أول مرة التقيت فيها المذيعة بقناة النيل الأزرق صفية محمد الحسن كنا في رحلة لمدينة مروي بالشمالية مع قناة الكوثر الإذاعية وساهور التلفزيونية احتفالاً بالمولد النبوي الشريف ومن تلك اللحظة أكدت أن لهذه الشابة الصغيرة مستقبل باهر في القنوات الفضائية ، فهي صاحبة كاريزما فرايحية تظهر من خلال نبرات صوتها الجاذب، إضافة إلى لغتها المميّزة التي تخرج مع النطق السليم للحروف ولا أدري إن كانت قدر درست (phonetics) في علم الأصوات وتمرست على المخارج السليمة، أم أن الأمر جاء عفواً وصوتها في السبرانو الثاني وهو صوت مميّز جداً ويصلح للغناء أيضاً. المذيعة صفية محمد الحسن تطل في الصباح على قناة النيل الأزرق في أقوال الصحف وقد أضافت إليها طريقة محببة في عكسها للمشاهدين من خلال برنامج BNFM المميّز الذي يأخذ المشاهدين في سياحة صباحية جميلة خاصة إذا كان مقدم البرنامج المذيع محمد محمود بطلته البهية. نتمنى أن نجد المذيعة صفية محمد الحسن في برامج أخرى لتعطي إمكاناتها وتخرج موهبتها عبر الشاشة البلورية.. مثل صفية تكون في الصباح بلسما يعالج الرهق والإحباط الذي يقوم به البعض من سرير النوم لتشابه الوضع الحياتي الممل. -- المذيعة المميزة غفران معتصم سليمان بين الخرطوم الفضائية والشروق شكلت شخصيتها ولابد من الظهور وإن طال الغياب منذ أن كانت طالبة بالمرحلة الثانوية بمدرسة بحري الحكومية ظهرت بوادر الموهبة تؤرق مضاجع الطالبة غفران معتصم سليمان وبدأت تفكر في أن تلج دنيا الإذاعة والشاشات وكانت تقول: إنها قادرة على أن تفرض شخصيتها ونصحناها أن تكون هذه الخطوة بعد دخول الجامعة ، لأن في ذلك مخاطرة والشاشات لا تقبل الصغار مهما كانت المبررات لأن العمل في السودان تقليدي والمبادرات مرفوضة.. التحقت غفران بجامعة الزعيم الأزهري وهي على بعد خطوات من البيت وقاومت السناير وتحدت المبرلمين لأنها لا وقت لها للمارسات التقليدية داخل حوش الجامعة (برلمة وسنيرة ومشاوير خلط وكافتيريات وشلة) فغفران كانت تنظر للجامعة على أنها محطة يمكن من خلالها أن تصل لكل ما تصبو إليه، فبدأت بالبرامج داخل الجامعة وفرضت شخصيتها وهي صاحبة كاريزما غريبة في التعامل مع الآخرين لأن كل من يتعامل معها لا بد أن يحترمها إذا أراد أن يحترم نفسه. هذه الشخصية دخلت بها قناة الخرطوم وهي قناة محترمة تبحث عن تميّز المذيع وتفتح له الآفاق للتميز والمبادرات والأستاذ عابد سيد أحمد ربى العاملين عليها على القيم واحترام الآخر، ولما كان الطموح متوفرا لدى غفران تحولت للشروق ليس لأن الخرطوم لم تناسبها لكن لمزيد من الخبرة والتجريب للوصول لما تصبو إليه فهي ما زالت تكن وداً كبيراً لقناة الخرطوم والعاملين فيها.. في قناة الشروق لم تجد الطريق معبداً ومفروشاً بالورود، بل وجدت التقليدية تسيطر على عقول بعض الإدارات التي تحجم المجتهد وتجعله تحت رحمتهم يتعاملون معه (كعجينة) يصنعون منه الشكل الذي يريدونه وهنالك من لا يقبل بهذا التقييد خاصة الذي يعدّ أنه وصل إلى مرحلة متقدمة في التعامل مع الشاشات وهذا هو الاختلاف بين غفران المعتصم وقناة الشروق ومديرها محكوم ببروقراطية الإدارات تحته خاصة إدارات البرامج التي تعوس بالطريقة التي تعجب المسؤولين فيها والمدير مرّ بمشاكل عديدة في القناة وواضح أنه مغيب من بعض ما يدور في ردهات القناة وخرجت غفران غضبى من الذي حدث بينها وبين مدير البرامج ونائبته والمدير مضى خطاب الفصل دون أن يعرف لماذا والحسد والغيرة كانت الأسباب لأن اللوبيات أصبحت المسيطر على الأوضاع في بعض القنوات الفضائية.