شهد نادى الطالبية مؤخرا العرض المسرحي ( محاكمة السيد ميم ) للكاتب الكبيرمحفوظ عبدالرحمن، بطولة عبدالله إبراهيم، محمد أحمد، حجاج محمد، شاكر فتحي، محمود مصطفي، نظير والذي قام بدور الوالي علوي الحسينى بخفة ظل ملحوظة للحضور، وشارك فى العرض بالآداء الحركى والإستعراضات محمد مجدي مصطفى مرسى ، عبد الله محمود، عادل عبدالخالق، إخراج منى أبوسديره، ديكور وليد السباعي، موسيقى وغناء محمد عزت، تصميم الآداء الحركى ناجى مصطفى . حضر العرض الكاتب محفوظ عبد الرحمن بصحبة الكاتب والناقد عبد الغني داود . ورغم أن المسرحية قد تمت كتابتها منذ عدة سنوات، إلا أن المخرجة منى أبوسديره ربطت بينها وبين أحداث الثورة وتفاعل المتفاعلين ومبالاة الغير مبالين ..فرأينا الفلول يجتمعون ويتحدون ليقضوا على ثورة الحق، وشهادة التاريخ التى خرس لسانها قبيل النطق بها، وقول الحق الذى يراد به باطل، وعكست دموع المظلوم التى تسكب على خديه نارا ببراعة، وركزت على جرأة الباطل بصوته العالي، وبلطجة القهر و الفقر على الضعيف، وإختارت المخرجة المراحيض مكانا للمحاكمة ساخرة من كل ألوان الظلم والفساد والسطوة والزيف كى تعلن ثورتها على كل الأنظمة الفاسدة على كل مدعين الشرف والعدل من قضاة مأجورين وشهود زور ومحامين متاجرين بأوجاع الناس ومآسى المجتمع، كما إختارت البيجامات زيا رسميا للمحاكمة، واحتفظت بكل التفاصيل التى تعكس وتؤكد خواء هؤلاء الصفوة الذين باعوا كل شىء حتى ضمائرهم وأفلسوا من كل الإنسانيات التى تآكلت تحت وطأة الطمع الجارف و جبروت السلطة ومرض العظمة ناسين أن الدنيا فانية وأن الله هو القادر والواهب والمعز المذل لمن يشاء. العرض صاغته المخرجة فى إطار كوميدى ساخر، حافظت عفيه لى لغة النص بالفصحى، وأضافت فى رؤيتها شخصية الوالي الذى يستخدم الريموت كونترول لإيقاف المحاكمة والتدخل لتوجيه مسارها فى الإتجاه المتفق عليه مسبقا وهو إدانة المتهم لتكون رقبته ثمنا لقتل البطل أمام الشعب الذى يفور من الغليان مطالبا بالقصاص، كما أن النص يعتمد على الحوار الكاشف الذى يدهشنا بمبررات ودوافع كل شحصيات المسرحية لدفع المتهم لإرتكاب جريمته، وقد كان تصرف المحرجة ذكيا باستعمال الفصحى ذات جمل قصيرة، مع التأكيد على اللفظات الغريبة على المشاهد بالتركيز عليها وتفسيرها وتوضيحها للمتلقي، الأمر الذى جعل الجمهور متفاعلا مع العرض، ولما كان نادي الطالبية مكانا شعبيا رياضيا نجحت المخرجة فى مسرحته وتهيئة المناخ ليستمتع الحضور بوجبة إبداعية شهد لها كاتبنا محفوظ وأشاد بها الناقد عبدالغنى داوود الذى عبر عن سعادته بالتجربة وبعناصر العرض التمثيلية خاصة الفنان ماهر زكى الذى يتمتع بحضور طاغي سيطر على الجمهور، كما شد محفوظ عبد الرحمن على أيدي جميع الممثلين مهنئا اياهم بما قدموه. وقالت المخرجه منى أبوسديره ل بما