فى وقت كشفت فية قيادات فاعلة فى جبهة الشرق عن تحركات ظلت تقوم بها جهات اسمتها بالمشبوهة فى شرق البلاد من أجل إشعال نيران الفتنة التي سبق وأن أخمدتها إتفاقية سلام الشرق،في الأثناء تواصلت الاعتصامات لمسرحي مؤتمر البجا والذي دخل يومه التاسع عشر على التوالي مما ينذر بالخطر خاصة أن المصادر أشارت إلى أن حكومة بورتسودان بدأت تفكر بشكل جدي لفض الاعتصام وتحرير مبنى مفوضية الدمج وإعادة التسريح الذي كان قد احتلته مجموعة من المسرحين قبيل بداية شهر رمضان، وقبل أن تشرع الحكومة فى حسم وفض الاعتصام كانت وساطات قد شرعت في مباحثات سرية مع بعض القيادات التي تدعم وتوافق على مبدأ الاعتصام، وحسب المصادر إن جميع المحولات باءت بالفشل، وهذا ربما لدفع السلطات ببورتسودان إلى استخدام سياسة العصا مع المعتصمين ،غير أن المصادر قد استبعدت هذه الخطوة من حكومة بورتسودان لجهة أن أزمة المسرحين قضية تهم السودان بصفة عامة والشرق بصفة خاصة، وترى بعض القيادات بحكومة البحر الأحمر -فضلت حجب اسمها - ترى ضرورة أن تقف حكومة الولاية مع المعتصمين الذي، قالت المصادر أنهم ظلوا ينتظرون قرار إعادة دمجهم في القوات المسلحة بعد تسريحهم منذ سنوات دون جدوى، المصادر ذهبت لأبعد من ذلك عندما أشارت إلى أنها مع الاعتصام والمعتصمين حتى يتم إنزال جميع بنود إتفاقية سلام الشرق إلى أرض الواقع ،وأن تكون لقيادات الشرق دورا واضحاً ومؤثراً في القضايا الوطنية،ويرى بعض الخبراء والمراقبون أن أزمة المسرحين هى أزمة حقوق تنتهي بمجرد أن تدفع حكومة البحر الأحمر استحقاقات المسرحيين أسوة بولايتي القضارف وكسلا، ولم تستبعد المصادر أن تتفاقم الأزمة بصورة أكثر خطورة ، لجهة أن هنالك جهات شرعت في التدخل في القضية وأجرت لقاءات وصفت بالإيجابية والتوافقية مع مجموعة من المعتصمين من أجل استغلال الاعتصام لتحقيق ثورة جماهيرية لإسماع صوت جماهير الشرق عبرآليات محددة، بيد أن هنالك تصاعد في حدة الخلافات بين القوى السياسية بالمنطقة، بل أفادت المصادرأن قيادات بارزة كانت قد وقّعت على إتفاقية سلام الشرق قد أعلنت تذمرها من السياسة التي ظلت تمارسها حكومة المركز تجاه قضايا الشرق، هذا فضلا عن موقف هذه القيادات من ملف صندوق إعمار الشرق،وأشارت المتابعات إلى أن عدد من ولاة الولايات الشرقية قد رهنوا استمرار سلام الشرق بتنفيذ بنود الاتفاق مشيرين إلى تحركات مشبوهة ظلت تقوم بها بعض الشخصيات لعرقلة عمل المنظمات العاملة في العمل الإنساني والتي ترى تلك القيادات أنها أسهمت بشكل كبير في تقليل من نسبة تفشي العديد من الأمراض القاتلة، وقالت إن معاداة مثل هذ المنظمات يعد أمراً مريباً! نعود ونقول إن أزمة اعتصام المسرحين ببورتسودان قد يتم حسمها سريعاً؛ لجهة أنها مطلبية مادية هذا بجانب أن قيادي نافذ قد التقى أمس برئيس لجنة التسريح وإعادة الدمج الذي وصل من بورتسودان أمس إلى الخرطوم للقاء هذا القيادي بعد أن تمنع محمد طاهر ايلا من دفع مستحقات المسرحين..