صفات د. محمد مرسي الشخصية، وما اكتسبه من خلال معايشته وحياته في المجتمع الأمريكي جعلته على درجة معقولة من الفهم «الليبرالي» حيث يستطيع الإنسان أن يوازن مابين «المبادئ والمصالح». ٭٭٭ ولعل أهمّ التسريبات المنسوبة للدكتور مرسي، من محبسه أنه أقرّ ب«القشة التي قصمت ظهر البعير».. حينما قال: «أسقطني المرشد، وليس الملايين، التي خرجت ضدي»..!. ٭٭٭ لقد أصاب د. مرسي ذلك لأن«الدولة العميقة» هي التي تبتلع «الإخوان» ، وليس العكس.. بيد أن مرشد الإخوان الأستاذ محمد بديع ظلّ «في السر» وبواسطة« مكتب الارشاد» يكسر قرارات الرئيس «المنتخب». وقد فات على بديع أن الذين انتخبوا مرسي هم أكبر بكثير من قاعدة الإخوان، وأن«قوى ميدان التحرير» التي صنعت ثورة 25 يناير أرادت إسقاط رمز من رموز حسني مبارك، المرشح المنافس لمرسي د. شفيق..! ٭٭٭ كان على«الإخوان» استيعاب هذه المعادلة. رغم أن مرسي، في أول خطاب شعبي، بعد النتيجة أعلن تخليه عن«الإخوان المسلمين» وأنه أصبح رئيساً «لكل المصريين». ٭٭٭ ولكن الواقع كان ينبئ عن سريان خطة«الكلاسكيين» داخل حركة الإخوان بقيادة د. محمد بديع.. فالرجل لازال «متنقلاً» بين غرفتي «الشيخين» حسن البنا، وسيد قطب..! ٭٭٭ د. مرسي كان في حيرة من أمره.. هل يسلك العهد الذي قطعه بمسايرة الديمقراطية والدولة العميقة.. أم ينصاع ل«دولة المرشد»؟!. ٭٭٭ لقد حدثني مسؤول كبير برئاسة الجمهورية السودانية أنه حينما زاره وفد الإخوان المسلمين المصريين،، بالخرطوم قال لهم: احذروا «التمكين والأخونة»..! ٭٭٭ فلم يستبينوا النصح، ولا حتى ضحى الغد..!