سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القوي السياسية بجنوب كردفان والنيل الأزرق تطالب بحصر التفاوض على قضية المنطقتين القوي السياسية بجنوب كردفان والنيل الأزرق تطالب بحصر التفاوض على قضية المنطقتين
سيطرت تداعيات جولة التفاوض حول المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الازرق) بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال باديس ابابا عاصمة اثيوبيا وتداعيات انفضاض سامر الجولة الرابعة بين الطرفين دون إحراز تقدم في ملف السلام في السودان ولا سيما في جنوب كردفان والنيل الأزرق ، علي الرأي العام السوداني ونقاشات مختلف القوي السياسية والباحثين والمهتمين بقضايا السلام في السودان والمنطقة بصفة عامة . وقد أثار انهيار جولة التفاوض الماضية تساؤلات عديدة حيث طفق البعض يبحث في خلفيات إعاقة عملية التفاوض ومن المسؤول عن استمرار الحرب وما الفائدة التي يجنيها جراء إطالة أمد الحرب وزيادة ضحاياها من المدنيين وغيرهم وما الفواتير التي يجب ان تسدد قبل إتمام عملية أي سلام في المنطقتين ( جنوب كردفان والنيل الأزرق) بالمقابل تحولت أجواء التفاؤل التي سادت عند بداية الجولة الماضية للمفاوضات الي تشاؤم تجاه جدوي التفاوض واستمرار المعاناة ، في الوقت الذي تتجه فيه الساحة السياسية الداخلية الي الحوار للتوافق والتراضي علي قضايا البلاد وذلك علي خلفية خطاب رئيس الجمهورية الذي نادي باكمال حلقات السلام واستمرار جهود الإصلاح الاقتصادي وتهيئة البلاد للانتخابات وتحقيق قيم العدل وبسط قضايا السلام والحرية والاقتصاد وهوية السودان . عدداً من القوى السياسية والأكاديميين من أبناء المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) تحدثوا في هذا الإستطلاع حول قضية الحرب والسلام في المنطقتين وتداعيات انهيار جولة التفاوض لمعرفة مستقبل العملية السلمية . حيث شهدت الخرطوم زيارة الوسيط ثامبو مبيكي رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوي والحراك الذي قام به في سبيل التحضير للجولة الحالية من التفاوض وقد بدأ امبيكي مار ثوان تحضيراته بلقاء الرئيس عمر البشير رئس الجمهورية الثلاثاء واردفه بلقاء مساعد الرئيس البروفيسور إبراهيم غندور رئس الوفد المفاوض بجانب لقاء الدكتور حسن الترابي الامين العام للمؤتمر الشعبي في مسعي لاتمام العملية السلمية في السودان وفي حين قام الوفد الحكومي المفاوض بدراسة مقترح الوساطة بشان استئناف المفاوضات والرد عليه بحسب عضو الوفد حسين حمدي . حصر التفاوض علي قضية المنطقتين : تعد مسالة حصر التفاوض علي المنطقتين من ابرز اهتمامات ومطالبات أبناء جنوب كردفان والنيل الأزرق لحل المشكلة ووقف الحرب خلافا لموقف الحركة الشعبية قطاع الشمال الذي أقحم قضايا السودان الاخري ( دارفور ، السدود .......) في أجندة التفاوض مما عجل بانهيارها . وتقول الحركة الشعبية تيارالسلام إنها ترفض استخدام أبناء جنوب كردفان رهينة للجبهة الثورية والحركة الشعبية قطاع الشمال لإطالة أمد الحرب وزيادة معاناة المواطنين الذين يتوقون إلي الانطلاق إلي آفاق أرحب نحو السلام والتنمية. واكدت القيادية بالحركة دكتورة تابيتا بطرس ان الحرب ليس فيها غالب أو مغلوب بل فيها دمار ورجوع للوراء. مشيرة إلي إن الوقت مناسب لتحقيق السلام في المنطقتين ( جنوب كردفان والنيل الأزرق ) . وطالبت في هذا الخصوص الحركة قطاع الشمال بالتركيز علي المنطقتين فقط والتمسك بالمرجعيات بصرامة وعدم تعويم القضية، مشددة علي ضرورة تقديم الطرفين تنازلات والبدء بروح جديدة بهدف إنجاح الجولة المقبلة لان الوطن للجميع ومن يموتون هم أهلنا . من جهته حث مجلس احزاب حكومة الوحدة الوطنية بحسب امينه العام الاستاذ عبود جابر الطرفان علي أهمية الالتزام بالمنهج التفاوضي المرتكز علي مرجعيات القرار 2046 والقضايا الأساسية المتمثلة في محاور الأمن والوضع الإنساني والسياسي للمنطقتين وشدد علي