قصة المعلم الذي تم نقله لمدرسة فيها مشكلة مياه شرب وأصبحت هذه المشكلة بالنسبة للتلاميذ هاجساً بحيث يكونون في حالة ترقب لمواعيد التنكر الذي يحضر المياه للمدرسة وبالتالي عدم تركيزهم في الحصص والمعلم الذي تكون حصته قبل وصول التنكر يعاني جداً في توصيل المعلومة للتلاميذ في ذلك الوقت لأن التلاميذ تركيزهم منصب حول انتظار تنكر المياه وليس مع المعلم، المهم أثناء تدريس المعلم للتلاميذ فجأة خرج كل التلاميذ من الفصل وهم يصيحون (التنكر جاااء.. التنكر جاااء) وتركوا المعلم وحده في الفصل، وهذا التصرف أربك المعلم الجديد جداً وأغضبه فذهب لمدير المدرسة ليشكي له ما فعله التلاميذ وقال له : إن التلاميذ عند حضور التنكر تركوني وحدي في الفصل وخرجوا يصيحون التنكر جاء التنكر جاء، فقال له المدير: هو التنكر جاء وأيضاً خرج وتركه وحده.. هذا المشهد يصور حال أهلنا الآن وخاصة في منطقة أمبدة بامدرمان ومنطقة الكلاكلة بحيث أصبحت مشكلة مياه الشرب هاجساً لكل أفراد الأسرة بحيث تأزمت المشكلة لدرجة أن الموتورات أضحت لا تجدي نفعاً لأنها لا تجد ما تسحبه لدرجة أن الموتور من كثرة سحب الهواء أصبحت له (نونات) في جمباته الاثنين من كثرة سحب المياه دون جدوى وظلت هذه الحالة مستمرة حتى الآن كان المسؤولين في الدولة وخاصة ناس هيئة المياه نايمين في العسل ولا يعرفون شيئاً غير انهم مطمئنين وواثقين بأن تحصيل فواتير المياه مؤكد تماماً ومضمون لان ذلك يتم عبر نافذة شراء الكهرباء والكل يعلم انه إذا أراد أن يشتري كهرباء لا بد أن يدفع ايضاً فاتورة المياه حتى وإن كان لا يستفيد من خدمة المياه أو ليست لديه مياه في بيته ولكن بمنطق حكم القوي على الضعيف يدفع فاتورة المياه مع فاتورة الكهرباء، ولا أعلم كيف يأكل هؤلاء أموالنا بالباطل مع انهم هم دعاة الاسلام وأتوا لتخليص الامة من الفساد والمفسدين أفلا يعني هذا الباطل بعينه وبأمه وأبيه وكل أفراد أسرته، وبرغم ذلك لنفترض أن كل الشعب السوداني لديه (مواسير) مياه بالمنزل ولكن دون توفر هذه الخدمة فعلى أي شيء يأخذون منا فواتير شهرية أو لم ينه الحبيب المصطفى (ص) عن الظلم وعن أكل الأموال بالباطل عندما قال: إياكم وكرائم أموالهم.. فكيف يا هيئة مياه ولاية الخرطوم انقطاع الخدمة والمطالبة بسداد الفواتير أفلا يحق لنا أن نرفع دعوة جماعية ضد هذه الهيئة التي تستغفلنا وتسرق أموالانا عياناً بياناً لماذا كل هذا الظلم لماذا كل هذا الجبن إلى متى سنظل نرضخ ونخنع ونستسلم للسلطان انها دعوة للمطالبة بالحقوق عبر القنوات المعدة لذلك لماذا لا نلجأ لتقديم عريضة للنائب العام نطالب فيها باسترداد أموالنا من هيئة المياه أو فك الإرتباط بين فاتورة الكهرباء وفاتورة المياه حتى لا يتم سداد فاتورة المياه إلا عند التزام هيئة المياه بتوفير مياه الشرب ولماذا لا يكون هنالك عقد رسمي بيننا وهيئة مياه ولاية الخرطوم يلتزم فيه كل طرف بواجبه هم يوفرون لنا مياه ممتازة ومستمرة ونلتزم نحن بالسداد الفوري وعند إخلال أي طرف ببنود هذا العقد نلجأ للجزاءات الواردة في عقد الاتفاق لأنه هذا عقد والعقد شريطة المتعاقدين، وشيء آخر عجيب وغريب تصريح من أحد مسؤولي هيئة المياه يقول فيه: حرااام ثبات فاتورة المياه منذ 2005 والله لا أعرف من أين أتى هذا بهذه الحرمة أو كأنه لم يتبق في السودان حرام إلا ثبات فاتورة مياه الشرب وإن كان كذلك مدنا بدليل على هذه الحرمة يا كبير حتى وإن كان من شاكلة(العارف عزه مستريح) يا سيدي نحن مواطنون وعلى الدولة أن توفر لنا الخدمات حتى ومن غير أن نسدد الفواتير ألم نملككم كل مقومات وثروات هذا الوطن أم هي خاصة لكم وحدكم لنا الله أيها الانقاذيون أصبح الكلام عندكم زي شراب الماء الذي حرمنا منه بسبب تهكمكم على كل المؤسسات الخدمية دون أي فهم أو مرجعيه أو حتى خبرة تؤهلكم للقيادة فكفى بمن يكون مسؤولا أن يكون (مؤتمر وطني) دون أي مقاييس أخرى غير أن يكون فالحاً وشاطراً في الاسواق وتجارة العقارات فيا هؤلاء أسقونا وأروونا قبل أن تتواروا عن الوجود والأنظار فعندها سنكون نظرائكم أمام الله ولن نغفر لكم درهماً استقطعتموه منا فبالله عليكم لن نطلب منكم زكاة ولا دعماً ولا سنداً ما نطلبه فقط مياه صالحة ومتوفرة للشرب مقابل ما يخصم منا غصباً من مال لسداد فاتورة مياه لا نستمتع بها وإلا سنلجأ إلى الله ومن ثم للقضاء لينصفنا إن كان هناك قضاء وإلا انتظروا أنتم القضاء من القاضي الأعظم الله عز وجل .. حسبنا الله ونعم الوكيل