* آثرت.. والمريخ يحقق لقب الدوري الممتاز.. أن يكون إحتفائي به مثل إحتفاء أي عاشق مريخي.. بصمت يضج بالفرح.. تعلوه إبتسامة الرضاء.. لأنني توقفت عن الكتابة قبل وصول الأحمر لنقطة النهاية بفترة ليست بالقصيرة.. وعندما يتحلل أي منا من رهق الكتابة اليومي.. تكون نظرته للأشياء مختلفة للغاية.. فأحياناً يُصيبك الغضب.. ويعتريك الزهو أحياناً أخري.. بل يتسرب الملل إليك بصورة مكثفة تكاد تفقدك طعم الأشياء.. وطعم فوز المريخ ببطولة الممتاز يحتاج فعلاً لهدوء جميل حتي تتحسس الإنجاز.. معنوياً وحسياً. * باغتني الصديق العزيز.. الأمير(أمير سيد أحمد خليفة) مساء الخميس.. بضرورة الكتابة لملحق(الوطن) عن فوز المريخ بالممتاز.. لم أكن مهيأً أبداً للكتابة.. ولكن عندما يطلب أمير فالأمر يختلف.. فأمير مريخ يمشي بين الناس.. مريخيته من نوع خاص جداً لا يحسه إلا من يعرف أمير حق المعرفة.. لذا وافقت دون تردد.. لعلي أترك الفرحة الخاصة لأشارك جميع المريخاب فرحتهم العامة والعارمة بالفوز بالممتاز.. رغم قناعتي بأن الفوز بالممتاز أمر عادي جداً.. ولكن عندما يفوز المريخ تعود ل(الوطن) عافيته.. يسود الهدوء الشوارع.. تنتعش الأسواق والأشواق بإعادة إنتاج تأريخ بطولة أفريقية جديدة.. تؤانس كأس مانديلا وتسليه بعد أن عاني الوحدة. * فوز المريخ بالممتاز.. شخصياً أنظر إليه من زوايا مختلفة جداً.. أولها بالطبع أنه ولأول مرة في تأريخ المريخ.. تتعاقب علي إدارته ثلاث مجالس في عام واحد.. مجلس منتخب في نهاية الموسم الماضي.. ثم لجنة تسيير.. ثم آخر منتخب قبيل نهاية الموسم بشهرين.. وبين هذه المجالس الثلاثة.. الكثير من الحيثيات والوقائع والتفاصيل.. فكل واحد من أعضاء هذه المجالس كانت له بصمته في تحقيق الدوري الممتاز.. والقاسم المشترك بالطبع هو قائد المسيرة السيد جمال الوالي.. ومنهم من سنحت له الفرصة لينال شرف عضوية المجلس الأول والأخير.. أو عضوية لجنة التسيير والمجلس الأخير.. فهل بعد كل هذه(البصمات) لا تكون(البسمات) في نهاية المطاف. * ثانياً: كروجر.. وما أدراك ما الألماني الذي أعتبره أفضل مدرب أشرف علي تدريب المريخ في السنوات العشر التي أتي فيها جمال الوالي رئيساً.. مدرب(معلم) بمعني الكلمة.. يعرف ماذا يريد.. وكيف يحقق ما يريد.. مدرب صاحب مدرسة خاصة.. يحب(الإلمام) بكل التفاصيل الخاصة بفريقه.. لا يترك شاردة أو واردة إلا وعرفها.. ولا يترك الأمور للظروف والصدف.. ومسيرته الأولي في العام2008 تحكي عن هذا المدرب.. وكنت علي قناعة بأن عودته مرة أخري تعني عودة لقب الدوري الممتاز.. رغم أنه أتي في وقت حرج لم يسمح له بإعداد الفريق الإعداد الجيد.. ومن سوء حظه أنه واجه الهلال في أول مباراة له مع المريخ.. ولكنه إستفاد من الهزيمة القاسية وإستطاع الحفاظ علي فارق النقطتين حتي آخر المشوار.. وأتمني صادقاً إستمرار الألماني لأطول فترة مع المريخ.. لأنه مدرب يعرف صناعة النجاح.. والمريخ يحتاج للإستقرار في المنطقة الفنية. * ثالثاً: في فترة كروجر الأولي في العام2008.. نشأت علاقة خاصة بينه وقائد الهلال(وقتها) هيثم مصطفي.. فعقب أي لقاء يجمع قمة الكرة السودانية وأياً كانت النتيجة.. كنت ارصد لقاءات خاصة بين الإثنين.. وكأني بالألماني قد تمني وجود هيثم في المريخ.. فدارت الأيام وأصبحت لقاءات كروجر بهيثم مختلفة وفي فريق واحد.. وأذكر أنني وإبان فترة رئاستي لتحرير صحيفة(صدي الملاعب) إستنطقت كروجر عندما كان مدرباً لسانت جورج الأثيوبي.. حيث لم يخفي أبداً سعادته ودهشته في ذات الوقت.. سعادته بذهاب هيثم للمريخ.. ودهشته من تفريط الهلال في قائده التأريخي.. وقال لي بالحرف الواحد.. هيثم هو اللاعب الذي أحتاجه خارج الملعب.. لأنني أعرف والجميع يعرف ماذا يفعل داخل الملعب.. ومن هنا كانت الثنائية التي لم يشعر بها إلا القريبين جداً من الفرقة الحمراء.. ولا أذيع سراً إذا قلت أن وجود هيثم كان أحد أسباب موافقة الألماني علي العودة مرة أخري لتدريب المريخ. * أجمل لقطات ختام الممتاز الأحمر.. العناق الحميمي بين كروجر وهيثم.. فقد وثقته كاميرات التلفزة بشكل غير عادي.. لم يكن عناق فرحة فقط.. وإنما كان عناق شراكة ذكية بينهما..