تقع منطقة أبيي بين كردفان وبحر الغزال، وهي منطقة غنية بالنباتات والأراضي الخصبة والمياه الغزيرة، فالأمطار في منطقة أبيي تستمر ثلاثة أرباع السنة خلال العام، وتتخلل المنطقة العديد من الأودية الكبيرة ذات السهول الواسعة، ولديها القابلية لإنتاح كل أنواع المحاصيل، وتنبت فيها نباتات نادرة كالزنجبيل والحرجل والغرنجال وغيرها، وتمتاز أبيي بمناخ معتدل طوال العام، وهذا غير ما تختزنه في باطن أرضها من الذهب الأسود وتعدّ أيضا أكثر المناطق التي تتوفر فيها مواقع الرعي، ولكن الجدل الدائر الآن في الأوساط السياسية المحلية والعالمية حول تبعية منطقة أبيي يؤكد أن هذه المنطقه ستؤجج نار الخلافات في السودان شماله وجنوبه باعتبار أن كل الحكومتين ينأى عن إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، ونجد أن تملص حكومة السودان والجنوب من هذه المشكلة وجعلها مشكلة تخص قبيلة المسيرية من جانب الشمال وقبيلة دينكا نقوك من جانب الجنوب لا يعني أنها مشكلة قبلية لأن كل قبيلة تنتمي إلى دولة وبالتالي من واجب كل دولة حماية مواطنيها دون الزج بهم في حروب نيابة عنها أو ما يسمى الحرب بالوكالة فهذه الحرب إن بدأت لا تنطفي وسيكون ضحاياها أهلنا المسيرية فقط ومن الجانب الآخر دينكا نقوك فلماذا لا تجلس الحكومتان لحل هذه المشكلة وإخراج القبيلتين من المشاحنات أو يبعدوا تماما عنها ويتركو الأمر لقبيلة المسيرية والدينكا ليعودوا إلى ميثاق التعايش الذي وقع قديما بين الناظر (علي الجلة) من جانب المسيرية والسلطان (أروب) من جانب دينكا نقوك والذي كان له دور كبير في تطور العلاقة بينهما وكانت المودة سائده فترة طويلة بين القبيلتين، فكان هناك احترام متبادل من قبل الطرفين لهذا الميثاق ما أوجد انصهاراً واندماجاً أدى إلى حقن الدماء بين القبيلتين، وأقول هذا لأن ما يحدث الآن لا ينبيء عن خير أبدا فالكل لا يتنازل عن المنطقة مهما حصل لأنها منطقة غنية بكل شيء وما تنتظره الحكومتان من المجتمع الدولي لم ولن يصب في صالح الحل السلمي ولا في صالح السودان الوطن، فكيف تنتظر حكومة السودان أن يأتي الحل من محكمة العدل الدولية في لاهاي، و ما أريد أن أقوله إن فاقد الشيء لا يعطيه إن كانت محكمة العدل تفتقد العدل فكيف لها أن توفيه أهل السودان ولكن أن نلجأ لها أرحم من أن نجعل المسيرية يحاربون بالوكالة عن حكومة السودان فهذه المشكلة مشكلة قومية وليست قبلية فلماذا لا تتفق الحكومتان على حل المشكلة سياسيا وحقن دماء المسيرية ودينكا نقوك إما بالتعايش السلمي أو تقسيم المنطقة بنسبة ترضي القبيلتين حتى لا نعود إلى المربع الأول من حروب وإهدار للمتلكات فالأصل إننا كلنا سودانيون وما في داعي أن نكون مطية لتحقيق أهداف الدول الأجنبية التي تريد أن تجعل أرض السودان سوقا رائجا لتسويق أسلحتها، وأن الخير الموجود في أرض أبيي يكفي الجميع ولنمتثل لقول الحبيب (صلى الله عليه وسلم) (الناس شركاء في ثلاث في الكلأ والماء والنار) فليتقاسم أهلنا المسيرية مع دينكا نقوك العيش بسلام دون إعطاء الغير فرصة المتاجرة بقضيتهم وجعلها قضية خاصة بهم مع إنها قضية قومية.