سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الراحل محمد عثمان عبد الرحيم شاعر كل أجزائه لنا وطن طباعة ديوانه «في ميزان قيم الرجال» ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية أعظم وسام يتقلده
كان ضمن «مجموعة الزعفران» التي قادت أول اضراب ضد المستعمر يقوده الطلاب
غيب الموت أمس الأول بمدنية رفاعة الشاعر الكبير محمد عثمان عبد الرحيم من مواليد مدينة رفاعة عام 1914م الذي يعد أحد العلامات المضيئة البارزة ليس على صعيد الشعر والأدب والثقافة فحسب بل على صعيد تاريخ النضال الوطني ، إذْ أنه منذ سنوات باكرة من عمره أصبح واحداً من الرموز الوطنية التي يشار إليها بالبنان في مقاومة الاستعمار حيث أسس ومعه ثلة من الطلاب الذين زاملوه في كلية غردون التذكارية «لجنة الزعفران» والتي كتبت لنفسها تاريخاً وطنياً مشرفاً هو قيادة أول اضراب للطلاب ضد المستعمرين . ويعتبر الدارسون والباحثون أن هذا الاضراب الذي قاده طلاب كلية غردون التذكارية مثّل أحد بوابات الوعي والاستنارة الرامية لخلع الاستعمار .. وفي دواوين الشاعر محمد عثمان عبد الرحيم كثير من الاشارات الدالة على ذلك . نضالات الشاعر محمد عثمان عبد الرحيم وأشعاره مثلت علامة فارقة في العمل الوطني. بطاقته لخصها في قصيدة : الشاعر محمد عثمان عبد الرحيم متعه الله تعالى بالصحة والعافية وأمدَّ في أيامه لخص من خلال قصيدته «بطاقتي» شخصيته ومزاياها ونضاله ووطنه الصغير رفاعة ... والقصيدة تعكس ما يعتمل في داخله من قيم حيث قال فيها: أنا شاعر لم يجر خلف مطامع يجري ويلهث خلفها شعراء أنا من رفاعة من صميم ترابها يغري انتباهي طينها والماء وحدائق غناء آتت أكلها وبراعم وازاهر ورواء ٭ ٭ ٭ ٭ ٭ الزائدون عن التراب بوثبة شماء تلثم رأسها الجوزاء الصابرون على البلاء لأنهم رغم الضياع عزيمة ومضاء الضاربون الأُسد في هاماتها لما تخيل أنهم جبناء وضعوا المدينة في مشارف وضعها والخالدات تكاتف وبناء وبنوا على الأنقاض صرح كرامة يعتز تحت ظلاله الأبناء الأرض تعرفهم وتهتف باسمهم وهي الكؤود الصلبة الخرساء شهدت مدينتنا معارك جمة لما ازدرى بشبابها الدخلاء عصفت بمستر «دك» وهو مؤزر ووراءه البارود والعملاء والقاصفات تنثر ملء بطونها حمم ونار محرق وفناء عصفت به وبرهطه وتقدمت نحو العلا فحلالها الارساء دواوينه وأشعاره «في رياض الأمل» هو عنوان أول ديوان شعر صدر للشاعر محمد عثمان عبد الرحيم وكان تاريخ صدوره في العام 1996م بالقاهرة، وقد صاغ مقدمة الديوان الشاعر المصري العربي الكبير إبراهيم ناجي .. ولديه ديوان «مضات فكر» ووقفات على مدارج الاستقلال .. أما ديوانه في ميزان قيم الرجال فقد صدر ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية عام 2010م ضمن سلسلة شعراء من السودان ، حيث تمَّ نشر المجموعة الكاملة للشاعر الراحل محمد محمد علي وديوان «غارة وغروب» للشاعر الراحل محمد المهدي المجذوب وديوان «من التراب» للشاعر الراحل «محي الدين فارس» وديوان «المغاني» للشاعر الراحل وديوان «على شاطئ السراب» للشاعر الراحل أبو القاسم عثمان وديوان «واد عبقر» للشاعر الدكتور الراحل سعد الدين فوزي وديوان «شيابتي» للشاعر حسين محمد حمدنا الله وديوان «مرايا