جائعاً او يكسوه او يتكفلوا بتعليمه او علاجه ولاينقص ذلك من اموالهم شيئا، ولكن لا يتذكرون ولا يهتمون لمثل هذه الامور التي هي ذخيرة للاخرة، تشغلهم امور الدنيا الفانية ولايخطر ببالهم ان هنالك طفل يتيم نام جائعا او انهكه المرض دون علاج حتى فارق الحياة او كاد ان يهلك. امنة يوسف تؤكد بأسى:- للأسف القلوب الرحيمة قلت في هذا الزمن ولم يعد الناس الان يبحثون عن عمل خير يكون لهم زاد في الاخرة مع ان الامر ليس صعباً فنحن نتضجر عندما يطلب منا احدهم مساعدة مادية وإذا حاولنا معاً كجيران او اصدقاء او كل الحي في المساهمة بكفالة يتيم ولو بشئ بسيط لن يكون الامر صعبا كما نتصوره، وعمل الخير يجعل الانسان مرتاح البال واسع الصدر لكل من حوله وما اكثر اليتامى من حولنا الذين يحتاجون الى ان نمد لهم ايادينا ونخفف عنهم حوجتهم الى من يفتقدون وكانوا لهم سنداً او جاءوا الى هذه الدنيا دون سند. اما الباحثة الاجتماعية الاستاذة سلافة علي أضافت: تغير حياة الناس وإنشغالهم باحوالهم أبعدهم عن التفكير بظروف من حولهم ومحاولة مساعدتهم ولو بالقليل فكل شخص او اسرة الان انطوت على نفسها وتحاول ان تحل مشاكل الحياة الكثيرة وهموم لقمة العيش التي اصبحت صعبة جداً حتي نسى الناس ان الاخرة تحتاج منهم الى عمل كثير، والجنة يمكن ان تكون بأقصر الطرق والمجتمع يحتاج الى ان نحي فيه روح التكافل الاسلامي حتى تمتد كفالة اليتيم الى كل بيت وكل شخص.