تلوث الحيوانات يهدِّد (حوادث النساء والتوليد) بالمستشفى الصيني..فساد إداري وأخطاء هندسية وراء انهيار مستشفى أمبدة..النقص في (منظمات) الأكسجين بمستشفى أم درمان يهدد حياة المرضى وضعف في ميزانية التسيير إهمال قلة إمكانيات وعدم رعاية كافية للمرضى، وربما يفوق ذلك عدم إتاحة دخول المريض للمستشفى لتلقي العلاج هذا هو حال معظم المستشفيات الحكومية ودائما ما يعزا الجميع أسبابها لتدني الإمكانيات ونقص الأجهزة والأدوية، وبالرغم من التقدم والتطور الذي يشهده القطاع الصحي في معظم الدول إلا أن هناك كثيرين يسبحون عكس التيار في الارتقاء بالقطاع الصحي بصورة عامة، وفي أحايين كثيرة يصل الأمر الى أخطاء لا يمكن تفسيرها إلا بالإهمال والاستهانة بأرواح البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة غير لجوئهم للمستشفيات التي تعاني ما تعانيه من نقص فى ميزانيات التسيير بالرغم من ارتفاع أسعارالمستهلكات الطبية الأمر الذى أثر على ارتفاع تكاليف العلاج وتقديم الخدمات الطبية خاصة للفئات الضعيفة، وكشفت جولة «الإنتباهة» داخل عدد من المستشفيات عن وجود مديونيات إضافة الى عدم وجود الاختصاصيين فى بعض المستشفيات أثناء ساعات العمل الرسمية. فضلاً عن تدنٍ فى مستويات النظافة فى بعض المستشفيات، كما كشفت الجولة عن وجود نقص فى بعض الخدمات التشخيصية التى يحتاجها المرضى إلى جانب تأخراستحقاقات وحوافز العاملين. إلا أن وزارة المالية الاتحادية أخيرا أصدرت قراراً خاصاً بالمستشفيات التى آلت لولاية الخرطوم نص على سداد متأخرات الكهرباء من ميزانيات التسيير. فيما أكد أطباء واختصاصيون أن إصلاح حال المستشفيات لا يتم إلا بضبط العمل الإداري وإعادة الهيكلة وزيادة الموارد الداخلية للمستشفيات ومراجعة قوانين التأمين الصحي، مؤكدين أن الدولة ليست لديها رؤية واضحة تجاه القطاع الصحي. «الإنتباهة» تجولت داخل عشر مستشفيات بالعاصمة وخرجت بهذه الحصيلة.. جولة: عواطف عبد القادر: هنادي عبد اللطيف: منى النور عائشة الزاكى: إخلاص أحمد: رشا عبد الله يُعتبر مستشفى أم درمان من أكبر مستشفيات الخرطوم ويبلغ عدد المترددين عليه مابين «800 1000» مريض يوميًا في الحوادث، وتستقبل العيادات المحولة حوالى «400» مريض يوميًا و«30» ألف عملية من بسيطة إلى كبيرة شهريًا، وخلال جولتنا داخل المستشفى وسؤالنا للمرضى حول وجود الاختصاصيين ونوعية تقديم الخدمة أكدوا وجودهم بصورة دائمة والاهتمام بالمرضى، ومن ضمن ملاحظات الجولة وجود تعاون بين إدارة المستشفى والأطباء داخل المستشفى إلا أنه يعاني من وجود مشكلة في منظِّمات الأكسجين التي يتم توفيرها ولكنها لا تعمل بصورة جيدة، وفي حالة الحاجة إليها يتم استلافها ما بين العنابر، وأكدت إحدى العاملات أن الاستحقاقات والحوافز تتأخر ولا يتم صرفها في موعدها، وكشفت الجولة وجود تردد عالٍ في قسم الحوادث والعمليات الطارئة. نقص في ميزانية التسيير ولكن عندما التقينا المدير العام للمستشفى د. أسامة مرتضى أكد أن ميزانية تسيير المستشفى في الشهر 600 مليون «الذى يشمل التعاقدات والصرف على الأكسجين والخيوط والشاش والصرف الصحي ومواد النظافة» إضافة إلى ميزانية الحوادث التي تكلف «600» مليون وتقدم خدمات العلاج المجاني، إضافة إلى تقديم خدمات تشخيصية مشيرًا إلى أن عدد المنومين بالمستشفى بلغ «300» مريض، وقال إن ما يتم توفيره من مال لتسيير الحوادث شهريًا لا يتجاوز «250» ألفًا بينما الحاجة الحقيقية «600» مليون بسبب التردد العالي للمرضى والذي يشتمل على نسبة من الأجانب، وأوضح عدم وجود قانون يمنع علاج الأجانب مجانًا، كاشفًا عن مخاطبة من قبل وزارة المالية تفيد بأن يتم استقطاع متأخرات الكهرباء لمدة خمسة أشهر ماضية من ميزانية التسيير مبينًا أن تكلفة متأخرات الكهرباء تعادل «750» مليون جنيه الأمر الذي وصفه بأنه كارثة بسبب أن ميزانية التسيير لا تغطي منصرفات المستشفى. مديونيات وإجراءات قانونية نائب مدير المستشفى د. هيثم عبد القدوس أكد أن إغلاق مستشفى أمبدة أدى إلى ارتفاع في تردد المرضى للمستشفى مشيرًا إلى نقص في ميزانيات التسيير مقارنة بارتفاع تكاليف العلاج مبينًا أن ما يتم توفيره من الميزانية بما يعادل «25%» فقط، وعزا ذلك إلى ارتفاع أسعار الدولار مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأدوية والمستهلكات إضافة إلى التردد