الحقول» للشاعر محمد عثمان كجراي وديوان «أم القرى» للشاعر محمد عثمان أونسة وديوان «الوحي الثائر» للشاعر فضل الحاج علي وديوان «شئ من التقوى» للشاعر الجيلي صلاح الدين. الشاعر في نظر الآخرين في كتاب «رواد الفكر السوداني» الذي أعده الكاتب الكبير محجوب عمر باشري أفرد حيزاً مقدراً للشاعر الكبير محمد عثمان عبد الرحيم متناولاً أدواره الوطنية النضالية وأشعاره التي تمتاز بالصدقية وعظم الشاعرية، وقد كتب وزير الثقافة الأسبق الأستاذ السمؤال خلف الله عن الأستاذ محمد عثمان عبد الرحيم، حيث قال في تصديره لديوانه «في ميزان قيم الرجال» والشاعر من قبل ومن بعده مرهف الحس شفيف الشعور رحب الخاطرة ذكي الجنان صادق التعبير في غنائه الذاتي وفي غنائه المجتمعي يصدر فنه عن ضمير يقظ ووجدان راقٍ ونفس نقية ملؤها حب الخير للإنسان جمعاء.. ودونك ما رسمه شاعرنا الهادي آدم لأنموذج شاعره: بين البيادر والغدران مرتعه ما شاء من لهو غدوات وروحات يدعو الطيور بدقات موقعه منه على الصدر يتلوها بدقات كما حاور الطير كي تأوى إلى شرك يخفيه عن ناظريها أو حبالات واستنطق القصب الأحوى ففجره لحنَّاً يرق له قلب الجمادات وربما حاويته غير لاهية عصماء في ظل أغصان وريفات أعظم وسام يناله: نال الأُستاذ الشاعر محمد عثمان عبدالرحيم عدداً من الجوائز والأوسمة من أهمها الجائزة الثانية في مسابقة الإذاعة البريطانية عام 5991م وحاز الوسام الذهبي في مهرجان الثقافة الأول في مدينة ود مدني بالإضافة لعدد من التكريمات التي أُقيمت على شرفه... ولكن بتقديري أن أعظم وسام قد تقلده الشاعر الكبير محمد عثمان عبدالرحيم شاعر القصيدة الشهيرة «أنا سوداني» هو طباعة ديوانه «في ميزان قيم الرجال» ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية عام 0102م في سلسلة شعراء من السودان والذي أصدرته إدارة البحوث والدراسات الثقافية قسم الإصدارات الثقافية والنشر بوزارة الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر الشقيقة، حيث صاغ الشاعر قصيدة «شكر وعرفان» لوزيرها الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري بعدما أبدى استعداده لطباعة عدد من دواوين الشعر السوداني وفاءً وتقديراً منه للإبداع الشعري السوداني والتي قال في بعض أبيات منها : وفي «حمد بن عبد العزيز» أغنى غناء المحب المغن هو اللوذعي رفيع الجناب هو الألمعي الشجاع الفطن وأعجبني ذلك الأريحي القوي العصامي بل المؤتمن حريص يسود مبنى التراث ويختار في السبق أعلى القنن ينافس في السبق ريح القضاء ويسبق بالعزم كيد المحن يصد الكوارث عن أهله ويندبه الشعب عند المحن فإني أحييه من هاهنا كحر صلابته لم تلن يفدي إذا حان وقت الفداء جواداً ويدفع كل الثمن كل أجزائه لنا وطن أما قصيدته والتي ننشرها كاملة بخط يده في الصفحة المقابلة لهذه الصفحة «أنا سوداني» فهي مازالت تمثل دفعة وطنية صادقة لكل سوداني غيور على وطنه، فقد لخص فيها الشاعر خصائص السودان «الجغرافيا التاريخ الإنسان التمازج القيم الأخلاق».. وهذه القصيدة رددها الصغار والكبار ويكفي أن آداء الشاعر المجيد حسن خليفة العطبراوي رحمه الله تعالى لها قد زادها قوة على قوة كلماتها.. والقوة صفة ملازمة لأشعار الشاعر