التأريخ يعيد نفسه.... دينكا نقوك يحتمون بالمسيرية من حملات النوير الانتقامية تقرير:عبدالرحمن حنين أزمة الجنوب التي خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى ونحو مليون مواطن ما بين لاجئ ونازح، كشفت عن مآلات الانفصال التي أجمعت عليه مجموعة الانفصالين الذين كانوا وراء انفصال الجنوب عن الشمال، وفي ذات الوقت أكدّت الأحداث الدامية خطل الإدارة الامريكية التي خططت لهذا الانفصال ودعمته لوجستياً ومادياً لتحقيق مصلحة خاصة وأجندة لم يضعها أبناء الجنوب في حسبانهم إلاّ ضحى الغد.. والخرطوم التي تأسفت على انفصال الجنوب كانت قد رأت ما لم تره واشنطون وجوبا في ذاك الانفصال، حيث بدأت الخرطوم اليوم تدفع فاتورة الحرب بتدفق اللاجئين على الولايات الحدوية مما يتطلب من ولاة الولايات مضاعفة الجهود لتقديم المساعدات الصحية والأمنية، وحسب المعلومات فإن منطقة أبيي المتنازع عليها والتى كانت مسرحاً للاستفتاء الأخير الذي أجرته مجموعة دينكا نقوك والذي سارت نتائجه بذات المسار الذي أدى الى الانفصال، كشفت المعلومات أن اهالي المنطقة قد بدأوا في التدفق شمالاً بحثاً عن الأمن عند ديار المسيرية، ذات المسيرية الذين كانوا في نظر الجنوبيين عموماً ودينكا نقوك على وجه التحديد أعداء تجب محاربتهم ، وهكذا تحول الحال وأصبح المسيرية ملاذاً آمناً لدى الجنوبيين، وحسب المصادر فإن مجموعة كبيرة من الأسر الجنوبية قد آثرت النزوح من منطقة أبيي وحطت رحالها في بلدة قلي التي تبعد نحو30 كيلو متراً عن أبيي بالقرب من دفرا وذلك خشية من هجمات محتملة من قبائل النوير المنتشرين في مناطق ميوم وما جاورها من قرى ، ولعلّ التاريخ يعيد نفسه، حيث كانت مجموعة من دينكا نقوك قد آثرت الهجرة شمالاً الى داخل ديار المسيرية بحثاً عن الأمن والأمان الى أن استقر بهذه المجموعة المقام في منطقة أبيي الحالية وأصبحوا أصحاب ديار ونظارة وحدثت بعض الزيجات بين أصحاب الديار والوافدين من دينكا نقوك الذين ما كان المقام سيطيب لهم لولا العناية الفائقة والاهتمام الزائد من قبل الناظر بابو نمر الذي وفر لهم المكان والمرعى لهم ولأبقارهم، وبعد مرور مئات السنين أتى اليوم الذي خرج فيه ادوارد لينو ودينق الور ليحرضوا بعض المثقفين من أبناء دينكا نقوك، مطالبين بتبعية أبيي الى الجنوب.. الاحداث التى تشهدها مناطق متفرقة من دولة الجنوب قد ألقت بظلالها السالبة على الاوضاع في السودان، حيث يرى بعض المراقبين أن الأحداث شكّلت صفعة قاسية على خد رئيس دولة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت لجهة أن الرجل كان قد نفذ المخطط الامريكي من خلال سياسته وخطبه التي سبقت الاستفتاء وعندما اشتدت به الخطب والمصائب تلفت بحثاً عن امريكا فوجدها مشغولة برعايها وكيفية إخراجهم من عش الدبابير غير مبالية لما يحدث.. -- لا محادثات مباشرة أمس بين طرفي النزاع في جنوب السودان أعلنت الحكومة الإثيوبية أن محادثات السلام المباشرة بين طرفي الصراع الدامي في دولة جنوب السودان لن تعقد كما كان مقررا السبت، حيث يجب نقاش قضايا عالقة مع الوسطاء. وكان وزير الخارجية الإثيوبي تيدروس آدانوم قال إن المحادثات سوف تجري بين ممثلين عن كل من رئيس جنوب السودان، سيلفا كير ميارديت، ونائبه المقال، رياك ماشار، قائد القوات المتمردة. وتهدف المحادثات إلى إنهاء القتال وأعمال العنف القبلي المستمرة في جنوب السودان منذ اسابيع بين القوات الحكومية وقوات ماشار. وكان ممثلو طرفي النزاع قد اجتمعوا، كل على حدة، بوسطاء في أثيوبيا. ووصف وزير الخارجية الإثيوبي هذه المحادثات بأنها بناءة. ومنذ الشهر الماضي يقاتل المتمردون بقيادة مشار القوات الحكومية، ما أدى إلى مقتل نحو ألف شخص ونزوح 180 ألفا عن منازلهم.. -- الولاياتالمتحدة تجلي موظفي سفارتها في جنوب السودان أعلنت الولاياتالمتحدة تقليصا إضافيا لعدد موظفي سفارتها العاملة في جوبا عاصمة جنوب السودان بعد حوالي ثلاثة أسابيع من اندلاع القتال هناك. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية انه اعتبارا من السبت لن تقدم السفارة خدمات قنصلية للمواطنين الأمريكيين، وحثت المواطنين على المغادرة على متن طائرات خاصة يوم الجمعة. يذكر أن متمردين بقيادة نائب رئيس الجمهورية السابق يقاتلون القوات الحكومية منذ الشهر الماضي، مما أدى إلى سقوط ألف قتيل ونزوح 180 ألف شخص عن منازلهم. وقد أرسلت الحكومة والمتمردون كلاهما فرقا للتفاوض إلى العاصمة الإثيوبية. -- القتال يستمر في جنوب السودان قبيل بدء محادثات إثيوبيا يتواصل القتال بلا هوادة في جنوب السودان، بينما يتأهب الجانبان لبدء محادثات . وقال متحدث باسم جيش جنوب السودان لبي بي سي إن الاشتباكات مستمرة في مدينة بور، وفي أجزاء من ولاية الوحدة. وقد أرسلت الحكومة والمتمردون كلاهما فرقاً للتفاوض إلى العاصمة الإثيوبية. وحتى الآن مازال المتمردون يرفضون إنهاء العمليات العسكرية قبل بدء المحادثات. وتقول وكالات الإغاثة إن جنوب السودان بحاجة ملحة إلى إمدادات لمساعدة آلاف السكان الذين أجبروا على الفرار من منزالهم. وقد تدهورت الأحوال في معسكر أويريال للاجئين على ضفاف النيل، الذي أصبح الآن مأوى لنحو 75.000 شخص فروا من القتال في عاصمة ولاية جونغلي، بور القريبة، التي استولى عليها المتمردون. وقال ديفيد ناش من هيئة إم إس إف الطبية لبي بي سي «لا توجد مياه صالحة للشرب. وخمسة آبار لا تكفي». «الناس يشربون المياه من نهر النيل مباشرة. وهي مياه طينية، وليست جيدة. وليس هناك مراحيض، ولذلك يتبرز الناس في الخلاء. وتلك ظروف مناسبة جدا لانتشار الكوليرا». ووصف روبين اكورديت نجونج، اسقف بلدة بور الذي فر من القتال السبت والان في العاصمة جوبا، البلدة بأنها «منطقة حرب» وقال إن «الجثث تنتشر في كل مكان». وقال اكورديت لبي بي سي «عندما تكون في بلدة بور، تتحرك ساداً انفك من الرائحة الكريهة».