أزمة المسرحين مقدور عليها غير أن قيادات تنفذية وتشريعية قد حذرت من خطورة المماطلة فى حسم الملفات، وقالت إن عدم الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاقيات هو من عجّل بخروج بعض القيادات من القصر والاستعانة برفع العصا أمام الحكومة، وفتح جبهة مواجهات جديدة. -- جمهورية جنوب السودان المياه تتدفق بغزارة تحت الجسر قرارات الرابع عشر من رمضان هل ستكون نواة لمفاصلة بالحركة الشعبية الصراعات الداخلية الجنوب سودانية إفراز لمرارات قبلية تحليل خاص ب(الوطن) قرارات الرابع عشر من رمضان التي أصدرها الرئيس الجنوب سوداني الفريق أول سلفاكير ميارديت وضعت حداً مؤقتاً للصراع الخفي المخبؤ داخل مكونات حكومة جمهورية السودان جنوب السودان وداخل حزبها الحاكم (الحركة الشعبية) ، حيث يرى بعض المراقبين أن الرسالة المفخخة التي أرسلها نائب رئيس الجمهورية وقتها الدكتور رياك مشار قد عجلت بتلك القرارات، حيث حوت الرسالة ما حوت من تهديدات وتحذيرات أقل الناس تشاؤماً إعتبرها جرس إنذار أخير ربما أفضى لمفاصلة داخل الحكومة وحزبها الحاكم تنتهي بأحد الرجلين الرئيس أو نائبه، ويبدو أن الرئيس سلفاكير ميارديت قد تغدي بنائبه قبل أن يتعشى به ، برغم أن نائب الرئيس وقتها كان قد أعدَّ من خلال رسالته تلك مائدة عشاء الرئيس !!! ٭ صراع تاريخي طويل : مخطئ من يظن أن هذه القرارات التي أصدرها الرئيس سلفاكير تكون قد خرجت من سياق الصراع القبلي التاريخي الطويل الذي ظلت تعيشه المكونات السياسية والإجتماعية منذ سنوات طويلة . ولعلّ أكثر الناس تأملاً في المشهد الجنوب سوداني يذكرون كيف أن الصراعات القبلية قد أسهمت في إنهيار إتفاقية أديس أبابا حيث أبدت القبائل الاستوائية تململاً واضحاً من هيمنة قبيلة الدينكا وبسطت سطوتها على مفاصل الحكم الذاتي الاقليمي الذي يمثل أهم مخرجات إتفاقية أديس أبابا 1972م مما حدا بالرئيس الراحل جعفر محمد نميري وفي نزوة غضب أن ألقى قانون الحكم الذاتي وأعاد تقسيم الاقليم الجنوبي فقسمه لثلاثة أقاليم (الاستوائي بحر الغزال أعالي النيل) مما أدى لإغضاب قبيلة الدينكا والتي اعتبرت ما حدث سحباً للبساط من تحت أرجلها مما أوعز صدور بعض قياداتها العسكرية فقامت في العام 1983م بالتمرد المعروف الذي إبتدرته الكتيبة 102 بقيادة كارينيو كوانين . ٭ شئ من تاريخ الصراعات : وحتى الحركة الشعبية ومنذ سنوات تكوينها الأولى لم تخلُ من الصراعات المماثلة والتي أحدثت الكثير من الململة داخلها وأودت في بعض أحيان لسيلان دماء كثيرة وإنشقاقات عديدة كلفتها أرواحاً وأذاقت منسوبيها الكثير من المرارات التي تندمل جراحاتها حتى الآن وبعد أن أصبحت الحركة الشعبية تمسك بمفاصل دولة جمهورية السودان حديثه التكوين والاعتراف الدولي .. ويورد ابراهيم محمد آدم في دراسته الاكاديمية المعنونة ب« الأبعاد الفكرية والسياسية والتنظيمية للحركة الشعبية لتحرير السودان 1983م 2000م الصادرة ضمن إصدارات مركز الدراسات الافريقية