طالعت في صحيفة الانتباهة بتاريخ 7/9/4102م العدد 7003 مقالاً للإعلامي ايوب صديق يرد فيه علي د. صلاح الدين البدوي قائلا : هذه وقفتي الثانية مع د. صلاح الدين تلميذ البرعي الذي كتب مدافعاً عن شيخه الذي يناقض كثير من أقواله محكم القرآن وصحيح السنة. وفي المقال تقليل من شأن البرعي ومكانته، وأنا أقول إن الشيخ عبدالرحيم البرعي علم من أعلام السودان فقيه وعالم وشاعر له رسالة واضحة في نشر الدعوة الاسلامية وإعلاء مقاصد الشرع وتعميق محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق مدحه له وقد أدى رسالته على أكمل وجه وهو من الصوفية الذين أحبهم ومن أَلَهْ البرعي أو قدسه هذا ليس من شأن البرعي، فهو دائماً يقول لاتزكوا على الله أحداً كما أنه لم يقل إنه وَليُّ أو من الصالحين.. لكن سلوكه وأفعاله يشهدان له بذلك وإذا أخذنا جانباً واحداً من مسيرته في نشر الدعوة خاصة في مجال الشعر جانب مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم لتيقنا تماماً أنه لم يناقض القرآن الكريم أو السنة، ربما كان هنالك سوء فهم غير مقصود عن توصيل رسالة البرعي بطريقة غير صحيحة وعلينا تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة السائدة في مجتمعنا الإسلامي.. ولكن بأسلوب غير التجريح فالإعلامي رسول والرسول لايسخر من الناس أو يستهزئ بهم . الشيخ البرعي قدّم السهل الممتع في شعره وكاذب من يقول إن شعره فيه ركاكة يكفية فخراً أن قصيدته: علم النحو والاعراب قدمت كأطروحة في جامعة افريقيا العالمية وقال عنها علماء اللغة العربية إنه أبلغ وصف لتعلم النحو الإعراب.. قدمت عنه دراسات وألفت فيه كتب منها دراسة محمد خالد ثابت بعنوان سلطان القلوب الشيخ عبدالرحيم البرعي تناول فيها صفاته وزهده وكراماته واستعرض آراء معاصريه وجهوده في الإصلاح وتصحيح العقائد متناولاً قول البرعي في احدى قصائده :- ونحن اليوم في زمن مليء بأنواع المصائب والمكائد ولايزالون مختلفين حقاً وقد دخل الفساد على العقائد فالبرعي نفسه يشهد على إدخال الفساد في العقائد والفهم الخاطيء للبعض عن الصوفية والتصوف. هنالك أيضاً دراسة سلوى هجو بعنوان : أشعار الشيخ عبدالرحيم محمد وقيع الله البرعي السوداني وخصائصها الاسلوبية، ونالت بها درجة الماجستير في اللغة العربية من جامعة افريقيا وغيرها كثير من الدراسات والكتب والبرامج والمقالات في وسائل الإعلام المختلفة، فأشعار البرعي ليس فيها ركاكة إنما الركاكة تعود على النقل أو فهم المعنى.. كثير منا يردد أشعاره في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم خاصة مع مديح أولاد البرعي أو فرقة الصحوة أو غيرها من الفرق الانشادية فهو يدعو الى ذكر الله ومحبة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والى مكارم الاخلاق وصلة الرحم كما يدعو الى الاستثمار في مجال الدعوة قائلاً:- أفني شبابك في صالح الأعمال حج صلي وزكي مالك بلا إهمال ويكون صيامك قول الرسول إجمال عند الله يازمال ما بضيع أجر العمال مذكراً بقول الله تعالى :( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور) صدق الله العظيم سورة فاطر آية 92. هؤلاء هم الصوفية الذين قال عنهم الامام المقدسي ذهب الرجال وجال مجالهم زمر من الاوباش والانذال لبسوا الدلوق مرقعاً وتقشفوا كتقشف الابطال والابدال عمروا ظواهرهم بأثواب التقى وحشوا بواطنهم من الادغال فأحذرهم واحفظ مودة سادة قاموا بذكر الله في الآصال القانتين المخبتين لربهم الناطقين بأصدق الأقوال وإذا بدا ليل سمعت أنينهم وحنينهم بتضرع وسؤال وعيونهم تجري بفيض دموعهم مثل انهمال اوابل الهطال هؤلاء هم أولياء الله الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون أهل لا اله إلا الله الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ليس على أهل لا اله الا الله وحشة في الموت ولا في القبور ولا في النشور كأني أنظر اليهم عند الصيحة ينفضون رؤوسهم يقولون الحمد لله الذي أذهب عنّا الحزن (رواه الطبراني عن ابن عمر بن رضي الله عنهما). فالشيخ البرعي من الصالحين قال تعالى:( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار) آية 191 والى آخر سورة ال عمران والصلاح درجة جواز يتفاوت الناس فيها حسب أعمالهم وإحسانهم لهذا دعا سيدنا يوسف عليه السلام وقال :- (الحقني بالصالحين) والصالحين ذكروا في القرآن الكريم ثلاثين مرة 03 على قدر أجزاء القرآن وهي من الرجات الاعلى والانبياء تمنوا درجة الصالحين.. دعوة سيدنا سليمان : أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين واسماعيل وادريس وادخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين.. وبالاصلاح تنال الرحمة وبعض الصالحين لهم كرامات والكرامة غير المعجزة، فالمعجزة للانبياء والرسول والكرامة للصالحين والبرعي منهم .. قال الزمخشري: أولياء الله الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة وفي المعنى ولي الله من والى الله أي اتبعه بالتقرب اليه، ونحسب أن الشيخ البرعي تقرب الى الله ببناء المساجد ودور العبادة وشيد المدارس وربي اليتامى وزوج الايامي، عاش بين الناس زاهداً متواضعاً كريماً من لم يعرفه عن قرب يجهله، علينا أن نذكر محاسن موتانا وهذا من شيم الإسلام، والبرعي قامة وشامة بارزة على خريطة السودان يكفينا فخزاً أن يقال له برعي السودان ويكفي تراب كردفان أن رعاه ورباه وضماه فتشرب من نقاء كردفان كريم الخصال وصدق الفعال، وحقاً كردفان بلد الرجال خيرها دائماً جوة وبره. علينا بإعلاء قيم الرجال العلماء والفقهاء والشعراء والأدباء في بلادي وما أكثرهم يجب أن نوثق لهم ولأعمالهم وتسليط الضوء عليهم ولا ننسى ذكر الله قال ابو العتاهية: أيا واها لذكر الله ياواها لقد طيب الله بالتسبيح افواها والسلام على من اتبع الهدى