خلت الاسواق هذه الايام من تنوع الخضروات تماما اللهم الا من البطاطس والبامبي لانها نباتات شتوية بالنسبة للاولى ويمكن تخزينها لفترات طويلة والبامبى ينمو فى اعماق طيننا لذا يزيده الخريف انتاجا ثم بعد ذلك شئ من الباذنجان الذى تعزز بدوره وهكذا انحصرت خيارات المائدة السودانية التى لن تستعيد حيويتها الا بعد شهر ونصف من انحسار النيل حيث تتسيد الرجلة ثم الخضرة الاسواق بلا منازع ويعقبها الورق والسلج لتاتى البامية فى اخر القائمة ومن ثم مع مقدم الشتاء تخرج لنا الارض من بقلها وغثائها وفومها وبصلها وهلم جرا. الان فقط فهمت عبقرية المرأة السودانية فى الاعتماد على الخضروات المجففة وعلى رأسها سيدة طعام السودان ( الويكة ) فهى تنفع فى يوم كريهة وسداد ثغر فتحته الغيبة القسرية الموسمية للخضروات وليتنا فى السودان نحى ثقافة التجفيف فهى خير معين اقتصادى للفقراء قبل الاغنياء فالخضروات عقب الخريف تتوفر بصورة تتجاوز حتى حدود الوفرة ولكننا لانستفيد من تلك الوفرة وتدنى الاسعار فى توفير مخزون منزلى استراتيجى يثرى تنوع المائدة السودانية التى يصيبها الجفاف فى موسم الخريف وتصبح من صنف واحد تتبادله البقوليات مع البطاطس والاسود. من قال ان الخضرة لايمكن تجفيفها والاستعانة بها فى الاشهر التى تشح فيها وباسعار الوفرة من قال ان البصل لايمكن تجفيفه واستخدامه لاحقا وكذا الورق والسلج .كل الخضروات قابلة للتجفيف والتجميد لمن تيسر له الفريزر صحيح ان هناك خضروات لايمكن تجفيفها لان قوامها الماء مثل القرع (غايتو ده الرأى الشخصى بتاعى ) ولكن اتمنى ان اسمع رأى مركز ابحاث الاغذية بشمبات ذلك الكنز السودانى الذى تهمله الحكومات المتعاقبة بغباء متزايد رغم انه يمكن ان يكون العصا السحرية التى تحل معضلة الاقتصاد الغذائى فى السودان ولكن حكامنا دائما يريدون الحلول العاجلة وتماسيح السوق يريدون الاستيراد بالعملة الصعبة حتى لاتنقطع مواردهم الدولية التى توفر لهم ارباحا خرافية على حسابنا ويكفى محاربة اصحاب المطاحن العملاقة لتجربة خل القمح بالذرة ليكون خير عون ومساعدة وتخفيف على الفقراء دون حرمانهم من طعم القمح الذى اقحم على حياتنا اقحاما فجلب الامراض والخنوع الاقتصادى لامتنا الكبيرة. اننا فى حاجة ماسة لان نعيد النظر فى عادتنا الاستهلاكية لنخرج من ازمات كثيرة ونركز على الفكرة التى طرحناها فى الفقرة السابقة بخصوص التجفيف للاستفادة من الخضار الاخضر فى اليوم الاغبر وما اكثر ايامنا المغبرات فعقب الخريف سوف تتوفر خضروات متنوعة وكثيرة ( وماخدة من النيل سمادو)وسوف تهبط اسعارها فى ملجات الخرطوم المختلفة وما على الفقراء والمساكين الا يشتروها ويجففوها فى هذه الميسرة حتى تخفف عنهم يوم المعسرة وما اكثر ايامنا المعسرات، ولكن من اين نفعل ذلك واغلبنا لايمتلك الا قوت يومه او نصف يومه او ربع يومه؟؟؟ اعتقد ان الاغنياء والموسرين سيتلقفون هذه الفكرة وستزداد اموالهم تكدسا ولكن ما عليكم ايها الفقراء والمساكين الا ان تتوكلوا على الله وحسبنا الله ونعم الوكيل.