قدموه. وقالت المخرجه منى أبوسديره ل « أفريقيا اليوم» أن العرض إنتاج قصر ثقافة البدرشين وتم عرضه ليلتين بالقصر، مضيفة أنه نظرا لإهمال مدير قصر ثقافة البدرشين فى توفير الدعاية اللازمة وتنوير القصر المهجور ببعض النور الذى يدل على وجود عرض داخله، وعدم تواجد أمن يحفظ للفرقة والحضور أمنهم، وكذلك طفح المجاري على خشبة المسرح والصالة وتقاعس مدير القصر عن معالجة الأمر، جعل فريق العمل يرفض الإستمرار فى عرض مسرحيته التى إستغرقت شهورا طويلة فى إعدادها لتعرض للكراسى الفارغة وبعض أطفال صغيرة السن قليلة العدد، مؤكدة أن الفن الصادق الإيجابى المؤثر فى المجتمع هو الفن الذى يعبر عن ضمير المجتمع فى كل لحظة ويصبح صالح للإستعمال فى كل زمان ومكان. يذكر أن مسرحة الأماكن جزء من منهج المخرجة منى أبوسديرة التى تحمل على عاتقها هم فنون المسرح وإنتشاره فى أماكن قد لا يسبق لها أن أقامته على أرضها، فمنذ عدة سنوات تابعناها فى قصر الغورى بنشاط متميز إستفاد منه أكثر من مائة طفل حرم نعم كثيرة منها ممارسة الأنشطة الرياضية والفنية التى انعدمت فى معظم المدارس، ثم إنتقلت إلى قصرالأمير طاز، وكونت ثلاث فرق مسرحية من مختلف الأعمار فقدمت مسرحيات نوسة المغرورة لأطفال الخليفة لعمر يتراوح بين الخامسة والثامنة وهى تجربة متميزة، وكذلك مسرحية الغابة المسحورة ل ألفريد فرج لأطفال أعمارهم تتراوح ما بين العاشرة والخامسة عشر، ثم دمجت الفرقتين ليقدما رائعة شعرية ألقاها الجميع وهى قصيدة على إسم مصر لخالد الذكر صلاح جاهين -- حُمرة على حد أخضر أمير تاج السر إذا ألغينا مسألة التعريف العلمي للخجل، بوصفه مزاجاً مختلفاً عن أمزجة معظم الناس، ويحمله أشخاص معينون، وإنه الصفة التي تهز صاحبها في مواقف عادية، ليس من المفترض أن تهز أحداً، وتجعله خائفاً ومرتبكاً، ومتعرق الوجه واليدين، ويبحث في الموقف الذي أربكه بلا معنى، عن ثغرة ليفرَّ عبرها، وربما يلجأ للمعالجين النفسيين حتى يتخلص من هذه الصفة، فإننا نجد تعريفات أخرى اجتماعية، تجعله صفة دمثة مطلوبة، ونجد محاولات كثيرة من المشتغلين بالفن والجمال، خاصة الشعراء، لجعله صفة إيجابية من صفات المرأة، مكملة للصفات الجمالية الأخرى التي تستوحى دائماً، وتتكرر كثيراً في القصائد والأغنيات. وفي مرور سريع على الأغنيات الشعبية في السودان وبلدان أخرى مشابهة في بيئتها ومعتقداتها الاجتماعية، خاصة تلك التي كتبت في زمن كانت المرأة فيه كائناً شبه مغيَّب، ولا وظيفة لها سوى الجلوس متربِّعة في القصائد التي تتغنى بحبها، وتصف مفردات متخيلة، يفترضها الشاعر، وجدت صفة الخجل قد حولت إلى صفة إيجابية، عظيمة، ومطلوبة في كل امرأة، يصادف أن يعشقها شاعر، تماماً مثل صفة عدم النضوج، التي كانت تلصق أيضاً بالمرأة، بوصفها صفة جمالية. وقد كان الشعراء يتصيدون صفة