رمى اللواء عبدالباقي علي قرفة كوكو قائد التوجية المعنوي السابق بالفرقة التاسعة وقائد جبهة جبال النوبة أصحاب القضية الحقيقيين- يمين الطلاق على الجبهة الثورية والفجر الجديد معلناً بعهد جديد بعيداً عن الحروب والدماء واللحاق بركب السلام. تاركاً رفقاء السلاح خلفه، قاطعاً بأن دولة الجنوب هي التي تدعم الجيش الشعبي والجبهة الثورية بالسلاح، وشكك في انتماء عبدالعزيز الحلو القائد للجبهة الثورية بانتمائه لمنطقة جبال النوبة، محذراً من تمادي الحلو في جعل منطقة النوبة منصة للاقتتال والدمار. إعلان واقع جديد لعقبة جبال النوبة للحقيقة والموضوعية لابد من التأكد على أن مشكلة جبال النوبة أو المشكلة السودانية في الجبال ليست وليدة اليوم أو نتيجة لحقبة زمنية بعينها، وأنما هي أزمة مركبة ذات تراكمات وجذور تاريخية عميقة مرت بفترة الاستعمار التركي ومحاولة استغلال النوبة لتقوية جنود الدولة العثمانية،ثم فترة المهدية تلت بعد ذلك فترة الاستعمار الانجليزي، وسياسة المناطق المقفولة التي أدخلت جبال النوبة في حظيرة مغلقة وعزلتها من محيطها الاجتماعي وحرمتها النمو والتطور وقانون ضريبة (الدقنية) التي زرعت المسخرة والدونية. ولم تشاور أو تشارك النوبة في مرحلة السودنة عند خروج المستعمر، فتسبب ذلك لاحقاً في غياب طويل للنوبة عن ما اسمته بالحكومات الوطنية التي زادت وعقدت الأزمة في مراحلها المتعاقبة إلى يومنا هذا. واستمرت في تكريس هذا الواقع الظالم والمظلم بالمنطقة رغم المحاولات الخجولة والضعيفة من بعض القيادات والأنظمة التي سعت لإصلاح هذا الخطأ التاريخي،مثل مبادرة نظام مايو في انهاء قانون (الدقنية) ومحاربة بعض ظواهر التخلف المسيئة لكرامة الإنسانية، لكنها أيضاً كانت تساهم في التمييز السالب لشعب المنطقة ، وبقيام الثورة المسلحة بالجنوب في تلك الفترة تشابكت خيوط الأزمة بدخول أيادٍ خارجية سواءً من الشمال اليساري والجنوبي وحركات دارفور وبعض الأحزاب القومية التي جعلت المنطقة مسرحاً وقاعدة لصراعها مع السلطة المركزية حول القضايا السودانية كلها، من غير أن تنتبه لما يصيب جبال النوبة من خلال أضرار بسبب ذلك دون مناطق السودان الأخرى؛ الشيء الذي يجعل من الضرورة قراءة هذه الخلفية عند تحليل المشكلة وعند النظر للحل وليس الاكتفاء بالنظر إلى الحرب الحالية وإفرازاتها الماثلة في الساحة. كان هذا الحال هو الذي أفرز عدداً من التنظيمات السياسية والاقليمية بالمنطقة لإزالة هذا الواقع منذ اتحاد عام جبال النوبة إلى تنظيم الكمولو والحزب القومي السوداني إلا أنها لم تنجح في التغيير لتجاهل المركز للصوت السياسي لهذه التنظيمات، بل وصفتها بالعنصرية والعرقية والعمالة الشيء الذي لم يجد معه أبناء جبال النوبة وسيلة إلا للجوء للسلاح لأنه أقوى صوتاً وأقدر على التنبيه ولفت النظر. فقامت الثورة المسلحة مع ثوار الجنوب والنيل الأزرق في مارس 3891م وتطورت إلى الجبال في آواخر 5891م واستمرت حتى جاءت إتفاقية نيفاشا التي كانت تحمل بذرتين الأولى بذرة خير في امكان تطويرها إلى مكاسب سياسية حقيقية لو وجدت البيئة