الافطارالجماعي.. موسم لحصاد الحسنات هل تصمد الموائد الرمضانية أمام الظروف المعيشية؟؟ مواطن: الافطار في الشارع «الضرا» فرصة لتفقد أحوال الناس وإحياء قيم التكافل استطلاع : عائشة عبدالله الافطار الجماعي أو الموائد الرمضانية من القيم الاجتماعية السمحة التي يقبل عليها كل المسلمين في شهر رمضان المعظم لما يكتسبه الفرد من القيم الدينية والدنيوية عبر التواصل والترابط الذي يجمع الناس في هذه الفترة التي تمكن الناس من تفقد أحوال بعضهم البعض. في حين أن العرض من إقامة هذه الموائد ليس من أجل التنافس والتباهي بكثرة الأصناف من الأطعمة ولكن هناك قيمة معنوية كبيرة البعض جعلها مظهراً من مظاهر التفاخر والإنفاق غير العادل وغير المتوازن مع دخل الفرد مما ينتج عنه زيادة في الديون، وهذا ماينافي ديننا الحنيف، ونص الله عليه لقوله تعالى :(لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) وفي الاونة الأخيرة بدأت تختفي في كثير من الشوارع خاصة في المدن، فعلى المجتمع المسلم التمسك بها رمضان موسم حصاد الحسنات. (الوطن) تناولت هذا الموضوع واستمعت إلى آراء حوله :- ٭٭ التكافل الاجتماعي العم موسى عبد الرحمن عامل قال إن الافطار الجماعي يكسب الفرد عدة صفات ذكر منها الكرم والقيم السمحة ويعمق داخله روح التكافل الاجتماعي وعن التباهي بالموائد الرمضانية والتي صارت سمة لدى بعض يقول إن تعاليم الدين الاسلامي تمنع ذلك وترفضه، وإن اطعام الصائم يكفل للمسلم الحصول على رضاء ربه.. ويعتقد موسى أن احجام البعض عن الافطار الجماعي والخروج إلى الضرا هو ضعف الوازع الديني وكذلك جهلهم بثواب ذلك، إلى جانب صفة البخل التي يميز بها البعض، وقال إن شهر رمضان فرصة لنيل الحسنات عبر اطعام الفقراء وعابري السبيل لكن العم موسى يفسر على أن المجتمع السوداني لا زال بخير رغم الظروف الاقتصادية التي يعاني منها، ويضيف أن معظم السودانيين ظلوا متمسكين بتلك القيم والتقاليد ومحافظين عليها. ٭٭ تعميق الروابط ويشير الشاب عبدالسلام شمس الدين إلى أن الافطار الجماعي يخلق نوعاً من الترابط الاجتماعي بين الناس... ويعتبر أن شهر رمضان تتيح فرصة لالتقاء الناس حتى على مستوى الحي الواحد، لأن ظروف المعيشة ومتطلبات الحياة جعلتهم غير قادين على زيارة الأهل والجيران، معظمنا يقضي أغلب ساعات يومه في أماكن العمل، وأضاف بانهم يرجعوا إلى منازلهم مساءً. لكل ذلك فهو يرى انه بات من الصعب عليه القيام بالوجبات الاجتماعيه ويوضح أن الافطار الجماعي يمكنه من تفقد أحوال معارفه. وإن صلاة التراويح تتيح لهم الالتقاء بأكبر قدر من المعارف. ختم عبدالسلام حديثه مثمناً أن تسمد قيم التكافل حتى بعد إنقضاء شهر رمضان المعظم. ٭٭ الظروف المعيشية وراء اختفائه فيما يعتقد المواطن عبدو أن الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن هي السبب وراء اختفاء مظاهر الافطار الجماعي، وأضاف: أن هناك سبباً آخراً وهو وصول عدد كبير إلى منازلهم قبل دقائق من موعد آذان المغرب، ويقول عبدو إن توفير لقمة العيش ومقابلة التزامات الشهر ... واستعداد العيد يفرض على عدد من المواطنين الافطار في أماكن عملهم. مع احتمال صغر أعمار أبناءهم مما يعني عدم خروجهم للشارع لتمثيل آبائهم.. ويأمل عبدو في أن تستمر العادات والتقاليد والقيم السمحة التي عرف بها المجتمع السوداني، وناشد كل المواطنين لأن تظل هذه العادات قائمة وأن لا تنتهي بانتهاء شهر رمضان. وقال إن العطلة الاسبوعية هي الفرصة الوحيدة لمواصلة الأقارب وزيارة الجيران. ٭٭ يعزز من قيم الدين ذكر عوض الله عثمان الحاج رئيس رابطة أبناء ود حامد بولاية الخرطوم أن مفهوم الافطار الجماعي في الاسلام هو تجمع الجيران مع بعضهم البعض في الضرا ، وإن ذلك يعزز من قيم التكافل الاجتماعي، حيث يشارك الجيران في الافطار بالأطعمة كل حسب مقدرته. ويستدل بالحديث الشريف (المسلمون تتكافأ دماوهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم). وقال عوض الله إن الافطار يتيح التقارب وسط الجيران وأفراد المجتمع وينتج عن ذلك التراحم والتآلف فيما بينهم، ويتابع (الشعوب في دول الغرب بدأت تدعو إلى التكافل وتسعى إلى ترسيخ قيم التقارب فيما بينها وأضاف نحن أولى بذلك وديننا يحثنا على ذلك الافطار الجماعي سنة حميدة أرساها المسلمون في بقية الدول ويحرص عليها السودانيون). اما محمد عثمان- أم بدة رغم انه يقضي أغلب ساعات النهار بالجامعة إلا انه يحرص على العودة إلى المنزل قبل وقت كافي من موعد آذان المغرب ويبدأ باعداد الفرش وتنظيف مكان الافطار. أثناء الافطار يحرص يس على خدمة من يكبرونه سناً وتلبية طلباتهم وبعد ذلك يعد الأرباريق ويهىء المكان لاقامة الصلاة. عقب ذلك يقوم يس باحضار الشاي والقهوة والبلح والبليلة ويقول عن ذلك( تحلو الونسة بعد الافطار مع شرب القهوة والشاي)، وأضاف رغم ما يحس به من إرهاق إلا انه يبدو سعيداً لكونه يساهم في خلق أجواء رائعة وسط جيرانه، ويضيف قائلا : أحرص على تلبية كل طلباتهم أثناء الافطار وبعده. ٭٭ نماذج حميدة وهذا النوع نموذجاً آخر يعمق معنى القيم الدينية الأصيلة في المجتمع وتقديم الموائد الرمضانية للذين يقيمون خارج نطاق أسرهم أو الذين أجبرتهم ظروفهم على الاقامة بغرض العمل أو العلاج. فهناك أناس خصهم ربهم بعمل الخير وحبب إليهم فعل الخير على سبيل المثال لا الحصر فاعلة الخير التي داومت على تقديم الموائد لمرافقي المرضى بحوادث مستشفى بحري سنوياً والأمثلة كثيرة للذين يقيمون بافطار الصائم في الطريق العام وأماكن تجمع الناس وهذه الصفة نجدها حاضرة في القرى والمناطق الريفية ، رغم الظروف الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع إلا انه ظل متمسكاً بعاداته وتقاليده وقيمه التي نشأ عليها ونتمنى أن لا تندثر كل العادات والتقاليد السمحة التي عرف بها مجتمعنا السوداني المحافظ.