جاء قرار الحكومة بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية برداً وسلاماً على التيار والجماعات السلفية بالبلاد حيث رحبت وهللت الجماعات السلفية امس وأمس الأول للقرار ووصفته بالقرار المهم وتأخر كثيراً معتبرة أن هذه المراكز تنشر التشيع في البلاد وتعمل على إفساد عقيدة أهل السودان السنية وفور إعلان القرار عقدت رابطة علماء المسلمين العالمية التي يرأسها الشيخ الأمين الحاج من السودان ويتولى الأمانة العامة فيها الشيخ الدكتور عبد المحسن المطيري من دولة الكويت بمشاركة علماء من 83 دولة اسلامية عقدت مؤتمراً صحفياً وأصدرت بيان رحبت فيه بالقرار فيما رحبت جماعة أنصار السنة المحمدية المركز العام وجناح أبوزيد أيضاً بالقرار قبل أن يقوم الرئيس العام للجماعة بالمركز العام الشيخ اسماعيل عثمان محمد الماحي بزيارة مفاجئة الى وزارة الخارجية مشيداً بالقرار ومطالباً بالتمسك به لما في ذلك من خير للمسلمين ومنعاً للفتن . فساد عقدي الشيخ محمد عبد الكريم عضو الهيئة العليا لرابطة العلماء المسلمين والسلفي المعروف قال أن قرار الحكومة بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية تأخر كثيراً وأضاف في مؤتمر صحفي أمس الأول أن هذه المراكز أفسدت فكرياً وعقدياً لعقدين من الزمان في السودان وأدخلت التشيع والكتب التي تطعن في صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى التيارات الصوفية أخرجت عدداً من البيانات رفضت فيه المد الشيعي وهذا القرار كان مطلباً شعبياً ودينياً فالوجود الشيعي في أي بلد دائماً يكون مقدمة لصناعة مليشيات تقوم بتهديد المجتمع في وقت لاتسمح طهران بمراكز سنية أو حتى مساجد ويعتبر هذا القرار معاملة بالمثل ولو من باب العرف الدبلوماسي , فيما أشاد الشيخ الأمين الحاج بالقرار وكشف ان الرابطة تجمع الطيف السلفي وجميع أهل السنة والجماعة وهدفها محاربة الرافضة. الشرك والبدع امتدت أثار القرار الذي أصدرته الحكومة الى خارج حدود البلاد وأحتفت به أيضاً القيادات السلفية في السعودية حيث امتدح الداعية السعودي محمد العريفي، قرار الحكومة القاضي بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية، وطرد طاقمها من البلاد؛ لتزايد نشاطها الشيعي، وقال «سرّ المسلمون اليوم لإغلاق الملحقية الثقافية لإيران بالسودان بعد تركها العمل الثقافي، والدعوة للتشيع وإنها خطوة تشكر عليها السلطات في الخرطوم، وعلى الدول الإسلامية تعويض النقص، ومساعدة الحكومة السودانية، بقدر استطاعتهم,فالمذهب الشيعي هو مذهب جمع الغلو، والبدع، والشرك، والكفر، وحق على كل مسلم وكل دولة محاربته حتى لا ينتشر. وتابع العريفي قائلاً «زرتُ السودانيين ووجدتهم الأكثر حباً لنبينا وآل بيته وصحابته وفيهم أحفادٌ لهم دعتهم إيران للخزي والتلطخ بالطين والتشبه بالكلاب لكنهم لا يبتدعون» وعلى الدول الإسلامية عامة، والمملكة، ودول الخليج، وتركيا خاصة التعاون مع السودان اقتصادياً وثقافياً ودعمه,لعل خطوة العريفي تشير الى الهوة الكبيرة بين السلفيين أو السنين بشكل عام والشيعة وقد قادت هذه الخلافات بعض السلفيين الى تكفير الشيعة فيما أفتى بعضهم بجواز قتل الشيعة بحسبان أنهم يشكلون خطراً على عقيدة الإسلام الصحيحة. خلافات ومرجعيات طوال قرون ، لم يهدأ الخلاف بين السنة والشيعة، بل وتحول الخلاف في أحيان كثيرة إلى حروب دموية أزهقت الكثير من الأرواح وظل الشرخ بين الطائفتين يتوسع كل يوم حتى أصبح من المستحيل إصلاحه، كما يقول متخصصون وعلماء في هذا الجانب بعض العلماء أرجع أصل الخلاف إلى مسائل فقهية وفتاوى مذهبية كل طائفة كان لها رأي مخالف في مسألة معين ومن بين أهم نقاط الخلاف الجوهرية بين السنة والشيعة العصمة والصحابة والتقية وزواج المتعة والميراث ففي شأن العصمة عن الخطأ السنة يعتقدون أنها للأنبياء فقط، أما الشيعة فيؤمنون أنها للأنبياء والأئمة 12 من أهل البيت، أي علي بن أبي طالب وابنيه الحسن والحسين والتسعة أبناء الأئمة من نسل الحسين. وحول صحابة الرسول الكريم. أهل السنة يرفضون قول الشيعة بالقول أن الصحابة منزهين ويجب احترامهم واحترام أقوالهم لأنهم «السلف الصالح الذي يجب الإقتداء به»، أما الشيعة يرون أن الصحابة بشر عاديون وفيهم المخطئ والكاذب وحتى المرتد عن الدين. وكذلك التقية، وهي إظهار عكس ما يفكر به الإنسان أو يؤمن به، وهي جائزة عند الشيعة، أما السنة فيعتبرونها «نفاقا وسوء نية وخروجا عن الجماعة وأما المسألة التي تثير الخلاف أيضاً بين السنة والشيعة فهي زواج المتعةفهو عند الشيعة مباح بل ويزيدون أن عليه الأجر والثواب، أما أهل السنة فيؤكدون أنه حرام ويصنفونه في خانة الزنا ومن هنا يتضح حجم الخلاف كبير ويمنع من التقارب رغم ان الخلاف مذهبي والطرفين ينتميان الى الدين الإسلامي. هل يتنامى المد السلفي البعض يعتقد أن طرد المراكز الثقافية الإيرانية سيوقف موجة التشيع التي انتشرت بالبلاد وبالتالي تصبح الفرصة مواتية بدرجو كبيرة لإندياح المد السلفي على نطاق واسع من شرائح المجتمع سيما وأنه تمدد بالفعل طوال السنوات الماضية بل وكان الأعلى صوتاً وله منابر إعلامية ومسجدية وقنوات فضائية ووسائل إعلام مختلفة وقد شهدت الجامعات السودانية تمدداً كبيراً للتيار السلفي وليس ذلك بمستغرب بإعتبار أن أهل السودان في الأصل هم سنيون على أن هناك تخوف من البعض بأنه الغلو والتطرف السلفي ربما يكون أسوأ من وجود اقلية شيعية ولعل هذا مايفتح باب التساؤلات عن مستقبل البلاد في حال نشوب صراعات مذهبية خاصة وأن خلافات التيار السلفي لم تقتصر على الشيعة وحدهم فاللسلفيين خلافات معروفة مع الطرق الصوفية التي تنتشر على طول السودان منذ دخول الإسلام وهي الأكثر عدداً وتقع على عاتق شيوخ وقادة التيارات والجماعات السلفية بالسودان الإجابة على التساؤلات الصعبة وهي كيف يمكن انتهاج خط سلفي أكثر اعتدالاً ووسطية يجنب المواجهات والصراع المذهبي والفتن الطائفية وقد أكد الشيخ محمد عبد الكريم وعبد الحي يوسف في غيرما منبر على ضرورة محاربة الغلو والتطرف.