المناسبة، والأخرى بذرة شر وعدم ثقة تسببت في عودة الأمور إلى مربع الاقتتال وانفجار الأوضاع الأمنية من جديد في 6/6/1102م إلا أن هذه الحرب سرعان ما انحرفت عن خط القضايا الحقيقية للمنطقة بتحويل الحركة الشعبية قطاع الشمال قضية جبال النوبة إلى منصة انطلاق لصراع مركزي يكون وقودها أبناء جبال النوبة وأرضها وثرواتها ومستقبلها التنموي والتحول بها مزاجياً من قطاع شمال إلى جبهة ثورية .. إلى فجر جديد.. إلى تحالف مع أحزاب قوى الاجماع الوطني بقرارات فوقية. الثلاثي الأحمر مالك عقار - وياسر عرمان - وعبدالعزيز الحلو دون أي مشاورة أو اشراك أهل الشأن من أبناء المنطقة ودخول أدبيات جديدة في الصراع دمرت النسيج الاجتماعي بالمنطقة بالخطاب النافر والناكر والمشاتر الغير موضوعي، وممارسة أبشع أنواع الاستغلال الغير أخلاقي مثل تجنيد الأطفال القصر، وأخذهم من المدارس إلى ساحات القتال الذين بلغ عددهم أو فيما يفوق 6113 ألف قاصر ،وأخذ الفتيات القاصرات من المدارس والمعسكرات إلى مناطق مجهولة (اختطافات) أكثر من مائتي بنت قاصرة فضلاً لتعقيدات عدم فك الارتباط الحقيقي والفعلي بين جنوب السودان والفرقة التاسعة والذي يتمثل في انسياب الدعم العسكري واللوجستي للحركة الشعبية والجبهة الثورية بالمنطقة. بدلاً من توجيه هذه الدعومات في تعويض ومساعدة وترحيل المعاقين والعجزة من أبناء جبال النوبة الذين أفنوا أعمارهم في الحرب داخل صفوف الجيش الشعبي بالجنوب والبالغ عددهم ما لايقل عن (0007) معوق وكبير من جملة ما يفوق (00052) مقاتل في جبال النوبة شاركوا في القتال جنباً إلى جنب مع أبناء جنوب السودان باسم الحركة الشعبية. بالنظر للنتيجة الحالية للأزمة المتمثلة في الحرب الدائرة بالمنطقة، فإن السلام لم يكن في أي زمان أو مكان هدفاً أو غاية في حد ذاته، وإنما وسيلة للفت الانتباه نحو القضايا والمظالم ثم كان السؤال الموضوعي «ثم ماذا بعد هذا»؟. وكان لابد أن تأتي الإجابة من أصحاب القضية والوجعة الحقيقيين الذين وقعت عليهم الأضرار المباشرة. من قتل وتشريد ونزوح واتلاف للموارد وزعزعة للاستقرار وإيقاف عجلة التنمية في مختلف المحاور عمران، إنتاج، تعليم أن الاجابة على السؤال أعلاه هو موقفنا الذي نعلنه بكل قوة وثبات بعد أن تم سماع الصوت ولفت الانتباه لم تعد هنالك ضرورة لمواصلة من الحرب فقط لغرض الحرب طالما هناك فرصة واسعة لم يحدث لها مثيل في تاريخ الحكومات المتعاقبة على الحكم في السودان باعترافها بمشروعية وعدالة قضية جبال النوبة التمسنا ذلك من خلال حوارات ومناقشات جادة مع الدوائر ذات الصلة بصنع القرار حول القضية، والجلوس لمعالجتها سياسياً بالمفاوضات للوصول إلى تسوية عادلة للمشكلة وقد أظهرت السلطات الولائية حسن نواياها باطلاق سراح المعتقلين السياسيين في عضوية الحركة الشعبية وارجاعهم لوظائفهم بالخدمة المدنية ظهر لأول مرة خطاب سياسي متوازن ومعتدل مع قادة الدولة. وارتكازاً على هذه الحقيقة ونتاجاً لحوارات عميقة ومطولة مع قيادات ومقاتلين ميدانيين بالجيش الشعبي وعناصر حركة شعبية ناشطين سياسيين