الخجل، ويتعمدون إشعالها عند النساء، كأن يفاجئ أحدهم معشوقته حين تفتح باب بيتها لتلقي نظرة على الطريق، أو تتفقد أخاها الذي يلعب مع الصبيان، ليأتي ويكتب أنه شاهد الماء والنار والزرع في خدها حين لمحته واختفت، ويعني أنه شاهد العرق وحمرة الخجل، على خد أخضر، ومعروف أن الأسمر في السودان، يسمى أخضر، وقيل إنها كلمة عربية كان يوصف بها السمر قديماً. على أن الأشخاص الخجولين، برغم قلتهم، خاصة في زماننا هذا، إلا أنهم مميزون، ويلفتون الانتباه أكثر من غيرهم، فليس من السهل أن تنتبه كثيراً إلى شخص مندمج في مجتمعه، يتحدث بلا تقطيع للكلام، ويحاور بلا أي موانع، لكن تنتبه بكل سهولة إلى ذلك الذي يجلس صامتاً، قلقاً، يتلفت في فزع، ويمسح العرق عن وجهه بين حين وآخر، وربما تسأله عما به، ولا تجد رداً شافياً. لقد عرفت أشخاصاً كثيرين، كانوا يحملون الخجل الاجتماعي في دمائهم، بعضهم شعراء رقيقون، وكتّاب للقصة والرواية، وبعضهم مجرد أفراد عاديين ربما أصادفهم أثناء ممارستي لعملي اليومي، وأذكر كاتباً راحلاً، كان يكتب قصصاً في غاية الجرأة، تتحدث عن الأشياء بمسمياتها، وتغوص في كل مسموح وغير مسموح، وحين تلتقيه تلتقي رجلاً مرتبكاً، متعرقاً، يخاطبك بصوت واهن، ورأسه باتجاه الأرض. لقد كان ذلك الكاتب يحمل صفته هذه في مواجهة المجتمع، لكن حين يخلو لنفسه، تندحر تلك الصفة، وتحلّ محلها شجاعة طارئة، يقتفي بها آثار الهلع الاجتماعي لديه، ويمحوها تماماً. وأذكر أيضاً أن مغنياً مرموقاً ويحمل صيتاً كبيراً، حدثني ذات يوم إنه لا يستطيع مواجهة جمهوره في أي حفل، إلا بتناول عقار مهدئ، ذلك أنه لم يستطع التخلص من خجله وارتباكه برغم مرور سنوات طويلة على احترافه الغناء، ومواجهة الناس في المسارح. في النهاية أعتقد أن صفة الخجل سواء مدحت أم ذمت، تظل صفة لاصقة بصاحبها، لا تفارقه إلا نادراً. -- قصة قصيرة أدروب والتاجر السمين محيي الدين الريح ابراهيم/ود مدني بعد أن طاف الأرض بحذاء قديم باحثاً عن عمل بلا جدوى، وبعد أن عانى ما عانى من شدة الفقر صنع أدروب طبلية علقها بفرح على كتفه وهام بها يبتغي رزقاً يبقيه حياً.. طبلية يضرب بها هنا ويضرب بها هناك والرزق على الله الواحد الأحد.. ولأن أدروب لم يكن في يوم من الأيام نجاراً ولا يعرف شيئاً عن النجارة، ولم يمسك منشاراً طيلة حياته صنع لنفسه طبلية عجيبة مهترئه تدعو الى الضحك.. لكنها رغم عيوبها الكثيرة تقوم بعملها خير قيام.. يدخل بها المستشفيات حيث كان الدخول بلا تذاكر أو ثمن يبيع بضاعته للنساء والأطفال والأطباء والمرضى والعجزة... طبلية منها كل أنواع البضائع الصغيرة البراقة التي تلفت الأنظار.. يمشي بها منتشياً الى دواوين الحكومة والشركات والمؤسسات حيث يبيع الأقلام والدبابيس والمساطر، كذلك يمشي بها حتى موقف البصات المزدحم عارضاً البسكويت والحلوى