ضرورة استبعاد الوفدان عند دخولهما جولة التفاوض مرارات الماضي والمؤثرات الخارجية. وأشاد بوفد الحكومة لإتباعه منهج يحترم الإطراف داعيا وفد الحركة المفاوض الالتزام بالحوار والمرجعيات واحترام الطرف الآخر . وتضيف القيادية البرلمانية عفاف تاور بخصوص حصر التفاوض علي المنطقتين بالقول « لا بد من التزام الوسيط بالبروتكولات المتعلقة بالمنطقتين وبعضها بروتكولات اتفاقية السلام الشامل ومنها بروتكول المنطقتين من 2005م وتحديد مساحة لها رات ان القطاع لعب دوراً كبيراً في اجهاض المشورة الشعبية التي كانت في البند قبل الاخير في اتفاقية السلام الشامل المتعلق بالاستفتاء فالحركة الشعبية عجلت بالاستفتاء ولم تعطي قيمة لقطاع الشمال وطرقت علي الاستفتاء مما افقد المشورة ركنا قانونيا بجانب خروج غرب كردفان من جنوب كردفان كاستحقاق انتخابي للرئاسة متهمة قطاع الشمال انه افقد جبال النوبة اهم استحقاق هو المشورة الشعبية بزعزعتها للمواطن وباستنجادهم بالجبهة الثورية واستنصارهم بالغريب علي اهلهم وقتلهم وزعزعتهم واتخاذ جبال النوبة مسرحا لممارسة انشطتها العسكرية ومنبرها لحل مشكلتها في حين تركت دارفور ترتاح وتزعزع جنوب كردفان بطلب من القطاع . مطالبة بالتعامل مع القطاع كفصيل متمرد واعادة النظر في رئاسة وفده : لم يصمت أبناء النوبة علي سلوك وتكتيكات رئيس وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال ورفعوا صوتهم عاليا مطالبين بإبعاده من رئاسة الوفد ومن ابرز المنادين باستبداله بشخص اخر من ابناء المنطقة يعرف قضاياها وهموم مواطنيها القيادية البرلمانية عفاف تاور التي اعتبرت القطاع فصيل متمرد علي الدولة واشارت الي انه يجب التعامل معه كفصيل فقط وليس كدولة والتعامل مع رئيس وفده باعتباره رئيس فصيل. أما الحزب القومي السوداني الحر فطالب هو الآخر صراحة بإزاحة عرمان من رئاسة الوفد ودعا أبناء جنوب كردفان في الحركة قطاع الشمال بالضغط علي عرمان مؤكدا رفض أبناء النوبة المتاجرة بقضيتهم او بيعها لحساب قضية دارفور التي خصص لها منبر الدوحة مذكرا بخروج منطقة جبال النوبة من التسوية السلمية التي تمت للجنوب خالية الوفاض وقال الأستاذ احمد حجاج رئيس الحزب ان مواطني جنوب كردفان لن يلدغوا من الجحر مرتين . وفي هذا الخصوص تحدثت القيادية عفاف تاور عن دور ابناء النوبة في رهن مستقبل المنطقة في ايدي الاخرين وقالت «المؤسف أن ابنائنا يستخدوا لصالح قضايا الاخرين ويستخدموا لزعزعة مواطنيهم واهليهم مشيرة الي ان الجنوب كان في اضعف حالاته عندما انضموا له واستخدمهم باقصي ما يستطع حتي تم له الانفصال وبعد الانفصال لم يتركهم واحتفظ بعدد كبير منهم في الجنوب للاستعانه بهم متي ما اراد .» وتضيف تاور « لسبب اواخر سمح لابناء دارفور لدخول الجبال للبحث عن مسرح عمليات قريب من العاصمة القومية لتوجيه ضربة موجعة للحكومة حسب زعمهم لزعزعة استقرارانا خاصة وان الجبهة الثورية جاءت لجنوب كردفان بعد بدا عمليات التنمية في دارفور التي لم ترد تدميرها ووقفها واتوا ليدمرونا، مشيرة الي ان الجبهة الثورية تعاملت بذكاء شديد مع ابناء النوبة وعرفت انهم ماتوا في قضية الجنوب بدون سبب والان مستعدون للموت بدون سبب فقامت باستخدامهم في الحرب واستقلال قضيتهم لصالح اجندة دارفور .اما الدكتور حسين حمدي عضو وفد الحكومة المفاوض يري ان الحركة الشعبية مارست الترهيب او الترغيب علي ابناء المنطقتين لمنعهم من قول كلمتهم امام الوسطاء مستدلا في ذلك بالضغوط التي مورست علي خميس جلاب بعد ارساله خطابا للوسطاء بهذا الخصوص .ومن وجهة نظر حمدي فيقول ان المطلوب من ابناء المنطقتين العمل علي زيادة وعيهم ومنع سلب إرادتهم من قبل الحركة التي لا تهتم بقضيتهم ولا تحرص علي مصلحتهم بجانب أهمية استثمار التواصل الايجابي بين مكوناتهم .