بجامعة أفريقيا العالمية نماذج لتداعيات تلك الصراعات والتي خلفت الكثير من المرارات حتى الآن ومنها :- 1 في العام 1985م نصح القائد أروك طون قائده الأعلى جون قرنق أن يحذر القائد وليم نون من تلك التجاوزات التي ارتكبها في منطقة النوير ولم يكن أروك يدري أن جون قرنق هو الذي أعطى وليم نون تلك التوجيهات ونتيجة لذلك نقل اروك من قيادة منطقة بور الى قيادة منطقة اكوبو وبعدها بدأ حواراً مع قيادة انانيا 2 فأتهمه جون قرنق بأنه يتصرف كسياسي وليس كجندي وهذا ناتج من أن أروك قد رأى الدمار الذي حدث للنوير وأن السبيل لذلك هو تحقيق السلام بين انانيا 2 والحركة الشعبية . 2 في العام 1985م أعطي جون قرنق تعليمات لقوات الحركة الشعبية في منطقة بور بالذهاب الى أرض المنداري في غرب الاستوائية التي تسيطر عليها الحكومة وبناء على أعراف الحركة الشعبية والمتمثلة في ترك الجنود يعيشون عبر فوهة البندقية فقد كان نصيب قبائل المنداري والمورو من السلب والنهب وافراً . 3 في العام 1987م أعطى جون قرنق تعليمات لضابط الحركة الشعبية عند قيادته لما اسماه بحملة النجم الساطع للذهاب وإحتلال مناجم الذهب حول كابويتا .. إن كل قبائل جنوب السودان معروفة بدفاعها المستميت عن أراضيها الموروثة عن الاجداد فحارب التبوسا الحركة الشعبية إلى حد أن قائد الحركة الشعبية في شرق الاستوائية دينق أوينق أتيم قرر استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد التبوسا ودمر المنطقة نتيجة تعليمات مباشرة من قرنق . 4 في عام 1989م تم نقل الاطفال من غرب الاستوائية إلى شرقها فقضى عليهم التبوسا ثم قضى الباقون نحبهم بواسطة قبيلة المورو بعد وصولهم إلى منطقة جبل بوما والعدد الصغير الذي نجا تم أخذه الى منطقة الجكو وفي نفس العام بعد أن تم نهب قبيلة المورلي بواسطة بول مادوت أحد قادة الحركة وبتعليمات من جون قرنق تم نهب خمسين الف رأس من الابقار أخذت الى جبل بوما وقام قرنق بتقسيمها على أقربائه واصدقائه . 5 قام جون قرنق بإغتيال بول أكول واعتقال جوزيف أودهو ، وبول ابوليوم ومالات جوزيف ومجانق لوال وغيرهم من قادة الحركة السياسية دون محاكمة . كل هذه المرارات المتراكمة والمستمرة أسهمت في تداعيات الأحداث المؤسفة التي شهدتها الحركة الشعبية مؤخراً وألقت بظلالها على حكومتها التي قام الرئيس الجنوب سوداني بإبعاد الكثير من العناصر المناوئة لسياساته وعلى رأسها نائبه السابق رياك مشار .. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل ستمثل قرارات الرابع عشر من رمضان التي أصدرها الرئيس سلفاكير لمفاصلة بالحركة الشعبية لا سيما وأنه أردفها بتشكيل حكومي جديد وصفه المراقبون بأنه سيكون منسجماً في علاقاته مع السودان مما سيؤدي لتجاوز كل الخلافات التي برزت بعد الإنفصال .. عموماً أن مياه كثيرة قد تدفقت تحت جسر جمهورية السودان مما يجعل كل الخيارات مفتوحة أمام مجموعة الدكتور رياك مشار التي تمّ إقصاؤها من المشهد الجنوب سوداني. -- على ذمة