من خلال معرفتي الطويلة بالوسط الرياضي، كتبت كثيراً عن طائفيته حول «هلال مريخ» وأن جميع الرياضيين- إداريين وحكاما ومدربين ومشجعين وحتى الوزراء والولاة- يدينون بالولاء الطائفي نحو «هلال، مريخ» وقد شبهت الرياضة بعظمتها وسموها وقيمها، بالسياسية التي مهما قلت عنها في بلادنا ممعنة في الطائفية، وأدرت من زمان مقارنات وتشبيهات بأن السياسة والرياضة يجمع بينهما التكتيك والمحاورة وجزمت بأن الرياضة ما خرمجها وجعلها تعمل خطوات تنظيم إلا التدخلات السياسية وأي واحد يفشل في السياسة يرجع عشان يخرب الرياضة ولا أريد أن أضرب أمثلة شخصية، ويكفي أن صناع الناشئين عندما تجاذبتهم السياسة أنا هنا لست ضد تدخل الدولة في الرياضة ولكن على الدولة أن تترجل من خلال كوادرها الرياضية بدلاً من ترك سياسيين لذا لم أبرز بوضوح إبان ظهور اسم الأخ الصديق الحاج عطا المنان إدريس ليكون رئيساً للاتحاد العام للكرة الطائرة أو رئيساً للمنطقة الخامسة الأفريقية لها لإيماني الكامل بأن الكرة الطائرة تحتاج إلى خبرته الإدارية والمالية ولكن عندما لمع اسمه ليكون رئيساً لنادي الهلال ولأنني أحب هذا الرجل لوجه الله وليس لطائفة أو جهوية وأعلم قدراته وحبه وتفانيه وإتقانه لكل عمل يكون على رأسه، وأنه زول نصيحة في كثير من الأحيان تجرف به كلمة الحق خارج الشبكة ولأن الرجل غراس خير أينما حل لم استكثره على أُمة الهلال أمة الأمجاد والماضي العريق ولكن خفت أن يحرم منه الغلابا والفقراء والمساكين ودليلي على ذلك اتصلت قبل عيد الأضحى المبارك وطلبت منه أن يحدد لي معه مواعيد وكان كعادته لا يغلق «موبايله» فرد عليّ بأنه مسافر للحج- بإذن الله- وبعد عودته سوف يحدد لي مواعيد وجاء- بعون الله وتوفيقه- من الحج ودخل في مداولات دخوله مجلس الهلال وفي البدء طلبت من خلال كتاباتي أن لا يقبل هذا المنصب وكتبت عندما صرح بأنه غير راغب في أن يدخل مجلس إدارة الهلال، بل شارك في التسويات كلها وفجأ تدخل الأخ الرئيس المشير وانصاع الرجل لتكليف القائد وبالرغم من ذلك رجوت أن لا يكون هذا إبعاداً من السياسة أو دخوله إبعاد لأحد عن الرياضة. والرجل كعادته في كل مرفق يحسن الإدارة ويجمع الأطراف ويستعين بالجميع فاستقر الهلال وعاش هدوءا يسبق العاصفة، وأتابع تفكيره في تأسيس بنيات أساسية لهذا النادي العريق الجماهيري الذي يهدر أهله كالموج الأزرق وأطلقوا عليه الألقاب «الزعيم» وسيد البلد وحاولت الاتصال به ووجدت تلفونه محول إلى سكرتيره الذي يجيد المراوغة والمزاوغة أكثر من نجوم الهلال وأدركت أن الطائفة أرادت أن تصنع من الرجل فرعون وصور ناس هامان أن يرشح نفسه في الانتخابات القادمة ومثل هذا الوسط الهلامي الذي يصنع الدكتاتور ممكن يطيح بك في لحظة وأي وحدة ثانية زي ما فعله الشنداوية في جمعة أبريل كافيه «المستنفعون وقارعو الطبول وحارقو البخور للذين قبلك سوف يصورون له كثيرا من الأمور فأهدي لك القصيدة العصماء والتي قيلت لطارق بن زياد عندما دفع به إلى فتح الأندلس: ويحك من رمى بك فوق هذه اللّّجة الزرقاء ومن علم البدوي نشر شراعها وهداه للإبحار والإرساء ودحين يا أهلي قولوا معي الحبائب الحاج الحقوا الوسط الرياضي فيه تماسيح لا تبلعو وادعوك أخي أن تلملم ورقك بعد نهاية فترة تكليفك وترجع لأهلك وصحابك والغلابا الذين ما زالوا في حاجة لشربة الماء ولقمة العيش ولباس يقيهم الحر والبرد وديل يودوك إلى جنات الخلد وناس الكورة مهما عملت يودك النار عديل.