وأشار حمدي الي انه لا توجد جهة لها مصلحة في استمرار الحرب غير عرمان وأعوانه للاستفادة من مواطني المنطقتين كدروع بشرية لإيجاد موقع له . اما موقف الحركة الشعبية تيار السلام تجاه مطالبة أبناء النوبة بتغير رئاسة وفد الحركة من ياسر عرمان إلي أي شخص آخر يمكن ان يسهم في تحقيق السلام فتلخصه القيادية بالحركة تابيتا بطرس بقولها « الحكاية ليست أشخاص وان الهدف والمضمون هو أهم من رئيس الوفد وعضويته «. وتابعت قائلة» الإيمان بالقضية يسهم في حلها نحن نحتاج لحل القضية في إطارها السليم وفي الوقت المناسب وبسرعة شديدة .» إشراك الأحزاب كمستشارين في جولة التفاوض المقبلة : توسيع وفد التفاوض بضم قيادات من المنطقتين أو القوي السياسية له بصفة مستشارين كانت واحدة من المطالب أيضا وكان قد طالب المشاركون في اجتماع موسع بشان عملية الحوار في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وتصحيح بعض مساراته شارك فيه اكثر من 30 حزب وحركة موقعة علي السلام دعا له مجلس الاحزاب . وناشد الأستاذ عبود جابر الأمين العام لمجلس أحزاب الوحدة الوطنية رئيس وفد التفاوض بأهمية إشراك الأحزاب كمستشارين لدعم وإسناد جهود السلام في المنطقتين . عضو وفد الحكومة المفاوض حسين حمدي يقول إن وفد التفاوض يمكن أن يضم آخرين في أي مرحلة من مراحل التفاوض .وزاد قائلا « مبدأ مشاركة أهل المنطقتين مجاز ومعتمد من قبل وفد الحكومة . فيما تري تابيتا بطرس القيادية بالحركة الشعبية تيار السلام أهمية إشراك المرأة والإدارات الاهلية مع إتاحة الفرصة للتمثيل النوعي والإضافي لقطاعات المجتمع المدني في عملية التفاوض . الالتزام بالمرجعيات والقرار 2046: وفد الحكومة المفاوض أكد موقفه الثابت من الحوار والتزامه بالمرجعيات الأساسية المتمثلة في قرار مجلس الأمن 2046 وخارطة طريق الاتحاد الإفريقي وموجهات وأجندة الآلية الإفريقية بجانب التزامه بالمرتكزات الأساسية وهي حصر قضية التفاوض في المنطقتين . وقال إن الوفد حريص للوصول إلي حوار ناضج ومسئول يمكن أن يفضي إلي نتائج ترفع الآلام والمعاناة عن جنوب كردفان والنيل الأزرق وتحقق التنمية الشاملة في المنطقتين . وأكد حسين حمدي استعداد وفد الحكومة للدخول في أي مفاوضات غير انه قال « لكنها لن تأتي بمثل ما كانت عليه سابقا إلا إذا التزم الطرف الآخر بالمواثيق والعهود والأجندة والموجهات التي وضعت من قبل الآلية الوسيطة . اما الحركة الشعبية تيار السلام فتقول علي لسان تابيتا بطرس إن المطلوب من وفد الحكومة والحركة التمسك بالمرجعيات والقرار 2046 وحلحلة قضايا المنطقتين وليس حلحلة قضايا السودان واصفة مطالبة الحركة بحل قضايا (دارفور والسدود ...) بأنه عدم تركيز. وشددت تابيتا علي ضرورة ان يرتكز التفاوض في الجولة المقبلة علي المرجعيات والمصداقية والشفافية وتبادل المعلومات والمستندات والجلوس بكل صدق لتحقيق السلام وقالت « الجولة الحالية يجب أن تحسم بكل جدية .» وأضافت «لاحظنا تدخل الجبهة الثورية الذي أعاق المفاوضات في الجولة السابقة .أوضحت أن مواطني المنطقتين عانوا معاناة كبيرة جدا وكنا قد أحسسنا في بداية جولة التفاوض بحدوث اختراق لكن وفد الحركة فجأة تراخي مما أدي إلي تعليق الجولة وأضافت نحن نعرف معاناة أهلنا وهم يحتاجون سلام وتنمية .اما الدكتور احمد حسن ابو قرجة أستاذ القانون الدستوري بجامعة سنار فيقول ان فرصة نجاح جولة التفوض بين الطرفين مازالت قائمة شريطة ان يتحلي المفاوضون بالمسئولية وان يلتزموا بمرجعيات التفاوض حتي لا تتشعب قضية المنطقتين . القضية الإنسانية : أما ذريعة الوضع الإنساني فندها حسين حمدي عضو الوفد الحكومي المفاوض حيث قال ان الحكومة ملتزمة بالاتفاقية الموقعة مع الحركة الشعبية وملتزمة بتنفيذها غير انه رأي حديث الحركة عن الأوضاع الإنسانية مجرد ذر للرماد في العيون وان مواقف الحركة يناقض افعالها حيث اعتدت علي ابو كرشولا وأم روابة وواستمرار قصف المدنيين في كادقلي قائلا 99% من من صواريخ الكاتيوشا سقطت علي المواطنين بكادقلي وليس علي القوات المسلحة الأمر الذي يؤكد استهدافها للمواطنين .