العالي من المرضى مشيرًا إلى أن المديونيات السابقة للمستشفى بلغت «5» مليارات جنيه.. وأكد ضرورة زيادة التمويل بسبب أنه المستشفى الرئيس بأم درمان ويقدم خدمات في مجالات تخصصات طبية مختلفة وقسم للحوادث.. وكشف عن اتخاذ إجراءات قانونية ضد مستشفى البقعة لعدم التزامهم بدفع قيمة الإيجار الشهري المتفق عليه. المستشفى الصيني.. افتقار للخدمات التشخيصية افتتح المستشفى الصيني بأم درمان بواسطة العون الصيني عام 1996 كأنموذج لمستشفى حكومي يتميز بتوفر خدمات طبية جيدة ومستوى عالٍ من النظافة، وقال المدير العام للمستشفى د. يوسف عبد الحميد السيسى ان المستشفى يفتقر الى بعض الخدمات التشخيصية كالرنين المغنطيسي والاشعة المقطعية ويعمل معظمه بكادر سودانى يعاونه كادر صينى بعدد 36 اختصاصيًا وسسترًا وقال ان سعة المستشفى 183 سريرًا ويوجد به اقسام الجراحة العامة وجراحة العظام والمخ والأعصاب والأنف والأذن والحنجرة والمسالك البولية مشيرًا الى ان الأقسام تدار بواسطة اختصاصيين سوداينيين وصينيين وتوجد اقسام اخرى للنساء والتوليد والباطنية واقسام المخ والأعصاب وهنالك قسم للحوادث اكتمل العمل به وسيتم افتتاحه نهاية ديسمبر فى تخصص النساء والتوليد.. وقال انه تم انشاء قسم جديد للعظام يقوم باجراء عمليات جراحية من جميع أنحاء السودان بواسطة التأمين الصحي وتجرى به جميع العمليات التي لها علاقة بالسلسلة الفقرية بواقع 30 عملية فى الشهر كما ان بالمستشفى قسمًا للعلاج الطبيعى وآخر للوخز بالإبر وتوجد ثلاثة مجمعات للنساء والتوليد ومجمع للجراحة العامة وأربع غرف للعناية المكثفة والبسيطة وجناح خاص يقدم خدمة على اعلى مستوى، وهناك قسم للتدريب وخدمات للتشخيص والأشعة، وأشار الى وجود مشروعات مستقبلية تتمثل فى إنشاء قسم خاص بقسطرة القلب. مؤكدًا ان للمستشفى التزامًا تامًا بوجود الاختصاصيين خاصة فى العيادات المحولة اضافة الى تفعيل إدارة الجودة التي تعمل فى مجال مكافحة العدوى وحقوق وسلامة المرضى.. لذلك لا توجد لدينا وفيات داخل العمليات الجراحية والنساء والتوليد ولدينا قسم لحديثي الولادة. مناشدة لمعتمد أم درمان وكشف المدير العام عن وجود مشكلات ومعوقات تواجه المستشفى تتمثل فى ثبات ميزانية التسيير المصدقة مع ارتفاع تكاليف المستهلكات الطبية، وقال: هذا العام سُحبت ميزانية العلاج المجاني نهائيًا لكننا التزمنا بعلاج الأطفال والعمليات القيصرية، بجانب وجود مشكلة الصرف الصحي وهى تتمثل فى السحب اليومي إلا ان وزارة المالية قامت بالتصديق لنا بعربة سحب وكانت لدينا مشكلة فى توفير عربات اسعاف وتم توفيرها بتبرع سوداني من كوريا، وساهمت وزارة المالية والتجارة فى إعفاء رسوم جماركها.. وناشد د.السيسى معتمد محلية ام درمان ضرورة التدخل العاجل لحل مشكلة وجود البهائم حول سور المستشفى الأمر الذى سيؤدى الى حدوث تلوث بحوادث النساء والتوليد التى سيتم افتتاحها الشهر المقبل فى حال استمرار بقاء تلك الحيوانات. مستشفى أمبدة غياب تام للمواصفات مستشفى امبدة تم افتتاحه رسميًا فى العام 2004 بالرغم من تعرض مبانيه للتصدع الا انه ظل يعمل حتى العام الماضى حيث تم اغلاقه وتحول عنبر الباطنية بالمسشتفى الى مركز صحى امبدة، وقد إنشاء المستشفى ليستقبل المرضى من امبدة وغرب الحارات التى يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، وتسبب اغلاقه الى تلقى العلاج بمستشفى ام درمان الذى يشهد تكدسًا بالمرضى.. واكد مدير المستشفى الأسبق د. سيد قنات ان المستشفى لم يكن مطابقًا للمواصفات لذلك قمنا بمخاطبة وزير الصحة بولاية الخرطوم آنذاك د. الصادق الهادى بعد افتتاح المسشتفى وتعيني كمدير عام للمستشفى بعد ثلاثة ايام بسبب انفجار الصرف الصحي.. اضافة الى الأخطاء الهندسية وشراء معدات واجهزة غير مطابقة للمواصفات، وقال ان المسشتفى يحتاج الى خمس شفاطات بينما تم توفير «65» شفاطة. اضافة الى ان اسرَّة الولادة غير مطابقة للمواصفات وغرف العمليات بها اشكاليات مشيرًا الى استيراد «15» سريرًا للعناية المكثفة بمواصفات اسرَّة طبية عادية، وتكلفة السرير الواحد بقيمة «6» ملايين جنيه، وقدمت استقالتي من المستشفى بعد أربعة أسابيع فقط من تعييني. واكد مصدر ان مستشفى امبدة تم بناؤه دون ان يتم اجراء فحص للتربة اضافة الى ان المنطقة التى شيد عليها المستشفى عبارة عن حفر وخيران لأودية.