في العام 1927م أنشأت الإدارة البريطانية مستشفى ود مدني وحتى ستينيات القرن الماضي كان بالمستشفى فقط ثلاثة اختصائيين للجراحة والباطنية والنساء والتوليد بجانب عدد من الأطباء العموميين كان يتم تعيين الممرضين وتدريبهم بالمستشفى ومن ينجح منهم في الامتحان الذي تعقده إدارة المستشفى يمنح شهادة التمريض وكان يشترط في الممرض أن يكون ملماً بالقراءة والكتابة.. في تلك الفترة ولقلة عدد السكان بالمدينة فإن مرتادي المستشفى بالعيادة الخارجية كان محدوداً جداً أما أولئك الذين تستدعي حالاتهم المرضية البقاء للعلاج فكان يتم حجزهم بالمستشفى لتلقي العلاج اللازم كانت الزيارة مسموحاً بها يومي الأحد للنساء والجمعة للرجال ما عدا ذلك فإنه لا يسمح بالزيارة إطلاقاً وكانت الزيارة مجانية وليست هنالك أية رسوم فالعلاج بالعيادة الخارجية مجاناً وكذلك للذين يرقدون بالمستشفى أو يتم إجراء العمليات الجراحية لهم، كان اختصاصي الجراحة يقوم بكل العمليات الجراحية بما في ذلك جراحة الكلى والمسالك البولية أو جراحة العظام أو الأطفال.. الخ.. بعد مرور حوالي تسعين عاماً على إنشاء المستشفى فإن تطورات هائلة قد حدثت في أقسامه ومن حسن الحظ فإنه قد تم تشييد المستشفى في العام 1927م في مساحة كبيرة استوعبت التطور الذي حدث به الآن فقد قامت مستشفيات جديدة كانت مجرد أقسام بالمستشفى القديم لم تكن موجودة من قبل مثل مستشفى الباطنية للأطفال ومستشفى جراحة الأطفال بجانب مستشفى الأورام ومستشفى أمراض وجراحة الكلى ومستشفى النساء والتوليد ومستشفى حوادث النساء ومستشفى أمراض وجراحة القلب ومستشفى العيون ومستشفى الأسنان ومستشفى الأمراض النفسية ومستشفى الأمراض الجلدية ومستشفى حوادث جراحة العظام ومستشفى حوادث الباطنية.. الخ لقد أدى التطور في الخدمات الطبية إلى قيام مستشفيات جديدة كانت مجرد أقسام صغيرة بمستشفى ود مدني أصبحت هذه المستشفيات الجديدة تتبع لجامعة الجزيرة يتم فيها تدريب طلاب الطب بجانب طلاب العلوم الطبية الأخرى كالتمريض والمختبرات.. الخ.. ولكن يمكننا القول إن التوسعات الهائلة في المستشفيات الجديدة التي قامت مؤخراً صاحبها بعض القصور في الإمكانيات التي تحتاج لها تلك المستشفيات لقد باتت المراكز الصحية تقوم بتقديم الخدمات الطبية للمواطنين بأحياء المدينة المختلفة بما في ذلك مراكز متخصصة لأمراض السكري وضغط الدم وأصبح مستشفى ود مدني يستقبل الحالات الطارئة والمحولة ولكن تكلفة العلاج في بعض المستشفيات التي قامت مؤخراً تكون باهظة جداً لا يستطيع المواطن تحمل تكلفتها لوحده ومن هنا يبرز دور الجهد الشعبي للمساعدة ليس في تكلفة العلاج ولكن في شراء ماكينات غسيل الكلى التي تحتاج لصيانة دورية وأحياناً أخرى يتم إحلال ماكينات جديدة محل تلك القديمة التي لم تعد صالحجة للاستعمال.. وتقوم جمعية أصدقاء المرضى ببذل جهود مقدرة لاستقطاب دعم الخيرين من أبناء دول الخليج وترتيب الزيارات لكبار الاختصاصيين من جراحي القلب والكلى لإجراء العمليات بالداخل بدلاً من سفر هؤلاء المرضى للخارج وأعدادهم تقدر بالمئات مع تعذر سفر الأغلبية منهم بسبب تكلفة العلاج المالية الباهظة التي لا يستطيع الكثير تحملها..