التاريخ أعاد نفسه تماماً وما أشبه الليلة بالبارحة.. أذكر قبل حوالي الثلاث سنوات تقريباً .. كانت هناك حملة صحفية لا اقول منظمة من صحيفة (الوطن) موجهة حول الاداء بوزارة المالية والاقتصاد الوطني وليس بالطبع في شخص وزيرها وقتها الأستاذ علي محمود محمد عبدالرسول.. وهذه طبيعة الصحافة والعمل الصحفي عموماً .. وأيضا ضريبة الوظيفة العامة واستحقاق الكرسي.. الذي يجلس عليه المسؤول المهم : اتصلت بالأخ علي محمود وأبديت له رغيتي (بجلسة) مع الاخوة في صحيفة (الوطن) ودردشة ما بين الخاص والعام مؤانسة كده في السهلة السودانية. الرجل وافق على الفور وأيضاً رئيس التحرير وقتها الاخ عادل سيد أحمد وبالفعل حُدد اليوم .. أذكر قبل ذهابنا بساعتين عادل سيد أحمد (حَرن) وطالب بضرورة تأجيل اللقاء. ولكني أصريت تماماً أن يكون اللقاء قائماً.. واضح وردت معلومات رأي الاخوة في صحيفة (الوطن) بأنها قد تتضارب وتتقاطع مع مجريات اللقاء.. ولكن كنت على إصرار قوي وثابت وبإعلي صوتي و(كوركت) وبالفعل كان اللقاء بمنزله بضاحية أركويت المعمورة.. حضر الأخ عادل سيد أحمد رئيس التحرير وعبدالباقي جبارة رئيس قسم التحقيقات .. بالاضافة للاخ عبدالرحمن حنين ومصور الصحيفة .. كل هذا يشير بأن شيئاً ما سوف يحدث خاصة أن اللقاء ذو طبيعية اجتماعية وموانسة وحكي.. وبالفعل أداروا مسجل التسجيل.. وأخرجت الأوراق والأقلام وسط الاصابع.. فكانت المفاجأة التي لم يتوقعها علي محمود ولا صاحب المبادرة شخصي الضعيف. إذْ واجهوا الرجل بمعلومات خطيرة.. وردت للصحيفة.. المعلومة الأولى بأن هناك عربات بموديلات حديثة تم شراؤها من وزارة المالية والاقتصاد الوطني.. وبأرقامها تم تمليكها لاخوان علي محمود وعددها ثلاث عربات.. ومعروف مبيعات (الميري) إذا بي عشرة مليون نزل لي اثنين مليون. أما المعلومة الثانية .. هناك امرأة اتت للصحيفة وأدعت بأن علي محمود احتال عليها بمبالغ تخص زوجها المتوفي (ورثة) او شيء من هذا القبيل وبالطبع كان هو العنوان الرئيسي لصحيفة (الوطن) في اليوم التالي مباشرة. الرجل كان جاهزاً بأن العربات المذكورة نعم تم شراؤها.. ولكن ليست من وزارة المالية ولا أية جهة حكومية أخرى إنما تم شراؤها من دلالة الصحافة (دي) وبالفعل أبرز صورة من عقد المبايعة وهي عربات بكاسي قديمة الموديل العام 87. أما المعلومة الثانية أثبت وبشهادة الشهود وكانوا وقتها حاضرين ذاك اللقاء.. بالإضافة للمحامي الذي وثق العقد.. بأن هذه الأسرة أخذت حقها كاملاً.. ووثق ذلك.. أيضا أخرج صورة من العقد.. طبعاً بعد تناولنا طعام العشاء وأخذنا الصور الهجعة التذكارية ما كان من الأخ عادل سيد أحمد في ساعة أن يتصل بمحرر السهره وقتها بضرورة حذف الخبر واستبدال عنوان الصحيفة الرئيسي. والخبر (كالمقذوف) إذ خرج يحرق كل من أمامه.. ولكنه بالطبع خبر مضروب عشان كده ربنا ستر.. على وجبة عشاء (كوارع) بمنطقة الصحافة أوضح لي الأخ عادل سيد أحمد بأنه كان على استعداد من سحب كل مطبوعات الصحيفة وتحمل الخسارة (عربوناً) لعدم نشر هذه المعلومات الخطيرة والكاذبة.. نعم ما أشبه الليلة بالبارحة تتعدد الأسباب والسيناريوهات والفصول والفواصل.. وتتعدد أيضاً الأسباب والموت واحد. ولكن (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).. وطبعاً في النهاية نشبت علاقة قوية ومشاركات من الجانبين حتى الصغيرة منها.. وأصبح علي محمود صديق دائم لأولاد سيد أحمد خليفة والى هذه اللحظة.. وزير المالية السابق علي محمود تعرض لاستهداف منذ أن كان وزيراً حتى وصل مرحلة (الابتزاز).. ولعلَّ الناس تذكر قصة المستشار الذي لا يشار عندما أراد أن يبتز الرجل في مرض ابنه (عمر) وأخذ يحوم على موظفي الخدمة المدنية داخل وزارة المالية (بس) المية مليون تدخل في حسابي الشخصي .. وقصة القرية المحروقة يعرفها الجميع.. الآن مازال المسلسل مستمراً.. والرجل يتعرض لاستهداف رخيص وحملة إعلامية كيف تم ذلك؟ نخرج في فواصل ونواصل