هؤلاء الساسة حسرة لو ذهبت مئات الملايين من الدولارات التي يدعم بها القمح والبترول الى النهضة الزراعية نهض السودان وفي ذلك مخرج للكثير من الأزمات والأن كل دول الجوار تأكل من الدعم السوداني بسبب تهريب القمح والمحروقات. حسن أحمد طه وزير سابق وخبير إقتصادي -- أرموا قدام ينبغي ان لانركن الى أي اتفاقيات سلام يتم توقيعها لأنه بعد كل اتفاق يكون هناك غدر وإعتداء ولاينبغي أن نقلل من دور الدفاع الشعبي لأنه الحصن المنيع والأمن للبلاد. علي كرتي وزير الخارجية -- الخطة تمام خطةالمائة يوم التي وضعناها لإسقاط النظام تمضي بقوة وأكملنا المرحلة الاولى الاربعين يوماً بتجديد العمل التنظيمي لقوى الإجماع وإقامة عدد من الفعاليات السياسية رغم منعنا من الندوات الجماهيرية في الميادين لكن انجزنا الخطة بشكل مقبول. محمد ضياء الدين حزب البعث العربي الإشتراكي -- ممكن يدخلوا الحكومة ممكن أن يشمل التعديل الوزاري دخول قيادات الإصلاح بالمؤتمر الوطني مثل الدكتور غازي صلاح الدين وصلاح قوش والعميد ودابراهيم ولكني لا أرى ضرورة لذلك فالتغيير يعني الشخص المناسب في المكان المناسب. قطبي المهدي قيادي بالمؤتمر الوطني -- خارطة طريق ساس يسوس عبد الوهاب موسى الإختلاف بأدب أفضل من قلة الأدب في الاختلاف، لأن كثرة ما تطرحه من أدب سيعزز موقفك ويجعل الآخرين يحترمون عقلك وطرحك بصرف النظر عن رأيهم فيه، فلا يوجد حنان سياسي ولاعاطفة.. ولكن يوجد تنافس، تباغض، كراهية تصل حد الحب في المصلحة، وقد تنتهي الى التزاوج السياسي (قلبين ضماهم غرام) أو التنافرالسياسي (اتنين دنياهم خصام)، كثير من الأحيان الطلاب في الجامعات تستهواهم وتعجيهم الأفكار السياسيه لحزب ما من خلال الطرح والهرج في منابر الطلاب.. ولكن يقرفهم أداء الحزب عندما يتخرجون ويتطلعون فتراهم ينفرون من السياسة وبممارستها يكفرون.. أليس هم محقون يا هولاء ؟ فلا تخادعوهم فيحبطون أرجوكم استقيموا يرحمكم الله ، وفي السياسة إعتدلوا فلا تدلسون، إنها أمانة وفي أعناقكم.. اتقنوا عملكم يحببكم الله، والى الخير من باب السياسة قودون فلا تهنوا واتقوا الله في شعب مصائبه وبلاويه تضاعفت وأنتم تنظرون.. فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. فهل أنتم سامعون، لكن عزاءنا أننا نقول اللهم هذا شعبنا ووطننا فهل يا ساسة أنتم منتهون الى مايصبوا اليه السودانيون.. أصحوا سدد الله خطاكم.. -- شمارات طازجة وحديث في الممنوع ٭ مبارك الفاضل إختفى مبارك الفاضل المهدي من المشهد السياسي الظاهر للعيان فماذا يدبر هذا الرجل ( البلدوزر) هل شغلته أمواله أم يريد مباغتة الجميع بفعل سياسي جديد؟ هل (بطنه طمت) من حزب الأمة القومي، أم أنه يتصرف للإنقلاب على الوضع الحالي في حزب الأمة.. على كل حال لا يعرف أحد إلا مبارك والمقربين منه ماذا يفعل مبارك؟ لكن بلا شك فإن أبو أم سلمة الإمام الصادق سيكون داري بماذا يفعل مبارك الآن. ٭ إصلاحيو الوطني إذا دخل الذين ينادون بالإصلاح في المؤتمر الوطني التشكيلة الحكومية الجديدة المرتقبة قبل إلباس الحكومة الجديدة وحزبها ثوب الإصلاح يكونوا قد كتبوا على مشروعهم الإصلاحي الضياع ويكون المؤتمر الوطني قد وقع في فخ الفشل ويدخل في دوامة لأول ولا آخر لها وبالتالي تضيع فرصة الحزب للإطلال مجدداً على الشعب السوداني.. انتبهوا يا إصلاحيون. ٭ أحزاب المعارضة دحين ياجماعة انتو أحزاب المعارضة من قوى إسقاط النظام بلعتها الواطة ولا شنو.. اليومين ديل صامت في رمضان حتى من الكلام وطق الحنك وهي نست أنو المية يوم قربت تنتهي طيب في داعي ياجماعة.. القصة يا تنضجوها ياما تتكلموا ساي أليس كذلك يا .......؟ وعلى كل حال محق الإمام الصادق في طرحه ومذكرة التحرير كل يوم أنصارها زايدين دا حل باليد وليس بالسنون يا معارضة. بقلم : عبدالوهاب موسى -- أمبيكي السعي بين الخرطوموجوبا لنزع فتيل التوتر بين البلدين تقرير: أشرف إبراهيم الرئيس الجنوب أفريقي السابق أمبيكي ظل دائم التردد على الخرطوموجوبا بحكم رئاسته للألية الأفريقية التابعة للإتحاد الأفريقي والتي تعنى بالتوسط بين البلدين والتوصل الى حلول سياسية للقضايا العالقة بين جوباوالخرطوم بعيداً عن العنف والعودة الى الحرب والمواجهات المسلحة من جديد وكان أمبيكي حاضراً بلجنته منذ بداية الترتيبات التي أعقبت إنفصال الجنوب في العام 2011م بدعم افريقي وأممي حيث واظب على متابعة الشأن السياسي في السودان وجنوب السودان وسير تنفيذ الإتفاقيات الموقعة بين الجانبين ومدى التزام الأطراف بها ويرفع تقارير للإتحاد الأفريقي ومجلس الأمن بها,أمبيكي جاء للخرطوم هذه المرة في اليومين الماضيين وسبقه وفد الخبراء الأفارقة المختص بالترسيم ووضع نقطة الصفر على حدود البلدين للمنطقة منزوعة السلاح بحسب الإتفاق الشامل الذي تم في أديس أبابا وكان أمبيكي قد التزم للحكومة بتقديم ضمانات بمراقبة الحدود عبر اليات الإتحاد الأفريقي والتأكد من الدعم الذي تقدمه جوبا للتمرد من عدمه وذلك في عقب إعلان الحكومة وقف تصدير النفط الجنوبي عبر السودان رداً على الدعم الذي يقدم للتمرد المكون من الجبهة الثورية وقطاع الشمال والذي يستهدف الأراضي السودان فيما يسمى بالجنوب الجديد وقد حددت الحكومة مهلة لوقف تصدير النفط ووقف تنفيذ الإتفاق كذلك وتنتهي في الأيام القادمة ويعمل امبيكي جاهداً على تمديد المهلة هذه حتى لا تنسف الإتفاق بين البلدين ويعودان الى المربع الأول رغم نفي الحكومة عبر وزارة الخارجية لخبر تقديم امبيكي مقترح بتمديد المهلة الذي كان قد نشر ببعض الصحف ووسائل الإعلام,والمقترحات التي قدمها امبيكي بمراقبة الحدود تدخل في هذه المعادلة بصورة مباشرة لأنها تعمل على تطمين الخرطوم على وقف جوبا لدعم المتمردين واذا تحقق هذا الشرط ضمناً ينتفي السبب الذي يدعو حكومة السودان لتعليق الإتفاقيات ووقف تصدير النفط خصوصاً وان الحكومة كانت تشدد على مسألة الترتيبات الأمنية وفك الإرتباط بين الجيش الشعبي والفرقتين التاسعة والعاشرة بجنوب كردفان