عناق تفاصيل مرهقة بدأ إرهاقها بعد الخسارة من الهلال.. كان عنوانها الأبرز عدم التفريط في لقب الممتاز مهما كانت الظروف.. وعندما تصل العلاقة بين مدرب الفريق ولاعب مثل هيثم بخبرته وشخصيته.. تكون المحصلة بمثل ما رأيناه.. ويقيني أن إستمرار هذه الشراكة الذكية بين كروجر و(سيدا) تعني مزيداً من الألق والتألق للثنائي ومن ثم إنعكاس ذلك علي الفريق الذي يتوق لموسم قادم متميز علي المستوي الأفريقي.. وكروجر صاحب مشوار أفريقي متميز مع المريخ.. قهر فيه أنديه كبيرة مثل النجم الساحلي التونسي وشبيبة القبائل الجزائري وأشانتي كوتوكو الغاني.. ووصل إلي دور المجموعات دون هزيمة.. ويسعي بكل تأكيد لإعادة شريط مشواره هذا. * أخيراً: الممتاز ذهب ل(الفريق) الممتاز.. والتميز كان سمة المريخ في هذا الموسم.. رغم بعض الهنات التي إعترت هذا التميز.. والتميز الأكبر هو الحفاظ علي فارق النقطتين لتسع أسابيع.. وهذا لن يقدر عليه إلا فريق(متميز).. لاسيما وأن الفريق عاد في أكثر من مرة وحقق الفوز بعد أن كان متأخراً بهدف.. والجميع يذكر كيف أن قلوب المريخاب بلغت الحناجر ونيل الحصاحيصا يدخل الأحمر في تجربة صعبة كاد أن يضيع معها الممتاز.. ولكن الفريق المتميز عاد في الأمتار الأخيرة.. عودة أصابت من كانوا ينتظرون تعثره.. في مقتل.. وهذه العودة كانت العنوان الأبرز للبطولة.. فالتحية لكل نجوم الأحمر الذين تميزوا وحققوا ما أرادوا.. وقف خلفهم جهازين فنيين بداية بالكوكي ونهاية بكروجر.. ودعمهم عدد من القدرات الإدارية في مجالس المريخ الثلاثة ودائرة الكرة.. ولن أنسي جمهور الزعيم صاحب الإنجاز الأول. -- الفنان المريخي ل(الوطن) طلال حلفا.. نهنئ المريخ بلقب الممتاز في ظل مستويات متقاربة للأندية المريخ لابد أن يعيد حسابات أعمار لاعبيه.. ونحتاج لبطولة خارجية وكفاية من المحلية في حديث له خص به ملحق (الوطن) الرياضي وبمناسبة فوز المريخ ببطولة الدوري السودان الممتاز لهذا الموسم قال الأستاذ والفنان الرائع الجميل الأنيق والمريخي الظريف طلال حلفا أن المريخ حقق بطولة الممتاز في ظروف كانت في بادئ الأمر معقدة جداً، وفي ظل مستوى متقارب ومختلف عن كل المواسم السابقة بين الفرق، وقد ظهرت وبانت اجتهادات بين الفريق المتطلعة لفعل شيء يمكن أن يوصلها إلى مكانة أرفع أو أكثر تقدماً، وقال طلال حلفا أننا من هنا لابد أحي وأهنئ فريق المريخ العملاق إدارة وأقطاب ولاعبين وجماهير بهذا الفوز الذي سيكون حتماً مؤرخاً ومضافاً لأمجاد وبطولات المريخ التي حققها، وقال طلال لابد أن أهنئ الفرق التي ظهرت بمستويات أخافت فريقي الهلال والمريخ كالأهلي شندي والأهلي العطبراوي ويواصل طلال حديثه قائلاً : هذه المرة تعرّض فريقا القمة الهلال والمريخ لامتحانات صعبة وتعرضا أيضاً لهزائم أقلقت جماهيرها بفقدان كأس الدوري الممتاز ولأول مرة.. يقول الفنان طلال لقد عانى الهلال والمريخ من عدم الاستقرار الإداري ولكن ما ساعد المريخ أنه عاد بوعي تام وأسترد عافيته وأجتهد مناصروه لحصد ثمرة الموسم الجديد حيث ساعده الهلال بخلافات أبنائه. سلبيات المريخ: يقول طلال أن أكبر سلبيات المريخ تأتي في معدل أعمار لاعبيه والعبره ليست بفوز الفريق ببطولة الدوري وإنما المرحلة القادمة تحتاج لمعالجة هذه السلبية وقال إذا نظرنا إلى واقع الحال في أن البطولات الأفريقية لاتستطيع أنديتنا مجاراتها بدليل الخروج من الأدوار الأولية وقال كونو المريخ أو الهلال يفوزوا بالبطولة المحلية هذا منذ أمد بعيد شيء أكثر من عادي ولكننا نريد بطولة خارجية وخلاص من المحلية ،ولو تذكرون أن هذا الموسم وحركته الرياضية أكثر من ميتة بسبب هذا الخروج المبكر، وقال إن الاحتفاظ بالعناصر الشابة تصنع الهدف. الهلال والأزمات: وعن الهلال قال طلال حلفا كثير من الأزمات التي مرت به وبأبنائه أثرت تأثيراً مباشراً وكانت أيضاً هي سبب خروج الهلال من البطولة الأفريقية. ويحتاج الفريقان للاعبين محترفين بمواصفات معينة.