سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفريق أول مهندس محمد عطا المولى: مديراً ومؤسساً لمدرسة جديدة.. واسم جديد وطريقة جديدة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني يوسف سيد أحمد خليفة
Email :[email protected]
0912304554 Tel:
كما سبق وذكرت أن المتعافي هو الذي دمَّر الزراعة في السودان، ولكن وللحقيقة والتاريخ، ليس وحده، فهناك من ساعدوه من حيث لا يدروا وظلوا حبيسين وعوده وكلامه المعسول و«حنكه السنين» في الإقناع الذي كاد أن يبيع به مصانع سكرنا وثروتنا القومية التي نصبح ونمسي عليها بعد خروج البترول من المحفظة التي كادت أن تكون خاوية الآن. وبنفس القدر فإن الإنقاذ وبعض رجالها وعُرابيوها دمروا البلاد والعباد سياسياً واقتصادياً وسياسياً باتباعهم سياسة الإقصاء للآخرين والاستفراد بالسلطة والتلويح بها للأحزاب كأنها «حلاوة» وكأن الأحزاب أطفالاً صغار. اقتصادياً الأمر لا يحتاج أصلاً الى تفسير وحديث، فقد وصل الدولار الى تسعة آلاف وخمسمائة جنيه لاغير، وارتفعت الأسعار لكل السلع وأصبحت قُفة الخضار عصية على العامل والموظف العادي وحتي المدراء يعانون. هذا ما أريد التأمين عليه أولاً لأواصل حديثي حول أجهزة الأمن التي وصلت فيها الى تناول سلبيات بعض أجهزة الأمن العربية في عهود سابقة، بالإضافة الى جهاز أمننا الوطني منذ عهد نميري الذي انتهى«جهازه» بالحل بعد الانتفاضة ليحل محله جهاز أمن حزبي ضعيف لا يملك الخبرات الكافية لحفظ أمن البلاد، وكان همه الأول حفظ السادة «الحاكمين الجدد» وحتي هذه فشل بعد استلام السادة الإنقاذيين لها بانقلاب أبيض دون مقاومة لأن الجيش أصلاً كان متذمراً من الحزبين، وكذلك الشارع السوداني الذي اختار نواباً لكي يعينوه ويساعدوه لحل مشاكله لتنقلب الآية ويساعد النواب أنفسهم وأحزابهم. وبعد وصول الأسلاميون للسلطة، كان همهم الأول بناء جهاز أمن أهدافه تأمين السلطة وتمكين الإسلاميين منها بالقوة، وذلك بمطاردة كل من تسوِّل له نفسه إسقاط«الإنقاذ»، ووقتها اكتظت السجون بالسياسيين لتبدأ مرحلة جديدة كان فيها انفراج وتم إطلاق سراح بعض السياسيين. جهاز الأمن والمخابرات الوطني وخلال فترة الإنقاذ محل تغيير وتبديل للمدراء والإدارات والتطوير خصوصاً أن دور الجهاز بدأ يتعاظم بعد ظهور الحركات المسلحة التي تهدد أمن واستقرار البلاد كلها وليس الإنقاذ وحدها. جهاز الأمن والمخابرات الوطني تداول الإدارة فيه مجموعة من منسوبي المؤتمر الوطني وبعض الرتب من داخل الجهاز من المؤكد لها ولاء للمؤتمر الوطني بعضهم كان ولاءهم ظاهراً وسافراً همهم إرضاءً للحكام الذين أتوا بهم الى هذا المنصب الحساس، وبدون تحديد وترتيب فإن جهاز الأمن تبادل فيه الإدارة نافع علي نافع، وقطبي المهدي، والفريق الهادي عبدالله، والفاتح المصباح، واللواء عبدالكريم، ويحيى حسين، ووقتها كان جهاز الأمن قسمين داخلي وخارجي الى أن وصل صلاح قوش برتبة الفريق أول مهندس وبعدها تداعيات إعفاءه وتحويله الى المستشارية الأمنية ثم متهماً في محاولة انقلابية وبقية «الحدوته» المعروفة. صلاح قوش الذي بدأ بتوحيد الجهاز الى اسم واحد هو جهاز الأمن والمخابرات الوطني، بدلاً عن جهاز الأمن الداخلي والخارجي بالإضافة الى بداياته «الخشنة» في تزويد جهاز الأمن ضد المعارضين بكل أشكالهم المسلحة وغير المسلحة، ووقتها شهد عهده في بداياته المخاشنة والاعتقالات وما يُعرف ببيوت الأشباح وجملة من الحقائق والشائعات ظلت متداولة الى يومنا هذا ورغم كل ذلك لن نكون جاحدين فلقد بدا قوش وفي الفترات الأخيرة تغير وجه الجهاز محاولاً وضع مساحيق جديدة لتجميل وتغيير صورة الجهاز للمواطن العادي، ولكن على الرغم من ذلك لم يستطع صلاح قوش تجميل وجه جهاز الأمن رغم هذه المساحيق والمحاولات المضنية التي بذلت الى أن وصل الفريق أول مهندس محمد عطا المولى الذي أسس مدرسة جديدة واسم جديد وشكل جديد وطريقة جديدة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني رغم المطالبة العلنية بإسقاط النظام وتغييره. غداً نواصل... أمسكوا الخشب