ومناديل الورق وبنادق الاطفال. بسعيه الحثيث كان يجمع المال قرشاً قرشاً مثل سحابة عابرة تصطاد ماءها قطرة قطرة.. أما القرش الذي يدخل جيبه فلا يخرج أبداً إلا لأمر جلل، ولكونه يجهل أموراً أخرى تستوجب الصرف والإنفاق فإن قرشه الممسوك جيداً يظل قابعاً في مخدعه للتكاثر فقط.. لا يسمح له أبداً بالخروج أو التنزه في الحوانيت بأي حال من الأحوال.. غاية المنى عنده أن يستقر ويرتاح، يحن الى دكان صغير، لا يهم إن كان متراً في متر يبيع فيه بضاعته للناس.. يوزن العدس والأرز والسكر والدقيق وأشياء أخرى. دكان صغير مزدوج الوظيفة يعمل فيه وينام، يأكل ويشرب ويستحم. كان أدروب دائماً يتطلع الى السماء بشغف ساهماً يمشي يطارد رزقاً لا يعرف أين يكون.. عزاؤه أن طبليته المرقعة التي صنعها بيدية تتمايل في وقع أقدامه يمنة ويسرة مثل طفلة شيطانة ترقص معه وتضحك، لهذا يستمر في الحياة ولهذا فقط يتحمل شقاءه المقيم، يحملها بإهتمام ورقة ولطف يمشي وراءها خائفاً أن تنكسر، ومن حرصه الشديد عليها يكاد يخبئها جوه قلبه.. فهي الوحيدة الحنينة التي تدرأ عنه الفقر وعضة الجوع.. إن فارقته أو فارقها أختل عقله وأضطرب وتزلزل زلزالاً عظيماً. إعتاد أدروب أن يذهب أول كل أسبوع الى التاجر الكبير ولي نعمته حيث تكون المراجعة والحساب والجمع والطرح والربح والخسارة.. أما التاجر فهو تاجر تخين سمين.. كبير في تجارته وكبير في عمامته، ضخم الجثة، كث اللحية، جاحظ العينين لا يضحك، وله لسان طويل يشبه لسان الأفعى، لسان لا يطلق الا سهاماً قاتلة يصيب بها من يشاء بمهارة فائقة. - بعت البضاعة يا أدروب؟ - بعتها. - ربحت؟ - ربحت. كم ربحت؟ - ما عارف.. ويشوح بيديه متكدراً.. بنظرة قاسية فيها كل طمع الدنيا يفتح التاجر دفتر الحساب الضخم كأنه يفتح باب جهنم. يهمهم كما لو يمضغ طعاماً في فمه مثل قط جوعان نهم، ضاغطاً الكلمات مكسراً الحروف والمعاني معاً: أقلام.. دبابيس.. روائح.. فليردمور.. كولونيا.. معجون أسنان.. كشاكيش.. أمشاط ... مناديل.. ساعات... فزلين... دهانات.. خيوط وأبر... وبين فترة وأخرى يرفع التاجر عينيه الحادتين متفحصاً وجه أدروب من تحت النظارة الطبية الغالية الثمن، وحين لا يلحظ أثراً لاضطراب في عينيه أو خوف يلعق فمه فرحاً ويتحسس جزلانه المنتفخ بيده اليسرى ممنياً نفسه بصيد كبير: - كم بعت يا أدروب؟ - جنيهين ونص. - بس؟ - بس. حتدينا كم؟ - جنيه ونص. - بس؟ - بس. وبعد عملية حسابية سريعة قال التاجر وهو يصلح عمامته فوق رأسه. - يعني يكون الباقي ثلاثة جنيهات ونص.. تمام؟ - تمام. وبدل أن تدمع عينا أدروب يبصق بصقة الذاهدين في الدنيا. يحشر يده في جيبه ببطء شديد متعمد وبلا حماس ويدفع المال، لا يلقي نظرة على الحساب ولا ينظر في وجه التاجر ثم يخرج حاملاً قدره المعلق على كتفه ليبدأ جولته الجهنمية ضاخاً الدم في شرايين التاجر السمين صاحب العينين الجاحظتين. وفي كل مرة كعادته يتدحرج أدروب الى الشارع مثل كرة الهم.. نسمع صوته المألوم الحزين من بين آلاف الأصوات كأنه يستغيث: دبابيس.. مشابك.. مشابك.. خناجر.. خناجر.. ويظل صوت التاجر السمين يطارده مثل كلب مسعور ينبح في أذنيه بلا توقف، وكسوط من نار يلهب ظهره بلا شفقة، ومع دوران الحياة الخشن يزداد التاجر بدانة على بدانته بينما أدروب يزداد نحافة وهزالاً وضعفاً.. وكما في كل مرة يمر الأسبوع سريعاً كلمح البصر ليجد نفسه أمام سيده وولي نعمته خاضعاً لحساب عسير لا يرحم.. مليء بالحنق والمرارة والغضب.. يقف وحيداً ومذهولاً في قيامته كأن مسدساً مصوب الى رأسه - اليوم إما جنة وإما نار ليسمع السؤال المعتاد الذي طالما مزق قلبه: بعت البضاعة يا أدروب؟ يصمت أدروب لبرهة ولا يجيب.. لكنه رغم أنفه يسمع صدى صوته المختزن ينادي خناجر.. خناجر بعدها تأبى الخناجر إلا أن تعمل عملها المجنون ليفارق التاجر كرسيه الوثير والدنيا بأكملها بعينين مفتوحتين وفم مطبق ليسكت الى الأبد. -- ملف عن الأدب السوداني في مجلة «الدوحة» يتضمّن عدد شهر سبتمبر من مجلة «الدوحة» الثقافية الشهرية، والذي يحمل الرقم 71، ملفاً خاصاً بالأدب السوداني، بجانب الكثير من المتابعات والمقالات والتقارير الثقافية المتنوعة، التي تغطي جلَّ الحاصل ثقافياً في الدول العربية. ولعلّ اللون الأسمر الزنجي لفانون ألهم ملفاً أدبياً صغيراً عن «السودان؛ هُوية مشروخة» تقدّمته دراسة مميّزة لرانيا مأمون عن تيّار «الغابة والصحراء» الأدبي الذي عكس انشراخ الهُوية بين الزنوجة والعروبة، فضلاً عن نصوص مختارة شعراً ونثراً لأهمّ كتّابه. وكتبت ديمة الشكر عن كتاب علامة السودان الشهير عبدالله الطيب مجذوب (المرشد إلى فهم أشعار العرب) الكتاب الذي أمتع طه حسين. وفي باب الأدب، ثمة حوار شيّق مع المترجم العتيد والمؤلّف المعجمي واللغوي خليل كلفت، وثمة مراجعات كتب مميّزة ومقالات نقديّة. كتاب عبدالله الطيب (المرشد إلى فهم أشعار العرب) أمتع طه حسين وقدّم د. محمّد الرميحي قراءة في كتاب «الطريق الوعر» أو السيرة الذاتية للرئيس ميونج باك رئيس الجمهورية العاشر لكوريا الجنوبية، وكتب يس عدنان مقالاً نقدياً عن رواية إسماعيل غزالي «موسم صيد الزنجور». وخصّصت المجلة لهذا العدد ملفاً مميّزاً عن المفكّر المارتينيكي المولد، الجزائري الانتماء فرانز فانون تحت عنوان: «فرانز فانون: نصير المعذبين، حياة ثانية»، ويبدو أن اللحظة العربيّة الحرجة والحبلى بالاحتمالات المتناقضة حتّمت العودة إليه، إذ إن «إعادة قراءة صاحب معذّبو الأرض، هي إعادة تفكير في أشكال وأساليب مواجهة الفكر الأحادي المسيّطر، فمرتكزات فانون الفكريّة التحرريّة لا تنحصر في رقعة جغرافية واحدة، ولا في لحظة تاريخية معينة، بل تمتدّ في الزمان والمكان.