ووقف دعم الحركات المسلحة وتم تضمين هذا الشرط ضمن البنود الأساسية للإتفاق الشامل الأخير في الوقت الذي فشلت فيه حكومة الجنوب في الإيفاء بالتزاماتها تجاه الترتيبات الأمنية ,ولم تستطع الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب أن تتخذ موقفاً واضحاً وصريحاً ازاء العلاقات مع السودان تقوم على حسن الجوار والمصالح المشتركة ولعل تجاذب التيارات السلطوية ومراكز القوى في جسم الحركة الشعبية وحكومة الجنوب أسهم بصورة كبيرة في حالة الرمادية التي تظلل علاقات جوباوالخرطوم والتوهان في شأن الموقف الصحيح الواحد تجاه هذه العلاقة التي تبدي بعض الأطراف الجنوبية رغبتها في أن تكون طبيعية وتشوبها السلاسة والتعاون وأطراف أخرى تطرق على أسباب القطيعة بين البلدين عبر العنف ودعم التمرد والتصريحات العدائية المنفرة وهذا يفسر الخطوات التي قام بها الرئيس سلفاكير مؤخراً بإقصاء بعض التيارات التي تمثل مراكز قوى وحكومة داخل الحكومة في الجنوب وتعمل على عرقلة خطوات التقارب مع الخرطوم وعلى رأسهم باقان أموم الذي ابعده سلفاكير مؤخراً وأمر بالتحقيق معه الى جانب المبعدين الأخرين دينق الور وولوكا بيونق ووالي ولاية الوحدة الجنرال تعبان دينق الذي ظل يشرف بنفسه على تشوين ودعم المتمردين على الحكومة السودانية وأقر رئيس البرلمان في دولة الجنوب أتيم قرنق في حديث لصحيفة الشرق الأوسط بوجود هذه التيارات المتباينة والتي تعمل على شل منظومة الحركة الشعبية وأيد الرئيس سلفاكير في الخطوات التي اتخذها وقال من حقه اتخاذها فهي من صلاحياته التي يخولها له دستور الحركة الشعبية ودولة الجنوب بصفته رئيساً لها وقال أتيم ان الحركة الشعبية انقسمت الى مجموعات متناطحة وكل مجموعة تذهب في إتجاه مختلف عن الأخرى ولذلك كان لابد من حسم هذه الفوضى ,أمبيكي وزيارته الأخيرة التقى الرئيس البشير وكذلك النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه و الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية وقدم رؤيته للحكومة والقيادات التي التقاها حول أفق الحل ومسار التسوية مع الجنوب وفق اتفاق التعاون الشامل مع الألية التي يتم بها ضبط التفلتات والزام الجانب الجنوبي بضرورة احترام تعهداته وانفاذ الإتفاق المبرم من الجانبين وقد رحب الرئيس بمقترحات امبيكي وأكد ان الحكومة ظلت تؤكد في كل استراتيجياتها على العلاقات الطيبة مع دولة الجنوب من أجل مصلحة الشعبين ومن أجل الجوار الأمن وقد عد بعض المحللين خطوات الرئيس سلفاكير الأخيرة بإعفاء بعض القيادات بأنها من أجل التقارب مع الخرطوم وإزالة الإحتقان بي البلدين الذي ظل ديدن العلاقات بينهما منذ الإنفصال,رئيس الالية الأفريقية أمبيكي حزم حقائبه وغادر الخرطوم وربما حط رحاله في جوبا في غضون الأيام لقادمة من أجل وضع النقاط على الحروف وتنوير حكومة الجنوب بنتائج لقاءاته مع الحكومة السودانية والعمل على دفع العلاقات في الإتجاه الذي يقود للسلام والتعاون. -- على خلفية