نستمد دوماً من تجاربنا وتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا العبر والعظات التي تلهمنا بالعديد من النصائح وهي نتاج لنشاطات عديدة مارسها أهلنا الطيبين في أزمان سابقة ، حيث يشكل التلاقي دوماً مفاتيح هذه التجارب بزوايا متعددة وأسماء مختلفة، ولكن يظل الهدف دوماً وأخيراً وفي سعينا جميعاً نؤسس للعديد من العلاقات بغية التواصل والتوادد والتآلف من خلال تعاملنا اليومي المتعدد المشارب والإتجاهات ومن خلاله نرصد ونراقب ونحلل ماهو مستحدث من أفكار جديدة أو قديمة نطوعها لخدمة قضايانا، الجوار والسكن والعشرة الطويلة تلقي بظلالها على هذه العلاقات ولعل جيرانك دون اهلك أقرب الناس إليك عند المحن وحتى الأفراح المتعددة أو التلاقي عند الإحتياج ، والمثل السوداني الذي نتناوله وإن اختلف استعمالنا « كان شالوه ما بنشال .. ولو خلوه سكن الدار » ويعني الرماد الذي هو نتاج للكوشة «اسم الدلع الزبالة » بمعنى أن الرماد لا تلقيه أو تمسحه النظافة أو الإحلال أو الإبدال لأن ذرات الرماد صارت جزءاً من الارض وجزءاً من المكان وإن طال الزمن واستفادنا من المدلول نعني بها اقامة العلاقات الأسرية والجوار ، وجارك القريب ولا أخوك البعيد أو شقيقك ، مع تعقيدات الحياة اليومية والمشاغل التي لا تنتهي قد نقصر في حق الجار والجوار سعياً لمتطلبات الحياة اليومية وقديماً كان الأب يخرج من الصباح الباكر ويعود مساء محملا باللحم والسكر والشاي والرغيف وعدد من مستلزمات الأسرة اليومية ، الآن تبدل الحال تخرج كل الأسرة سعياً وراء لقمة العيش أو توفير جزء مما مطلوب ، تعود كل الأسرة مساء وقد لا تجد حتى حق الرغيف أو اللبن !! وهذا بخلاف الإحتياجات الأخرى والمجاملات والتي اقتصرت في حدود ضيقة وهنالك العلاج ومستلزمات ومصارف المدارس والجامعات إلى آخر بقية الإستحقاقات في هذا الوضع تتقطع العديد من الصلات ويظل الرماد في مكانه ولا نراه وإن تعددت وسائل نقله عبر المستطاع ، وقديماً يقال المال عصب الحياة وما زال لا ينصلح الحال ولب المسألة والموضوع يحتاج إلى معالجات ولن تفلح كل المسكنات في إزالة هذا الرماد الذي تراكم. بخلاف ذلك لا يوجد أهم مما مطلوب. إلى أن نلتقي.. يبقى الود بيننا