توقفنا في الحلقة السابقة عن الشوري وتعريفاتها والشورى هي الاساس الثاني من أسس النظرية الاسلامية في الحكم وقد سميت سورة كاملة في القران باسم «الشورى «ونزلت اكثر من اية في القران عن الشورى كما قوله تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } آل عمران159. اذن الشوري اصل من اصول ديننا الحنيف لابد ان نمارسها مخافة لله سبحانه وتعالي ولا نمارسها من اجل مصلحة مادية او وعود بوظائف سياسية وهذه تندرج تحت طائلة الرشوة ، وتحدثنا في هذه المساحة عن الرشوة وعرفناها سابقاً. وضع حزب المؤتمر الوطني 18 شرط لمرشحيه في الانتخابات المزمع عقدها العام القادم بحسب اعلان مفوضية الانتخابات . وقال رئيس قطاع التنظيم بالحزب حامد صديق امس الثلاثاء في تصريحات صحفية بالمركز العام ان حزبه وضع 18 شرطاً لمرشحه لرئاسة الجمهورية . وذكر حامد ان ابرز تلك الشروط ( القوي الامين الحفيظ العليم ) وقال ثم تاتي شروط اقل وهي ان يكون قوياً من غير ضعف ، وان يكون جواداً من غير اسراف ومقتصد من غير بخل ولا يصانع ولا يضارع. ونبه صديق الي ان تلك الشروط بها ثلاثة مستويات تاتي الشروط العامة في مقدمتها وهي الامانة وحسن الخلق والمؤهل العلمي والاعتدال وسعة الافق وقوة البصيرة وجدد صديق جاهزية حزبه للانتخابات القادمة حال اعلان المفوضية قيامها وقال نحن سنكون اول الملبين ، مشيراً الي ان حزبه لا يهتم حال مقاطعة القوي السياسية للانتخابات ، ( ان قالت المفوضية في انتخابات ، نقول لها سمعاً وطاعة وان قالت لا توجد انتخابات ، نقول لها سمعين وطاعين ونحن ما عندنا اشكال). وفي سياق ذو صلة قطع حزب المؤتمر الوطني بان الاعتزار عن الترشح في الانتخابات القادمة مكانه مؤسسات الحزب وليس الاشخاص. واشار الي ان التغيير القادم سيطيح ب70% من قياداته القديمة وكشف ان مؤتمراته القاعدية جددت الثقة في 35-30% فقط من القيادات القديمة التي نوه الي انها صاحبة ثقة في الحزب . ولفت رئيس قطاع التنظيم بالحزب حامد صديق الي ان التغيير القادم للحزب ستشكل فيه القيادات الجديدة بنسبة تتراوح ما بين 65% الي 79% . وقال قي رده علي سؤال حول ما رشح بتقديم والي الخرطوم الخضر بمزكرة لنائب رئيس الحزب ابراهيم غندور يعتزر فيها عن الترشح لمنصب الوالي ، قال الاعتزار ليس مكانه نائب الرئيس وانما في اجهزة الاختيار. وذكر صديق في تصريحات بالمركز العام ، ان حزبه لا يتحدث عن فلان اعتزر وفلان موافق) وقال انه من يعتزر عن عدم نيته في الترشح ويعتزر لمسؤول ان يحكي اعتزاره للجهة التي اختارته ، وتابع اي اعتزار يبدر من واليٍ او مسؤول نقول له ان المسوؤل لم يختارك وربما لا تختار اصلاً ، ونفي رئيس قطاع التنظيم شائعة نيته للترشح في منصب والي ولاية الخرطوم لافتاً الي انه حديث عارٍ من الصحة ونبه الي ان اجراءات الاختيار تتم في مؤسسات الحزب . واستطرد ساخراً حتي موعد انعقاد المؤسسات لم يحن عشان نبدأ الترشيحات. من هذه الموجهات تتضح الرؤية نحو اختيار شخص تنطبق عليه كافة الشروط ، حتي يكون خيار حزب المؤتمر الوطني موفقاً ومقبولاً وينافس ويفاخر به ، تمسك المؤتمر الوطني بهذه الاسباب حرصاً منه علي عدم تقديم شخص له سوابق او غير نزيه ، هذه الموجهات الالتزام بها يعد بداية صحيحة في الاتجاه الصحيح وعلي اعضاء الشوري ممارسة حقوقهم دون ترقيب او ترهيب . وسوف نفصل اكثر في الايام القادمة .