سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الهبانية .. قبيلة نجوم إطفاء الحرائق بدار فور ( الأخيرة) الناظر اللواء صلاح الغالي يدعو مخالفيه إلى نبذ الخلاف والعمل على توحيد القبيلة
وفد عالي المستوى من إدارة الهبانية في زيارة «الوطن»
الوفد يشيد بما نشرته الصحيفة من توثيق لقبيلة الهبانية
ظل النسيج القبلي في دارفور مترابطا منذ آلاف السنين وامتد الترابط الإثني والتداخل القبلي بين المجموعات السكانية التي يزخر بها السودان وطنا متعدد الأعراق ونحن إذ نتناول تمازج ثقافات وأصول تلك القبائل نروم إلى إبراز المشتركات التي تربطهم والعلاقات الاجتماعية التي تجمع بينهم والهدف في المقام الأول تخفيف حدة العنصرية والجهوية من أجل بناء وطن متعدد في ثقافاته وقبائله متوحد في كيانه رغم اختلاف الرؤى السياسية وفي هذا العدد والأعداد التالية نسلط الضوء على قبيلة الهبانية التي تعدّ واحدة من القبائل التي لها أدوار وطنية كبيرة منذ الثورة المهدية وسلطنات دارفور كما إنها القبيلة الوحيدة التي نالت منصب الوالي ثلاث مرات (اللواء الناظر صلاح علي الغالي والأستاذ حماد إسماعيل وأخيرا اللواء ركن آدم محود جار النبي )والغريب أن كلهم جاءوا في ظروف استثنائية انتقالية لحل إشكاليات برزت في جنوب دارفور كما إنهم أي أبناء الهبانية قادوا المؤتمر الوطني في جنوب دارفور أربع دورات في مراحل مختلفة (الأستاذ حماد إسماعيل والأستاذ عثمان التوم والمهندس محمد عبد الرحمن مدلل (دورتين) وكذلك قادوا الحركة الإسلامية عبر الجلوس في إمارتها في شخصيات (الشيخ عليان علي والأستاذ حماد إسماعيل) ومنهم عدد من رؤساء الأحزاب إسهامات متعددة في المجال السياسي كان لهم دور في البرلمانات السودانية عبر البرلمانيين المعروفين الذين ذكرهم المؤرخ عبد النبي البشير منهم الشهيد تاج الدين أحمد الحلو والعالم أمبدي حامد والأستاذ محمد الحسن عبد الرحمن بالإضافة إلى الذين ذكرت أسماءهم في مجالات أخرى وبرزت المرأة في ديار الكلكة بمجهودات مقدرة من خلال الأستاذة أمونة سعيد تكنة ومن القبائل الأخرى الذين انصهروا في مجتمع الهبانية الأستاذة جميلة محمد سعيد البيه وزينب أبو تركي وفاطمة محمد عثمان شبول وكذلك نذكر في المجال الثقافي عثمان الطاهر الذي أسس النادي الثقافي الأول في المنطقة وأقيمت فيه المحاضرات ثم جاء دور التنفيذي محمد خير الذي أسس مزارع الخضر والفاكهة والضابط الإداري جادين جود الله دقاش الذي أسهم في تأسيس المدارس في منطقة بحر العرب والمحافظ العقيد الأمين محمد صالحين الذي أنشأ محطة التلفزيون المحلي في برام وبناء مؤسسة الأراضي والمحكمة القضائية وعددا من المساجد والمدارس والمدير التنفيذي الطيب شريعة الذي بنى إستاد برام مما قاد إلى تطوير الرياضة وجاء يس الخليفة وكيل البريد من الفاشر ليسهم في تطوير النشاط الرياضي وكذلك الدكتور يونس الشريف الحسن والأستاذ محمد الحسن عبد الرحمن كمبال وبرز في برام عدد من التجار منهم عثمان إبراهيم كفاتير والصالح محمد ساتي وآدم إبراهيم أحمد (مرس) والشيخ أحمد خوجلي وعبد الرحمن وداعة الله (الباحش) وآل محجوب العطايا وحمزة الأمين من أبناء الشمالية وعمر خالد وبلال بشير والخليفة حسن إبراهيم. إشادة تمثل تكريما تشرفت قبل غيري من أسرة تحرير صحيفة «الوطن» الغراء بالزيارة التي سجلها وفد قبيلة الهبانية إلى الصحيفة حيث توجوني بإشادات ستظل نبراسا في عملي مستقبلا وشرفا يمكن أن أحكيها لأبنائي وأحفادي لاحقا.. إن تلك الزيارة تمثل دافعا لي للبحث عن