* في دولة المشروع الحضاري تشن السلطات الحكومية بالقضارف حملة شعواء لكل ما من شأنه أن يمثل معلماً من المعالم الثقافية أو المعرفية وتعاني الجماعات الثقافية والآدبية بقضروف سعد ويلات الحرمان وشح الإمكانيات وضعف المواعين الثقافية والتجاهل من السلطات المختصة * المكتبة الثقافية العامة الوحيدة بمدينة القضارف تم إغلاقها لصالح مجلس تشريعي محلي كونه الحزب الحاكم للمحليات معظم أعضائه من أنصاف المتعلمين . * الجهات القائمة علي أمر الثقافة بالقضارف أستأجرت مخزناً من أحدي الأندية الرياضية بالمدينة و(كومت) بداخله أطنان الكتب وتركت للموظفين العاملين بالمكتبة خيار الجلوس في صالة النادي الرياضي لممارسة مهنتهم وهم يبكون كل صباح ولحظة حال الثقافة بالولاية ... * مكتبة القضارف التي تضم أمهات الكتب في المعرفة العربية والإسلامية تعامل معها قادة المشروع الحضاري بالقضارف وكأنها جوالات (نشارة) وليس كتباً تحمل أرثنا وتراثنا وتاريخنا الإنساني والإسلامي وسيرة نبينا الكريم وخلفائه الراشدين الذين أرسوا معاني الدين الحنيف وقيمه الفكرية والمعرفية والاخلاقية . * وفي القضارف هدمت السلطات سابقاً (سينما التعليم الشعبي) أخر دور السينما بالولاية والتي أهداها (الخواجة) كيكوس جوانيدس لصالح التعليم الشعبي بالقضارف ففضلت السلطات المختصة في ذلك الوقت أن تتحول سينما التعليم لدكاكين ومحلات لصيانة الركشات وللاستثمار في (البول) !! * وأن تدلف إلي داخل دار اتحاد الفنانين بالقضارف يخيل إليك بأنك بأحد الأسواق الشعبية الصغيرة بسبب انتشار مباني القش .. * الثقافة التي تتصدر لافتة وزارة أوكلت إليها مهام الثقافة والإعلام والشباب والرياضة والسياحة بالقضارف فأخفقت الوزارة في معظمها ووجدت الثقافة نفسها مسلوبة ومعطوبة بسبب غياب الرؤية وإنعدام المقدرة والرغبة لدى القائمين عليها . * الرئيس البشير ظل يردد إن الإنقاذ هي بالأصل مشروع ثقافي أي بمعني أن المشروع الحضاري في أصله إنما هو مشروع ثقافي لذلك خص الرئيس البشير أهل الثقافة في تشكيله الأخير بوزارة متخصصة لقناعته بأهميتها كما ظلت رئاسة الجمهورية تولي اهتمامها بأهل الإبداع والثقافة عبر برامج التكريم والدعم . * لكن واقع الثقافة بالقضارف لا يشبه تاريخها وإنسانها فالولاية قد شاح وجهها وبهت لونها وصارت فعالياتها الثقافية عبارة عن مسخ مشوه ولملمات بائسة تجريها الوزارة في كل عام ظناً من أنها حراك ثقافي مع أن الثقافة ليست هي أمر مواسم وليس للثقافة موسم معين فتحدده الوزارة وتجري حزماً من الأنشطة من خلاله ومن المفارقات أن منتدي شروق الثقافي الذي يقف علي أمره الأستاذ العزير جعفر خضر تفشل الوزارة بكل صولجانها وإمكانياتها في أن تقود حراكاً مثله . * فهل يدري هؤلاء أن السلطة والحكم ليس (نزهة) أو وسيلة (للكسب) ؟