إنه الحلم الذي كان يراود أهل دارفور ردحاً من الزمن وما آلت إليه الظروف وأسباب التأخير شأنها شأن كثير من المعوقات التي أخرت في بناء التنمية وأعاقت في مسيرة التقدم في دارفور وتحسبت الظروف الأمنية على واقعنا في كثير من القضايا الشائكة والعقدة التي أفرزت واقعاً له أبعاده وإشكاليات وسلبيات منها ما هو وجه ومنها ماهو وعود ظلت تلاحق المسؤولين الذين تحملوا إجراءات تنفيذ المشروع بكثير من الأسئلة التي تحوم حولها الشكوك والظنون من خلال ما رصد للمشروع قبل عشر سنوات كفيل أن يتم إنجازه فمتغيرات الأحوال التي صاحبت أزمة ولايات دارفور جعلت من المشروع فيه كثيراً من التأني والبطء مما انحسب على المواطن في أمنه واستقراره وسفره ومعيشته والظروف المحيطة بدارفور جعلت تكلفة السفر الى الخرطوم مضاعفة الثمن ومرهقة التكاليف وتحمل كاهلها المواطن الذي ضرب عليه الحصار بفاتورة مدفوعة الثمن وباهظة التكاليف حتى على الطالب الذي لا يجد وجبة مريحة للسفر للخرطوم بأقل كلفة والوجبة الوحيدة التي كان يعتمد عليها انسان دارفور هي السكم جديد شأنها وشان غيرها توقفت منذ زمن طويل ولا يتخيل الانسان ونحن في الالفية الثالثة والسكة حديد مترهلة لا تستوعب قطار واحد يمر عبر سكتها وحتى المحطات التي تمر عبر القطار اندثرت معالمها وانهار بنيانها وهجرها أهلها وسكنها البوم فالتمدد السكاني الذي كنا نراه على مد البصر على هذا الطريق انحصر كله في داخل المدن الكبيرة مما أدى الى اختناق بيئ وانفجار سكاني لا تحتمله هذه المدن من ناحية الخدمات ولا حتى بتوفير المياه التي يحتاج إليها الانسان والحيوان دعك من خدمات العلاج المتردي حتى أنبوبة الحقنة تبحث عنها بملكك الخاص فالدونية والمحسويبة من افرازات الواقع الذي تجاوز حدود التفكير وتوسعت الشقة بين التطلعات والنظرة الشخصية وهذا ما وجدناه بتعامل الانسان مع الارض والطبيعة وفرض السيطرة عليها وحرمان الآخرين من العيش. معدد وتمدد الصراعات القبلية.. وأصبحت السيادة دون الدولة والعوامل التي هيأت نفسها على ارض خصبة تموج فيها الصراعات القبلية وغضوا الطرف عنها حتى المدركين لبواطنها واستفحلت الأمور واستعصت الحلول بما أن المطلب كان الطريق أصبح المطلب الامن والإستقرار فاقتصار المسافات بالحلول المسكنة لا يؤدي للحلول الموجودة لان دارفور تعيش في حالة من الاحتضار تحتاج الى صيانة متكاملة ونظرة شاملة متفحصة للامراض والعلل فصل من طبيب يدرك الداء ويأتي بالدواء.