عرض رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، إجراء محادثات مع منافسه نائبه السابق ريك مشار الذي يتهمه ب «الوقوف وراء محاولة انقلاب» ضده. في حين اتسع نطاق المواجهة، وظهر مشار وسط أعداد ضخمة من قواته المدججة بكافة أنواع الأسلحة. وقال ميادريت للصحافيين، أمس الأربعاء، سأجلس معه إلى طاولة محادثات، لكن لا أعلم ما ستكون نتيجتها. ولا تجري محادثات في الوقت الحالي مع مشار الذي أُقيل في يوليو الماضي. وفي ذات الصعيد نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في بور التي تقع إلى الشمال من جوبا، أن الجنود تقاتلوا في ثكنتين عسكريتين. وقال صحفي إن القوات الموالية لريك مشار نائب الرئيس السابق، سيطرت على الثكنتين بعد اشتباكات تنم عن أن العنف يتخذ منحى عرقياً أكثر فأكثر. وساد الهدوء جوبا بعد إطلاق نار متقطع خلال الليل، لكن وردت أنباء عند اندلاع قتال في توريت إلى الشرق من جوبا، مما يزيد من التوترات في البلاد. وقال دبلوماسي غربي له باع طويل في التعامل مع جنوب السودان «الشيء المقلق هو أن يتسع نطاق العنف العرقي بمجرد امتداد هذا الصراع من جوبا إلى مناطق أخرى، ثم تبدأ إعادة تجميع الميليشيات القديمة.» وكانت قوات منحدرة من قبيلة النوير أجبرت جنوداً موالين للرئيس سلفاكير، على الفرار من حامية بور في ولاية جونقلي، بعد هجوم مباغت يعتقد أن ضباطاً كباراً قتلوا فيه واستولت القوات على الحامية بالكامل. وقال صحفي في بور لرويترز عبر الهاتف، إن القوات بقيادة القائد بيتر قديت حليف مشار، سيطرت على الثكنتين بعدما تخلى عنهما جنود الدينكا. وذكرت الأممالمتحدة في جنوب السودان، أن قتالاً اندلع صباح يوم الأربعاء في منطقة بور، وقالت على موقع تويتر إن أكثر من ألف مدني لجأوا إلى مجمعها. كما تحدثت عن اشتباكات في قاعدة عسكرية في توريت. وقال الدبلوماسي، إن اتساع نطاق القتال يدفع بالبلاد صوب صراع عرقي «من الصعب الرجوع عنه» مضيفاً أن كير زاد من خطر حدوث هذا عندما وصف الاشتباكات بأنها محاولة انقلاب وليس محرد اقتتال داخل الجيش. وأضاف «سيؤثر هذا على كثير من الدول. ستكون هناك عواقب سلبية على الجميع.» وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إنها تنظم رحلات جوية لإجلاء مواطنيها. وقالت بريطانيا إنها تقوم بإجلاء بعض العاملين في سفارتها وتجمع أسماء الرعايا الراغبين في المغادرة. ومن المتوقع أن تحذو دول غربية أخرى حذوهما. ويعيش ويعمل كثير من عمال الإغاثة في جوبا. وكتب اريك ريفز الخبير في شؤون جنوب السودان في تقييم لأعمال العنف «يجب أن يدرك سلفا أن تهمة 'الدكتاتورية' قد استفحلت، وأن لزاماً عليه أن يفعل ما هو ضروري لمحو هذا الوصف قدر الإمكان.» وقال ريفز «هناك عدد من الخطوات الملحّة يجب أن يتخذها لنيل ثقة المجتمع الدولي، وتهدئة قبيلة النوير في منطقة جوبا ومناطق أخرى.» «وتبدأ الولاياتالمتحدة الأربعاء، إجلاء موظفي سفارتها غير الأساسيين ومواطنين أمريكيين من جنوب السودان بعد اشتباكات أدت إلى مقتل حوالي 500 شخص وأثارت مخاوف من صراع أوسع في الدولة الوليدة. وقالت بريطانيا إنها تجمع أسماء مواطنيها الذين يريدون المغادرة، ويتوقع أن تحذو دول غربية أخرى حذوها.