٭٭ تزايدت هذه الأيام الحوارات التي تجريها الصحف الورقية والمواقع الاسفيرية مع المجموعة التي رأت ضرروة إجراء إصلاحات عميقة داخل منظومة الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني)، وهذه الحوارات طبيعية بالنسبة للإصلاحيين حتى يعرف الناس جوهر ما ينادون به من أفكار غايتها النهائية الإصلاح، وطبيعية بالنسبة للوسائط الإعلامية لأنها في النهاية تريد أن تفكك كل ما نادوا به من إصلاحات، وطبيعية بالنسبة للمتلقي حتى يستطيع أن يشخص ما يجري حوله من تداعيات سياسية حتى يبدي الرأي حولها.. ٭٭ من خلال حوارات الإصلاحيين التي سدت الأفق لاحظت مجموعة ملاحظات أعتبرها في غاية الأهمية منها أن جميع دعاة الإصلاح تجمع بينهم أنهم كانوا منتفذين في الحزب أو في الوسائل التي يستخدمها الحزب للوصول لأهدافه المعلومة لكنهم لسبب أو لعدة أسباب وجدوا أنفسهم جالسين في دكة الاحتياطي ولما طال إنتظارهم تنادوا بضرورة إجراء إصلاحات لتصحيح المسار.. لكن السودانيين وبحكم تعاطيهم المفرط لساس يسوس تعاملوا مع الإصلاح (فكرة وأشخاص)، بطريقة أن المناداة بالإصلاح هي أقصر الطرق للفت الإنتباه. ٭٭ وحتى الخبثاء من السودانيين قالوا إن هؤلاء الإصلاحيين كل ما يجمعهم أنهم منعوتون بنعت (المغضوب عليهم) من مراكز اتخاذ القرار في الحكم والحزب. ٭٭ كذلك من الملاحظات المهمة أن مساع الإصلاحيين التي قالوا إنها ستنتهي الى حزب جديد بمنهج جديد ينأى بنفسه عن كل الأخطاء والخطايا التي استوجبت التصحيح والإصحاح والإصلاح قد وقعت في بعض الأخطاء القاتلة والتي تستوجب التنبه اليها منذ البدايات، ولعلّ الحوار الذي أجرته صحيفة (آخر لحظة) الغراء مع الدكتور حسن عثمان رزق القيادي الإصلاحي البارز يؤكد ذلك، حيث مارس الدكتور رزق الاقصاء من الوهلة الألى، حيث قال في معنى ما قال (أبواب حزبنا مفتوحة إلا للذين خلفيتهم إخوانية). ٭٭ إذن إلا الاستثنائية هذه أوقعت حزب الإصلاحيين المزمع قيامه في خطأ وخطيئة إقصاء الآخر لأنّه اشترط عدم دخول أياً من كانت له ميول إخوانية ولو كانت سابقة وهذا يعني الحزب وقبل أن يسلك الطريق الذي اختطه قد بدأ يمارس ذات ما إدعى النافذون فيه من أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم كان يمارس عليهم التهميش والإقصاء. ٭٭ من الملاحظات الجديرة بالتوقف عندها في حوارات الإصلاحيين أنني لم أقرأ فيها رؤى واضحة لتكون خيارات حلول للواقع السوداني بكل مشاكله وتعقيداته، وأعني بها الحلول التي تلامس الجروح النازفة على أصعدة الوضع الإقتصادي المأزووم والوضع السياسي البالغ الإحتقان والوضع في الأطراف والتي استوعبت المؤسسات السياسية التي حكمت السودان طوال سنوات الحكم الوطني مشكلاتها لما تكاثرت الآن دعاوى التهميش ولما إرتفعت بنادق حركات الإحتجاج المسلح.. أيَّها الإصلاحيون مرحباً بالإصلاح إذا قام على رؤية منهجية لا على ردود أفعال ومغابن وكفانا ما بنا من أزمات.