أزمة النفط .. العلاقات بين السودان والجنوب عقبات منذ الإنفصال وتعويل على قمة البشير وسلفاكير تقرير: عمار عبد الوهاب تمثل دولتا السودان وجنوب السودان البوابة الرئيسية في الحفاظ على الأمن القومي الأفريقي والذي ينسحب بدوره على الأمن القومي العربي وقد حدثت مناوشات كبيرة عقب الإنفصال الذي حدث وأدى الى نتائج كارثية على البلدين وفي البال أزمة النفط التي مافتئت تبرح مكانها حتى تعود لتشتعل من جديد فقد تبقت أيام لإنتهاء الموعد المضروب من قبل الخرطوم بإغلاق أنابيب النفط في السابع من أغسطس في حال لم تلتزم جوبا بتنفيذ جميع الإتفاقيات الموقعة. واذا عدنا الى للوراء قليلاً نجد أن السودان الشمالي شهد أزمة إقتصادية كبيرة بعد أن قررت جوبا في العشرين من يناير المنصرم قفل الأنابيب ووقف ضخ الخام وتصديره عبر خط الأنابيب التابع للسودان حيث زعمت أن الخرطوم صادرت بعض النفط مقابل ماتسميه رسوماً واجبة السداد من قبل جوبا وقد أدت هذه الأزمة الى إنخفاض معدل النمو وإرتفاع معدل التضخم في السودان مما دعا الى انتهاج سياسة التقشف وقد تركت أزمة النفط اثاراً سلبية على الدولتين وتأثر السودان بصورة واضحة في الإقتصاد وعدم الإستقرار الداخلي ,اما على الجانب في دولة جنوب السودان فقد واجهت تحديات مهمة على المستوى الداخلي بسبب الصراعات القبلية وعدم وجود موارد وظهور الفساد المالي على السطح وسط شخصيات نافذة في الحركة الشعبية اضافة الى الدولة ناشئة تفتقد للكثير في شتى المجالات حتى تستطيع أن تنهض ,على المستوى المواقف السياسية بين البلدين نجد أنها في تباعد مستمر وذلك بسبب تمسك كل طرف بموقفه الخاص حول القضايا المطروحة,وهو ما أدي الى الوصول الى طريق مغلق في معظم جلسات التفاوض وقد فشلت الألية المشتركة رفيعة المستوى في احداث تقدم إيحابي وخطوات من شأنها أن تعيد الأمور لوضعها الطبيعي ,السودان يدرك أنه تضرر كثيراً من تفلتات دولة الجنوب وانه لايمكن حل قضية النفط بمعزل عن القضايا الأمنية العالقة ومنها ايواء جوبا للحركات المسلحة (الجبهة الثورية وحركات دارفور) والتهرب من تحديد خط الصفر للمنطقة الأمنة منزوعة السلاح ,والشاهد ان عدم تنفيذ دولة الجنوب لهذه الإتفاقات يعود الى عدم وحدة القرار الداخلي ووجود مجموعات متشاكسة داخل القيادة بالجنوب وبالتالي غياب الإرادة السياسية للمضي في إنفاذ الإتفاقيات,ولذلك لم تبرح الخلافات مكانها لعدم توفر الثقة بين الطرفين وتدخل أطراف أخرى خارجية وداخلية لها مصالح في إستمرار الأزمة بين الدولتين وتصاعد الخلافات بهذه الوتيرة قد يتطور الى أكثر من مجرد مناوشات فكل الإحتمالات واردة ,الكثير من الآمال معلقة على اللقاء المرتقب بين الرئيسين البشير وسلفاكير في الخروج من هذه الأزمة بحلول أيجابية تعيد الامور لنصابها الطبيعي ولكن هذا الأمر يتطلب إرادة سياسية قوية من الجانبين والنظر للأثار التي ترتبت على إيقاف تصدير النفط على الدولتين والحذر م النتائج الكارثية لمواصلة التصعيد.