وفق مؤشرات الواقع السياسي بولاية غرب دارفور فان قرائن الاحوال تشير الي ان هناك تململا وعدم رضا بدأ يتسرب ويتغلغل في أوساط عضوية حزب المؤتمر الوطني الحاكم فى الولاية ، تكشف وظهر في العلن من خلال العديد من الشواهد وذلك بظهور جماعة من داخل المؤتمر الوطني سمت نفسها «هرمنا » اسوة بالجملة التي اطلقها الشيخ أحمد الحفناوى الونيس ايام انتصار الثورة التونسية ومن ثم أصبحت الجملة لسان حال لكثير من المغلوبين على أمرهم، الا ان جماعة «هرمنا» سرعان ما اختفت من المشهد السياسي بولاية غرب دارفور، وظهرت الى السطح فى الأيام الماضية جماعة اخرى باسم «اصلاحيون نعم» تطالب باجراء اصلاحات جذرية في كل مفاصل الحزب ما يشير الي تصدعات محتملة قد تحدث في المستقبل اذا لم يتسجب المسؤولون الي عملية الاصلاح هذه، الا ان رئيس حزب المؤتمر الوطني بولاية غرب درفور ونائب الوالي ابوقاسم الامين بركة ، قال ل «الصحافة» عبر الهاتف امس ان حزبه متماسك ومتحد ولا توجد اى جماعة تسمي نفسها «اصلاحيون نعم» داخل اجهزة المؤتمر الوطني، لكنه عاد وقال ان عملية الاصلاح مطلوبة في اي حزب وفي اية مؤسسة او جماعة في البلاد ، ومضي بحديث نحن في حزب المؤتمر الوطني في ولاية غرب دارفور لا ندعي الكمال ولا نستطيع تبرئة انفسنا وكل قيادات الحزب من الخطأ ولا نستطيع ان نمنع اي جهة او شخص عن الافصاح عن رأيه ولكن نستطيع ان نقول بقوة لكل اعضاء المؤتمر الوطني بالولاية الحساب ولد ونتحدي اي شخص او قبيلة او جماعة اومؤسسة في الحزب ان تقول كلمة في المشاركة السياسية التي تم الاتفاق عليها في حزب المؤتمر الوطني ، واوضح بركة ان الوطني اشرك الاخرين فى جميع المكونات في ولاية غرب دارفور في الأجهزة التنفيذية والتشريعية والادارية والخدمية وفي كل مستويات المشاركة في الولاية، الا ان امين امانة الشباب بحزب المؤتمر الوطني بالولاية الطاهر حسن عبود قال ل «الصحافة » ان البيان الذي خرج من جماعة «إصلاحيون نعم» يعد بمثابة جرس إنذار مبكر بالنسبة للحزب وسيكون برنامج عمل في المرحلة القادمة، وقال عبود ان البيان الذى خرج من هذه المجموعة نبهنا الي الكثير من نقاط الخلل التي اصابت الحزب في المرحلة الحالية، واقر عبود بقصور فى بعض المؤسسات في المؤتمر الوطني فى الفترة الماضية، وقال «ان البيان اربكنا» واشار الي ان الجماعة دعت الي محاسبة ومحاربة المحسوبية لقيادات بعينها، واكد انهم علي استعداد لمتابعة ومحاسبة كل من اقترف من الحقوق العامة لشعب الولاية او الحزب او مارس اى نوع من الاقصاء في حق عضوية الحزب، وانه سيتعرض للمساءلة، واوضح عبود ان موجهات و انتقادات بيان جماعة الاصلاح محددة ومصوبة الي بعض الاخوة بحسب تعبيره في الأجهزة النقابية والتنفيذية والادارية، واوضح ان الإصلاحيين يطالبون بتوسعة مواعين الشورى ومواعين المشاركة وقال هذا أمر مطلوب ومستحسن لديهم في امانة الشباب بالولاية ، وطالب عبود جماعة الاصلاحيين بالظهور الى العلن والجهر بارائهم في وضح النهار وليس من خلال البيانات السرية وامام مؤسسات الحزب بالولاية بدلا من توزيع البيانات والعمل فى الخفاء بالصورة التي ظهر بها البيان ، واقر عبود بوجود قصور وفتور في هيئة شورى الحزب بالولاية، الأمر الذي جعل هذه المجموعة وغيرها من المجموعات تنتهج مثل هذه الأساليب والعمل بهذه الصورة من اجل ان تنتبه القيادات الي المخاطر التي يتعرض لها الحزب في الولاية . واشار الى ان الحزب مقبل علي مؤتمرة العام في مارس المقبل وسيضع كل الاراء والتوجيهات والملاحظات التي اقترحتها جماعة «اصلاحيون نعم» نصب الاهتمام، الا ان المحامي والمراقب للأوضاع فى ولاية غرب دارفور محمد مختار النور قال ل «الصحافة » عبر الهاتف امس ان مشكلة حزب المؤتمر في الولاية نتجت لغياب هيئة الشورى فى الحزب وضعف امانة الاتصال التنظيمي في الولاية برمتها ما جعل الامور في الحزب تعمل في شكل دوائر واشخاص بعينهم ، مبينا ان غياب هذه المؤسسات في الولاية جعل أمر الشورى والعمل التنظيمي في كل مؤسسات الحزب ضعيفا ، فنصب بعض الاشخاص للقيام بالمهام بصورة فردية ويمارسون نوعا من الاقصاء علي شباب الحزب في كثير من المسائل التي تخص المؤتمر الوطني، وقال النور ان مجموعة الاصلاحيون ترى ان هناك 20 شخصية بدءاً من رئيس نقابة عمال الولاية واخرين احتكروا كل المناصب التنفيذية والتشريعية لا يسمحون لاي شخص من خارج الدوائر التي يمسكون بزمام الامور فيها او من لم يتبع لهم بالتقرب او العمل في الاجهزة التي يشغلونها ، اي فرصة فى المشاركة ما جعل الوضع في الحزب لا يطاق ، ودعا النور قيادة الحزب في الولاية والمركز الى الانتباه الي ما يحدث في الحزب فى ولاية غرب دارفور واجراء الاصلاح المطلوب، واشار الي ان الحزب في الولاية يحتاج الى عملية احياء كامل تستوعب جماعة الاصلاحيين وهذا يحتاج الي عملية تتدارك سريعة قبل ان تستفحل الامور وتخرج من طورها الطبيعي. المجموعة التى اطلقت على نفسها «اصلاحيون نعم» اصدرت بيانا شديد اللهجة وزعته داخل قاعة وزارة الزراعة خلال اقامة وفد الاتصال التنظيمي لدائرة دارفور الكبرى اثناء دورة تدريبية لقيادات الحزب بالولاية برئاسة الضو عثمان الفكي نائب امين الاتصال بالدائرة ، واتهم البيان قيادة الحزب بإفراغ الشورى من محتواها واستبدالها بلجان فنية ضيقة الأفق والتفكير همها الاول والاوحد خدمة مصالح افراد بعينهم بدلا من رعاية مصالح الحزب ما تسبب في ارباك قاعدة الحزب وتذمرها، وقالت المجموعة في بيانها ان المحسوبية باتت تمشي بين الناس وكأنها واحدة من مرتكزات الحزب ،واستدلت على ذلك باحتكار ثلاثة اشخاص بعينهم.