الكتابة فى المواضيع السياسية اصبحت مقرفة الى حد بعيد وما ذلك الا لان السياسة لعبة قذرة تورث ( وجع القلب والفشفاش وتفقع المرارة وتزيد الضغط وتعطل البنكرياس ) والغريب ان هذه الامراض لاتصيب اولئك القوم الذين يمارسون السياسة حتى بلغوا من العمر عتيا فكأنى بجلودهم تخينة وكذا الضمائر منهم والقلوب عليها اقفال فولاذية تمنع عنهم مايصيبنا نحن الناس العاديين ،حتى العاديات العادية من غرق وحوادث سير لاتطالهم ( اى القادة ولله فى خلقه شوؤن يعلمها وحده ) ونحن على ابتلاءاته صابرون يهلج لساننا بالحمد ما استطعنا ازاء بقية النعم فى مواجهة هذه النقم التى تسير على قدمين ومازالت تأمل ان تواصل مسيرة حكمنا فلا تشبع ولا تقنع ولا تعطى فرصة للشباب ولا استثناء فى ذلك بين الاحزاب جميعا قديمها وحديثها. لكل ماتقدم نهرب احيانا الى بعض الاحاديث الخفيفة من باب ساعة للقلب نروح فيه بمتعة تحوى فائدة ولهذا قررنا اليوم ان نطالب حكومتنا بتوفير ضب لكل مواطن ،وبعد ان نعرض حيثيات هذا الطلب لانشك لحظة واحدة ان تماسيح السوق سوف تهرع لتوفير اكبر تشكيلة ممكنة من الضببة لتكون فى متناول يد الجميع ، وستروق لهم الفكرة لان الضب من الفصيلة التمساحية شكلا وان كان لايسبب الاذى الذى تسببه التماسيح اللهم الا تلك البطولات التى يهديها للرجال مجانا حين تصرخ زوجاتهم من الظهور المفاجئ للضب الذى يرتعدن منه فينبرى رجل الحوبات ومقنع الكاشفات لذلك اليناصور بكوب ماء او بما تيسر من المقذوفات ليقضى على ذلك ( الضبيب ) ثم يلتفت الى ام العيال مزهوا بالانتصار التاريخى الذى حققه وبالبطولة القومية التى اتاها ليقول بتواضع مزيف ( هسع دى حاجة بتخوف ؟) ولو ان ذلك الضب وقع من الحائط فوق صاحبنا الهمام لصرخ من الرعب وقفز خارج المنزل لايلوى على شئ ثم اقسم بعد ذلك ان المدعو كان ورلا ولم يكن مجرد ضب ( ماقلته نوبة ؟؟). اذكر طرفة ( والحديث ذو شجون ) ان رجلا ريفيا كان يتجول فى احد الاحياء الراقية وفجأة اندفع بعض الحناكيش والحنكوشات الى خارج المنزل يصرخون ويرتجفون من الرعب فسألهم عن سبب خوفهم فقالوا له تمساح ياعمو ، فدخل الرجل الى الفيلا بعد ان جرد سكينه ليتفقد الامر وجال فى الحديقة فلم يعثر على شئ فخرج اليهم قائلا مافى تمساح ، فقالوا له ان التمساح موجود فى الغرفة وعندما دخل الى الغرفة لم يجده فاستفسرهم مجددا فقالوا له انهم رأوه يدخل خلف الدولاب فعاد وزحزح الدولاب ليجد خلفه (ضب مدوعل ) فعاد اليهم وسالهم عن اين رأوا التمساح فقالوا انهم رأوه فى غلاف موس ناست. نعود لضبنا فى هذا اليوم فقد تكاثرت علينا الحشرات رغم كل محاولات مامون حميدة واصبح الناموس والذباب يغطيان الجدران الداخلية فى صفوف جميلة وقد لاحظت بالامس وقد طار النوم من عيونى ان ( الضببة) تتحرك بشهية مفتوحة لالتقاط تلك الحشرات والقضاء المبرم عليها بفعالية مدهشة ودقة تامة ولولا قلة الضببة لامكن القضاء على تلك الحشرات فى ليلة وحدة لهذا نقترح على المسئولين توفير ضببة فى المنازل بعدد افراد الاسرة مراعين قلة الموارد الحكومية وضعف دخل المواطنين وحتى يتحقق ذلك نناشد المواطنين بان يدعو ( الاضباب تنمو ) على وزن حملة دعوا الاشجار تنمو ونستغفر الله العظيم.