تأريخ أهلي في دارفور والسودان عموما من أجل إبراز تماسك النسيج الاجتماعي تفويتا لدعاة التفرقة في دارفور ومن خلال الدعم الذي أجده من أستاذي بكري المدني رئيس تحرير «الوطن» وإشادة أهلي من الهبانية سنستمرر من أجل إيصال رسالتنا إلى الجيل القادم. إن أجمل أيام دارفور كانت قبل اختلاف أهلها وأزهر سنواتها تلك التي سبقت ثقافة طلب الوزارة من خلال إسهامات القبيلة ودورها فلماذا إذن نخطو في طرق الاختلافات الوعرة دعوتي إلى أبناء دارفور خاصة الشباب يجب ألا ندعم كل سياسي يرتبط برنامجه بالقبيلة، تعالوا نفاخر بالمناطقية بدلا عن القبيلة. إفادات من الزيارة الناظر اللواء صلاح علي الغالي يشيد بالتوثيق لقبيلة الهبانية أشاد الناظر اللواء صلاح علي الغالي بخطوة التوثيق للقبائل معتبرا ذلك من السنن الحميدة والخط الذي يربط القارئ بالصحيفة، وأشاد بما تم نشره من حلقات توثيقية لقبيلة الهبانية، مؤكدا دقة المعلومات وغزارتها، كما أشاد بعدم أخذ المعلومة من الشخصيات الخلافية لأن ذلك من شأنه خلق الفتنة، وقال: إن قبيلة الهبانية قبيلة مسالمة وظلوا أجاويد لمؤتمرات الصلح القبلي بين القبائل المتناحرة لأنهم مقبولون من كل الأطراف ويطلق على القبيلة لقب جلابة دارفور لأنهم لا يميلون إلى العنف بل يحلون مظلمتهم قضائيا وهي آخر القبائل التي تسلحت من قبائل دارفور . وأضاف الناظر أنهم محبون للجندية، وقدموا عددا كبيرا من الشهداء خلال كل العهود الوطنية هم وأبناء عمومتهم التعايشة ذاكرا أن معظم محافظات دارفور دخلت في صراعات قبيلية عدا محافظة برام الكبرى التي انقسمت إلى (6) محليات، وأضاف أن معظم القبائل التي استوطنت في ديار الهبانية انصهرت مع مجتمعهم بعد أن شاركوهم في المحاكم والإدارة الأهلية والعمل السياسي ومنحوا الأرض، وأشار إلى أن التفلتات التي حدثت كانت بسبب التمرد الذي قسم أهل دارفور إلى عرب وزرقة، وقبل التمرد لم تشهد دارفور احتكاكات قبلية مثل ما حدث بعد التمرد، مؤكدا أن القبيلة متعاونة مع كل القبائل التي سكنت في دار الهبانية، وقال الناظر: إن الدور الذي لعبه الوالي اللواء ركن آدم محمود جار النبي في العمل الاجتماعي والأمني يشكر عليه ويستحق عليه التكريم، وحول الحراك السياسي الذي دارفور في الأيام الفائتة، قال: إنه في عهد والي الخرطوم الأسبق المرحوم مجذوب الخليفة أنشأ النظام الأهلي في الخرطوم بهدف الاستفادة من أعيان القبائل في الحشود خلال المناسبات والاحتفالات فاتصل به السيد أبو مازن مسؤل النظام القبلي آنذاك طالبا منه ترشيح عمد لاعتمادهم في النظام الأهلي الجديد ضمن إمارة الهبانية في ولاية الخرطوم وتابع الناظر (قلت للأهل يجب تكوين الأمارة حسب مناطق السكن وليس بخشم البيوت كما جرت العادة في دار الهبانية لكن الرأي الغالب كان مع اختيار العمد وأمير القبيلة في الخرطوم حسب نظام خشم البيوت)، وافقت على رأيهم توافقا مع النهج الديمقراطي والشوري الذي أرسيناه وحررت خطابا للسيد أبو مازن، ويواصل الناظر في إفاداته قائلا: كان الهدف من ذلك توحيد الأهل وليس بذر الفتنة والشقاق بينهم لكن البعض استغل ذلك لتمرير أجندتهم الرامية إلى تفتيت وحدة القبيلة وزرع الفتنة بين أفرادها مما جعلني أخاطب أبو مازن مجددا لإلغاء الترشيحات السابقة وحل إمارة القبيلة في الخرطوم ووافق مشكورا على ذلك لكن البعض رفض قرار الحل ومضوا في مقاومته وبدأوا في زرع الخلافات والفتن بل نقلوا ذلك إلى البلد (برام) ويوضح الناظر أن قاعدة الناظر التي لها حق عزله أو تعينه في البلد (برام) وليس