الناظر الى جغرافيا حدود اقليم دارفور الغربية، يلحظ انها تعد امتداداً طبيعيًا للمنطقة المجاورة لها بامتداد الغرب اذ انها تتمتع بنفس طبوغرافية ما حولها من المناطق الاخرى، وهي منطقة طينية بها قليل من الصخور الرسوبية والاودية الجافة التي تنحدر مياهها من مرتفعات جبل مرة صيفاً متجهة نحو الغرب، لتصب في بحيرة تشاد مثل وداي كجا في الجهة الشمالية الغربية ووادي ازووم في الجهة الشرقية ووادي باري في الجهة الشمالية والذي يلتقي مع وادي ازووم في جبل مورني وتتجه هذه الادوية غرباً لأكثر من 006 كيلومتر لتصب في بحيرة تشاد وتعرف هناك باسم السلامات وتسكنها تجمعات بشرية هائلة وقبائل ذات بطون وتفرعات، في كل من السودان وتشاد، مثل قبائل الزغاوة والتامة والداجو والتنجُر والمساليت والفالني ،وهي قبائل محلية سبق وجودها مجيء العرب الي المنطقة، والي جانب هذه القبائل المحلية، فهناك القبائل العربية والوافدة التي دخلت من الحدود الغربية الى دارفور، وربما كان ذلك في حوالي القرن العاشر الميلادي او بعد ذلك بقليل. ونظراً لأن د ار مساليت تمثل اهم مناطق الحدود الغربية، فنعرض بعض المعلومات عنها من خلال صفحة ذاكرة 8 قيقا. تقع دار مساليت في اقصى غرب دارفور على الحدود مع جمهورية تشاد بطريقة مباشرة ويحدها من جهة الشرق خطي 05، 41،21، وشكلها شبه مستطيل طوله 041 ميلاً وعرضه مابين 05،06 ميلاً. تغطي اراضية الشمالية منطقة صخرية تنبت فيها اشجار شوكية ويتكون الجزء الاوسط منها من اراضٍ رملية متدرجة نحو الغرب. بها اعدد هائلة من النتوءات الصخرية مع عدم وجود جبال شاهقة. وتبلغ المساحة الكلية لدار مساليت 000،7 ميل مربع ويتمتع الجزء الجنوبي منها بكثافة سكانية عالية وتعتمد سبل كسب المعيشة في دار مساليت على وادي باري وأسنقا التي تتوفر فيها المياه في فصل الصيف في اعماق قصيرة .. وما يميز القرى والمستوطنات السكانية في دار مساليت ان معظمها يقع في الاماكن المرتفعة على بعد نحو ميل من هذه الاودية. ويعتمد سكان دار مساليت والتي يقطنها المساليت وبنسبة عالية وبعض بطون القبائل العربية وقبائل الفلاني والسلامات والتنجُر والفور وغيرهم، على تربية الماشية والضأن وزراعة الد خن وانتاج الحديد في رؤوس الجبال، بالاضافة لزراعة الخضر والفاكهة على ضفاف الاودية. ولغة المساليت تشابة الى حد ما، من حيث النطق والمعاني لغة الفور . ومنطقة دار مساليت تمثل نقطة التقاء ثقافي وتلاقٍ اثني نتيجة التداخل بين المجموعات السكانية والقبائل مما خلق مجتمعات متماسكة ومرنة في تعاملاتها. وتعتبر مناطق دار مساليت واحدة من اهم مناطق دارفور ان تشهد تعايشاً سكانياً ومجتمعياً بشكل لافت نتيجة نظام الادارة الاهلية المتماسك الذي في قمته سلطان دار مساليت ويليه النظار والفرش والشراتي والعمد والمشايخ ، وحتي اذا حدثت بعض الهنات فيما بين المجموعات السكانية القاطنة لدار مساليت سرعان ما تنتهي هذه الهنات الى تعايش سلمي مجدداً يحفظ لكل من المتنازعين حقوقهم التي تحددها الاعراف الاهلية فيما يلي الديات والتعريضات، او التي تحددها الجهات الادارية كالفصل بين المزارعين والرعاة وفق انظمة المسارات المعروفة والمسماة بمراحيل محددة ووفق انظمة المساقي والمراعي والمحددة بالقوانين والاعراف المحلية التي تتراضى عليها كل المجموعات السكانية بدار مساليت. وتعتبر عاصمة ولاية غرب دارفور الجنينة التي تعرف بدار اندوكة، هي المقر التاريخي لدار مساليت، حيث بها قصر السلطان بحر الدين احد ابرز سلاطين سلطنة دار مساليت، ويشغل الآن حفيده السلطان سعد عبدالرحمن بحر الدين منصب السلطان بالاضافة لرئاسة لجهاز التشريعي للسلطة الاقليمية بدارفور والتي يرأسها الدكتور التجاني سيسي.