[email protected] بينما تظلل سحابة رفع الدعم سماء الخرطوم ويحتدم الصراع بين الحكومة الحائرة والمعارضة البائسة في معركة الفعل ورد الفعل ، يدور على الجانب الاخر من الحدود الجنوبية الحديث الجهير عن استحقاق ابيي الذي سبق ان حددت الالية الافريقيية اكتوبر القادم موعدا له ، الحكومة السودانية اكتفت برفض قرار الالية الافريقية دون ان تقدم بدائل او تسعى مع الاتحاد الافريقي لاحداث تغيير في القرار حول ابيي لان حكومتنا تؤمن بالحكمة القائلة بان هناك مسائل الزمن وحد كفيل بحلها وان النزاع حول ابيي لابد ان يكون واحد من تلك المسائل نظرا لتعقيداته الداخلية وتقاطعاته الخارجية كونه واحد من بنود اتفاقية السلام الشامل التي لاتكف الحكومة عن تكرار التزامها بها خاصة عندما يتعلق الامر بالتفاوض مع الحركة الشعبية – شمال . الاسبوع الماضي شهد سيطرة كاملة لقضية استفتاء ابيي المزمع اجراءة الشهر القادم على الاجواء السياسية في جوبا مما يشير الي ان ابيي اصبحت جذءا من مفردات اللعبة السياسية في دولة جنوب السودان التي شهدت تغيرات سياسية كبيرة الشهر الماضي نتيجة للقرارات التي اتخذها الرئيس سلفا كير باعفاء نائبه واعادة تكوين الحكومة بصورة اخرجت كثير من القيادات التاريخية للحركة الشعبية من المسرح السياسي . دينق الور ابرز قيادات الحركة الشعبية من ابناء ابيي والذي برأته لجنة التحقيات التي كونها سلفا كير للتحقيق معه هو و وزير وزير المالية السابق كوستا مانيبي ، عقد مؤتمرا صحفيا بجوبا تحدث فيه عن ضرورة الاستعداد لاستفتاء ابيي واتهم الحكومة السودانية بممارسة سياسة شراء الوقت لتعطيل الاستفتاء واكد ان دينكا نقوك ببطونهم التسع هم المعنين بالاستفتاء لتقرير مصيرهم وان الاستفتاء سيتم بموافقة او عدم موافقة الحكومة السودانية ،لان ابيي محددة حسب حكم محكمة التحكيم الدولية، والذين يحق لهم الادلاء باصواتهم محددين بحسب اتفاقية السلام الشامل وبالتالي ليس هناك من سبب لتعطيل الاستفتاء . رئيس اتحاد الشباب لم يفوت الفرصة ودعى هو الاخر بضرورة ان يتم اجراء الاستفتاء في موعده حفاظا على حق دينكا نقوك في تقرير مستقبلهم . ادوارد لينو الرئيس المناوب لادارية ابيي و ممثل دولة جنوب السودان فيها ادلى ايضا بتصريحات ندد فيها بتباطؤ الحكومة السودانية في الموافقة على قرار مجلس السلم الافريقي الذي اتخذه حسب توصية لجنة امبيكي بان يتم اجراء الاستفتاء في اكتوبر القادم وان يشارك فيه دينكا نقوك والمواطنين المقيمين في المنطقة ، ودعى ادوارد لينو حكومة الجنوب الي توفير السكن والاعاشة للمواطنين القادمين من مناطق لجوئهم ونزوحهم المختلفة للمشاركة في الاستفتاء وصوب سهام نقده للحكومة السودانية لمماطلتها في تكوين لجان الاستفتاء بينما تسعى لتكوين اللجنة الادارية التي قد لايتسع لها المجال للقيام باي نشاط اذا ما تم اجراء الاستفتاء في موعده . كل الذين تناولوا موضوع ابيي هم من الحرس القديم الذي تمت تصفية بعض قياداته في التعديلات الاخيرة التي شهدتها حكومة الجنوب وهي الحكومة التي يصفها تيار ابناء قرنق بانها موالية للخرطوم ان سلفا كير اراد بتكوينها التقرب للحكومة السودانية ، لذلك فان هذا التيار يمارس الضغوط على سلفا كير اما بانتقاد الحكومة السودانية او بالطرق على موضوع استفتاء ابيي بوصفه قضية وطنية كبرى يشكل اي تنازل فيها نوعا من انواع التفريط في السيادة الوطنية ، الرئيس سلفا كير الذي يبدو انه يدرك هذه الحقيقة ويدرك ايضا ان مستقبله السياسي يعتمد بشكل كبير على الطريقة التي سيعالج بها ملف ابيي سارع هو الاخر بانتقاد الحكومة السودانية ووصفها بانها تماطل في موضوع ابيي على الرغم من القرارت الاقليمية والدولية الواضحة حوله وكرر تمسكه باجراء الاستفتاء في اكتوبر حسب قرار الاتحاد الافريقي وكانت حكومة الجنوب قد منحت ابناء ابيي اجازة بغرض العودة الي منطقتهم للتعبئة والمشاركة في الاستفتاء . ويحاول التيار المعادي لسلفا كير نقل المعركة الي اروقة الاممالمتحدة واشراك ابناء الجنوب في المهجر فيها وذلك من خلال الوقفة الاحتجاجية التي ينوي تنظيمها امام مقر الجمعية العامة للامم المتحدةبنيويورك في الثالث والعشرين من هذا الشهر لمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة السودانية لاجراء استفتاء ابيي . حتى الان لاتظهر الحكومة السودانية اهتماما بما يجري في جوبا او مايتم الاعداد له في نيويورك ومناطق اخرى، رد الفعل الوحيد جاء من مجتمع المسيرية على لسان الفريق مهدي بابو نمر ولكن من الواضح ان الحكومة السودانية التي قد ترفع اسعار الوقود قبل ان يرى هذا المقال النور تقدم على قرارها ذاك وفي راسها قناعة راسخة ان ماتبقى من بترول ابيي ذاهب لامحالة ، وان البديل هو عودة التوتر مع دولة الجنوب الذي قد يصل الي مرحلة الحرب وربما عودة ابناء قرنق الي واجهة الحياة السياسية هناك من خلال نافذة ابيي وهو كابوس لايرغب احد في الخرطوم في مجرد التفكير فيه .