في الخرطوم وتتكون الكلية الانتخابية لذلك من العمد هناك، حاولنا قفل باب الفتنة رغم أنهم كتبوا الكثير من الأساءات في الصحف، مشيرا إلى أن نظارة الهبانية لا تتم بالوراثة لذلك حينما تم اختياري من قبل الأهل رفضت ذلك واشترطت أن يكون الاختيار بالانتخاب المباشر فأجريت انتخابات بفتح باب الترشيح وترشحت مع عيود شميس وبعد الفرز فزت بالنظارة كاشفا أنه يحتفظ بمستندات الجلسة الإجرائية وما تم فيها من إجراءات، وقال: إن النظام الأهلي الذي أتى بالذين يزرعون الفتنة تم حله، وحول عدم الرد على الذين ظلوا ينشرون بعض المعلومات بالصحف، قال: إنه- زعيم قبيلة- لا يريد الدخول في احتكاكات وصراعات مع العامة حفظا لمكانة الزعامة في القبيلة، موضحا أنهم- أي من عملوا على عزله من منصب النظارة- قدموا شكوى للمعتمد ورفع الأمر للوالي، ولحل الخلاف في إطار ودي، قال: إنه كون لجنة بعضوية أحد أعضاء المجلس الوطني وآخرين، واللجنة عقدت سلسلة من الاجتماعات إلا أنهم رفضوا الصلح والإصلاح، مؤكدا أنهم من خلال ذهابهم إلى ديار القبيلة عرفوا حجمهم الطبيعي، وليس منهم عمدة معتمد من البلد إلا الذين ينتمون إلى خشم بيت أو بيتين، وتابع الناظر (إنه توافقا مع خطاب الرئيس المشير عمر البشير الداعي إلى وحدة الصف في الوطن، قال ادعوهم مجددا إلى توحيد الأهل ونبذ الخلاف باعتبار أن الأشخاص زائلون والناظر نفسه لن يخلد في موقعه وتبقى القبيلة والعلاقات الاجتماعية باقية بفتح صفحة جديدة تعتمد على الحوار واحترام الرأي الآخر ونعمل معا على خدمة القبيلة في إطار الشورى واحترام زعامة القبيلة. العمدة عبد الحميد عمر يعدد إسهامات الهبانية أشاد العمدة عبد الحميد عمر علي بالمادة شاكرا المحرر والصحيفة والسيد رئيس التحرير وأسرة الصحيفة، مشيرا إلى أن ما نشر يعدّ خطوة تجاه تمتين العلاقات الاجتماعية والانصهار القبلي، وقال: إن المحرر فات عليه مجهود أبناء الهبانية حفر ترعتي الرهد وكنانة حينما سيرت قافلة من (1500) فرد من أجل إنجاز هذا العمل بقيادة محافظهم يوسف الشريف وتعدّ تلك النفرة مساهمة وطنية كبيرة وكذلك ساهمت القبيلة في الدفاع الشعبي حيث كانوا جنودا في تحرير عدد من المناطق في جنوب السودان قبل الانفصال، وأضاف أن للقبيلة مجهودات في العمل الاجتماعي لتشبعها بتعاليم الدين الحنيف لذلك ظلت تدعو إلى الحلول السلمية لمشكلة دارفور، مشيرا إلى عدم تدخل القبيلة في صراعات قبلية. الأستاذ المؤرخ عبد النبي البشير يصحح المعلومات ويشيد بالمادة قدم تهنئة وشكر خاص للمحرر، مؤكدا أن ما نشر يسهم في رتق النسيج الاجتماعي، وتعريف الناس ببعضهم بل للمعرفة. مشيرا إلى دقة وسلامة المعلومات التي وردت في الحلقات، مؤكدا أن المحرر اجتهد كثيرا حيث أورد مصادر معروفة، موضحا أن بعضها منتشرة لكنها ضعيفة، وأوضح من خلال المستندات أنه خلال مئة عام لم تدخل القبيلة في حرب مع أية قبيلة أخرى إلا مؤخرا وعزا ذلك إلى أسباب خارجة عن إرادة القبيلة، وذكر أن بنات الهبانية تزوجن من كل القبائل، موضحا أن أخوات الناظر فيهن من تزوجت من الشايقية ومن الزغاوة، وفي تصحيح لما ورد في الحلقات الماضية، قال: إن فترة الناظر الغالي تاج الدين كانت خلال الحكم الإنجليزي وفي عهده توحدت القبيلة إداريا لكنه اعتقل جراء أحداث ثورة الإمام السحيني ثم أطلق سراحه، وأشار إلى أن الناظر حامد بيتو تم تعينه في فترة الديمقراطية الثانية بواسطة الإمام الهادي نسبة لعلاقات تجمعه به ثم أقيمت الانتخابات لمنصب الناظر فتنافس معه الناظر علي الغالي وفاز عليه.