مساء الثلاثاء تقاطرت جموع الصحافيين (زرافات وفيلة ) الى صالة المعلم لتشهد افطارها السنوى وللحق فقد كان افطارا مشهودا تميز عن افطارات كل السنوات السابقة بحضور سياسي ودبلوماسي رفيع لم يسبق له مثيل لافى بلادنا ولا فى اى بقعة فى العالم وهذا يؤكد تفردنا كسودانيين وقدرتنا على الابداع والاتيان بما لم يأت به الاوائل ولا اظن نقابة فى كل العالم تجمع بنيها فى مثل هذا الحشد كما نفعل فى السودان ، كما ان الضيوف ( كما ونوعا )يؤكدون مدى التقدير الذى تلقاه الصحافة السودانية من الجميع وهو تقدير يتجاوز الاتحاد كجسم نقابى الى كل العضوية بمختلف الوان طيفها. افطار هذا العام تميز بحضور ضخم جدا تجاوز المعدلات السابقة بكثير ولكن كان كرم شركة سودانى عند الموعد ورغم ان فى الزحمة رحمة احيانا الا انها اضاعت علينا فرصة الالتقاء بالاغلبية فقد ضاع زملاء وزميلات كثر وتهنا عنهم ولكنك تجد من يطمئنك على من تفتقد ولان المناسبة اجتماعية فاننا لانريد ان نحملها اكثر من ذلك والا فقدت معناها الانسانى ويتوجب ان ننتهز هذه المناسبة الاجتماعية فى رتق النسيج الصحفى لا زيادة فتقه وحسنا فعل السيد عبد الرحمن الصادق المهدى وهو يتطوع بطرح مبادرة لم الشمل الصحفى فالسودان بلد يسعنا جميعا ولن يجدى الفجور فى الخصومة شيئا غير الاحن ومن باب اولى يجب ان نكون نحن فى السلطة الرابعة قدوة للرأى العام ونموذجا يحتذى. اتحاد الصحافيين يبذل جهده وفق امكانياته ومكابر من يقول انه لم يقدم شيئا بل على العكس ماقدمه فى الدورتين السابقتين غير مسبوق فى كل تاريخ الصحافة السودانية بل ان تلك الانجازات مهدت لنا الطريق لنتبوأ مكانتنا الاقليمية والعالمية لاول مرة فى تاريخ السودان بل واتاحت لنا ان نتفوق بالانجاز على دول متقدمة جدا ولكنها لاتقدم ماتم تقديمه من خدمات هنا نسأل الله ان يوفق الزملاء فى الاتحاد لتقديم الكثير منها. لقد سعدنا بحديث السيد نقيب الصحافيين وهو يطمأننا على قانون صحافة جديد يطرح بشفافية وتتاح فرص ابدأ الرأى حوله للجميع وهذا فى حد ذاته مؤشر ممتاز على ارتفاع درجة الحريات فى السودان وتوجه بخطى ثابته نحو فضاء غير مسبوق فى دول العالم الثالث بل ودول العالم الاول. نثق تماما ان اهل اليسار والذين فى قلوبهم مرض لن يقبلوا باى قانون لايزيح الاسلاميين من الواجهة ويأتى بهم فهم لايبحثون عن الحرية للجميع بل يريدون حرية يقصون بها كل من يخالفهم وقد رأينا موقفهم البائس والمخجل مما حدث فى مصر من وأد للشرعية التى عرتهم تماما وفضحتهم ولكن ذلك يجب ان لايثنينا عن المضى قدما فى بسط الحريات لانها ببساطة سوف تفضح سؤاتهم وتعريهم كما تعرى الغرب كله وهو يكشف عن وجهه القبيح فى مصر بعد ان فعلها فى الجزائر ولكن يجدوها عند الغافل هنا.