كنت أتابع بسعادة بالغة ما ردده الأخ العبيد أحمد مروح الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات لأنه كان جاداً فيما قاله، وكانت ، وأنا في أمريكا أقوم لأحصل على دكتوراة في علم الصحافة والإعلام وكم كنت أرغب أن أكون إلى جانبه مشجعاً لأنه كان يرمي تصويبات ورميات عنيفة وقوية لعالم الصحافة المتهالكة والتي لا تزال تلفظ أنفاسها الأخيرة، وأقول إنني كنت بجانبه من قبل، وكنت وافقت على ماقال لأنني وجهت حديثي لمن يركب قمة الصحافة في السودان، وقد تربع عليها ، وعلى ضعف وعلى كراسي عالية وهي ليست المكان لهم أبداً وقد سطرت ذلك على «كل الزوايا» ورأينا أن نفيد الوطن وقبلها قلنا الكثير في عمود ثابت أقول لكم وجئنا السودان ليكون العمود «كل الزوايا» في «الوان» ثم «الوطن» وظل يحمل الراية منتقداً صحافة السودان، ولا تزال رغم بعدنا وكان الله في عون الصحافة يا أخي العزيز العبيد أحمد مروح وأعانك الله كثيراً، وانت تكابد وتكافح وأقول لمن كنت لهم «اللكمات» والضرب القنابل إن الصحافة في أمريكا تعتبر رمزاً رائعاً وقوياً والناس فيها ينادون ما ينادي به العبيد أحمد مروح ولهذا كان العبيد حافاً وصادقاً عندما انتقد الصحافة وقلل من كبريائها ، وقد رمى لعدم الكثرة والتي لا توجد في بلد في العالم والاعداد تتخبط وقد وصفها العبيد بصحافة الكناتين وهي أفضل عبارة وقد عشنا التخبط والألم من جماعة جالسة على قمة الصحافة دون مؤهلات واتفقت مع الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات ذات مرة في عمودي أن يتم إلغاء العديد من الصحف وقلت إن اتفاقي معه لانني قضيت زهاء ال 22 سنة في قلب الصحافة بدولة الامارات العربية المتحدة بصحيفة الخليج بالشارقة مع الدكتور العزيز صاحب الصحيفة عبدالله عمران، وقد كان في يوم ما وزيراً للتربية والتعليم ، وكانت من أفضل الايام وكانت الثانية على التوالي في العالمين العربي والإسلامي وبعدها جئت إلى الوطن مستشاراً للاعلام بولاية سنار، وقد تركت العمل بها بعد أن طردني الوالي دون أسباب لشهور لم تمتد العام ووصلت الستة أشهر ، عندما جئت إلى أمريكا عرفت أن ترتيب الصحافة السودانية كان في عالم الطيش في كل العالم وليس العالم العربي فقط عندما طرحت المسابقات، وهذا نصيبنا يا أخي الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات في السودان أن تعداد الصحف في السودان يصل إلى مرحلة تثير الخوف تماماً، وقد سمعت الأمر ثانية من الاخ العبيد أحمد مروح فقد ذكر أن الاعداد وصلت إلى44 صحيفة وقد سمعت الأمر اولا من الأستاذ الكبير البروفيسور علي شمو ، وذكر لي أن الاعداد وصلت إلى 55 وقد كنت مسؤولا بالصحافة والاعلام في انتخابات شمال وجنوب السودان قبل عامين ويزيد وقد كان معنا دوماً بشرفنا مراراً وتكراراً، بل انه قالها مرة أخرى وسمعتها عبر فضائية النيل الأزرق وقد كان يتحدث بحرارة عن تلك الصحيفة ويشيد بها وكانت تحتفل على مرور عام على قيامها وقد قالها 55 مرة أخرى وبالمناسبة سمعت بصحيفة جديدة قادمة للسودان اسمها «التغيير» وأخرى ظهرت اسمها الأسواق واضيف يا العبيد أحمد مروح والبروفيسور علي شمو أخرى قادمة وعلى كلٍ أن تلك الاعداد وحجمها يفوق الوصف وأعدادها رهيبة فوق الخيال وبالفعل انها الكناتين، وقد ضحك الأمريكان عندما أعلنت لهم الكمية بل أن الناس في الخليج الذين يعملون في الصحافة شبعوا ضحكاً واندهشوا واستغربوا لان دولة الامارات العربية المتحدة ليس بها أكثر من خمس صحف بالعربية والانجليزية ، وهذا يكفي وبالمناسبة أن أوراقها تساوي ال 55 صحيفة بالسودان وليس هنالك صحيفة من 21 صفحة. أقول للاخ العبيد أحمد مروح إنه لابد من ذبح الصحف في السودان، وقد شبعنا من الوقوف والتسكع أمام أبواب الصحف وقاتل الله من يلبس عباءات الجهل..