ومفكرين واكاديميين ورجالات إدارات أهلية وأعيان المجتمع المدني بالداخل ومعارضي الخارج من أبناء المنطقة قررنا نحن أبناء النوبة بالحركة الشعبية أصحاب القضية الحقيقيين رفض أجندة الجبهة الثورية المنادية باتخاذ مشكلة جبال النوبة وسيلة للتغيير واسقاط النظام بالقوة. ونعلن بهذا عن موقفنا الواضح والصارم بالانفصال عن خط الجبهة الثورية وقطاع الشمال والدخول في حوار وتفاوض مباشر مع السلطة في الداخل بدون وساطة ونركز على قضايا منطقة جبال النوبة وليس كل السودان. ولهذا ندعو كل قيادات جميع أبناء النوبة وخاصة عضوية وفصائل الحركة الشعبية والناشطين بالداخل والخارج بعدم الانزواء والوقوف في صف المتفرجين ندعوهم للانضمام لإرادة السلام ومعاناة الأبرياء. ونطالب دولة الجنوب بالكف عن التدخل السلبي في قضايا جبال النوبة الدعم مستمر أقر اللواء عبدالباقي قرفة استمرار دعم دولة الجنوب للجبهة الثورية والفرقة التاسعة للجيش الشعبي وأن هنالك دعم عسكري ولوجيستي في دولة الجنوب للجبهة.. أسألوني عن الدعم كنت مسؤول عنه. الثلاثي الأسود ياسر عرمان - مالك عقار - عبدالعزيز الحلو. هؤلاء الثلاثي هم من أزَّموا القضية ويجب أن اعتذر للمتضررين من سياسات الحلو، لأن الحلو أنا الذي فرضته على أهالي المنطقة وهو لا يمثلهم وعليه حل قضايا أهله لأنه ليس من جبال النوبة ولا علاقة له بها نهائياً. أما عرمان أعتقد ليس له شيء في المنطقة ويتدخل في شؤونها ،والحلو مسؤول عن تشريد أبناء المنطقة. قطع اللواء عبدالباقي بعدم مشاركته مع الحكومة وقال: لن نأتي للانضمام للمؤتمر الوطني أو أي حزب سياسي أو تقسيم سلطة ولن نشاركها إلا بعد أن تضع الحرب أوزارها في جنوب كردفان وجئنا لنساهم في حل الأزمة بالحوار لبناء ثقة .وأضاف: أن نيفاشا هي التي أتت بالحرب الأخيرة وهي التي (صبت الزيت على النار) ولها كثير من السلبيات. وقطع بعدم قتال رفقائه في الجيش الشعبي ولن يحدث هذا. وأضاف أن رفقائه انحرفوا عن قضية جبال النوبة وبالتالي هنالك ترتيبات للتعامل معهم. ونناشد سلفاكير باعتباره القائد الأعلى للحركة الشعبية بفك الارتباط بين الجنوب والفرقة التاسعة لأن سلفاكير لديه امكانية أصلاح الحال في جنوب كردفان. عرمان وملف النوبة ياسر عرمان كان يبحث ملف النوبة وأقول ليس لديه أسرة هناك أو في المعسكر ولا الميدان، لذلك لا يحق له التدخل في قضية النوبة لأن أبناء المنطقة هم المنكويين بنار الحرب ومن يريد منهم الحرب فيذهب لعبدالعزيز الحلو. هم تجار حرب خاصة وأن قضية الجبال لاتخص الجلابة الذين يحاربون من العمارات لأن ابنائهم في المنتزهات وأبنائنا في المعسكرات ونحن نسمع أصوات الدانات. طلاق ثلاثة: أنا من صنعت الحلو.. والآن رفعت يدي منه ،وهو بشر ولا مقدس يسعى التدمير والخراب أمامه خيارين أما الهرب أو الزوال. وأن الدعم يصل الحلو ،لكنه لايصل الميدان وهو الآن في ورطة. رسالة للأحزاب طالب الأحزاب بعدم التدخل في قضية جبال النوبة وقال يا جلابة ما تدخلوا في قضية الجبال. حوار نوبي نوبي: دعا لحوار نوبي نوبي مع الحكومة ومنظمات المجتمع المدني.