الكبير التي وصفها في قصيدته «شعري» بقوله: شعري اردت له الحياة فرامها حراً ولم يذعن لها إطلاقاً من شعلة الإلهام يخطر ثائراً برماً يزمجر كالرصاص سباقاً من أجله عجم النكال صلابتي فارتد حيث تعلم الإخفاق قد صغته في الحادثات ملاحماً ولدى السلام نظمته أطواقاً وعليه فهو يسير في أخلاقه يحمي التراث ويحفظ الأخلاقا عطاء بلا حدود: مسيرة الشاعر الكبير محمد عثمان عبدالرحيم ممتدة ومتصلة حتى الآن ونسأل الله تعالى ان يجعله عمره مديداً وأن يمتعه بموفور الصحة والعافية... كما أتقدم لأفراد أُسرته الذين أمدوني ببعض المعلومات عنه ومنهم ابنه الأستاذ انور محمد عثمان عبدالرحيم بمدينة رفاعة وابن أخيه الأستاذ عبدالرحمن محمد أحمد الطيب وابن أخيه الأستاذ عمر محمد الحسن عبد الرحيم بالمملكة العربية السعودية وابن شقيقه الأستاذ بابكر محمد الحسن عبدالرحيم وابن شقيقه الأستاذ بابكر محمد الحسن عبدالرحيم فلهم مني كل التقدير والشكر.. -- السيرة الذاتية للشاعر محمد عثمان عبد الرحيم الأستاذ/ محمد عثمان عبد الرحيم علي الياس * ولد بمدينة رفاعة عام 1914م * تخرج في كلية غردون التذكارية عام 1932 م وكان عضواً في لجنة الزعفران التي قادت أول أضراب للطلاب في السودان ضد المستعمر البريطاني . * تعرض للاعتقالات والسجن والتشريد من الدراسة ومن الوظائف الحكومية لمواقفة الصلبة ضد الاستعمار في كل من عطبرة وودمدني والخرطوم . * طبع ديوانه الأول في رياض الأمل عام 1949م وقدمه له صديقه الشاعر المصري (ابراهيم ناجي) . * طبع ديوانه الثاني ومضات فكر عام 2005م علي نفقة وزارة الثقافة الاتحادية . * طبع ديوانه الثالث وقفات علي مدارج الاستقلال برعاية كريمة من الوالي السابق / الفريق . عبد الرحمن سر الختم . * طبع ديوانه الرابع في ميزان قيم الرجال في قطر بتوجيه من وزارة الثقافة الاتحادية برعاية الوزير السمؤل خلف الله . * تعكف وزارة الثقافة بولاية الجزيرة علي طباعة المجموعة الكاملة له وذلك بتوجيه من السيد النائب الأول الأستاذ / علي عثمان محمد طه وتحت عاية وزير الثقافة بالولاية . * له مجموعة من الاناشيد الوطنية بالاذاعة السودانية اشهرها أنا سوداني للراحل المقيم / حسن خليفة العطبراوي . * له مجموعة من الأغاني العاطفية بمكتبة الإذاعة لرمضان حسن وعبد المنعم حسيب ، اشهرها (الندامي) للخير عثمان من الحان الراحل التجاني السيوفي . * أحرز الوسام الذهبي والمرتبة الأولي في الشعر الفصيح في مهرجان الثقافة الأول بودمدني . * تم تكريمه بمعاش (استثنائي) عند زيارة المشير البشير لرفاعة عام 1992م . * كرمته وزارة الري بودمدني في عهد الوزير أحمد محمد آدم . * كرمه الوالي السابق / عبد الرحمن سر الختم في مناسبات مختلفة . * كرمته حكومة الولاية في عهد الوالي الزبير بشير طه . * كرمته رئاسة الجمهورية في أعياد الاستقلال بالبرلمان القديم عام 2011م . * منحه المشير البشير الوسام الذهبي للآداب والعلوم والفنون من رئاسة الجمهورية . * كرمه سلاح المهندسين بامدرمان . * كرمته رئاسة شرطة السودان عند زيارتها لمدينة رفاعة . * كرمته شركة سوداتل (سوداني) . * كرمته شركة المساء للأعلام تحت رعاية الأستاذ / حسين خوجلي في أعياد الاستقلال 2009م . * كرمه الأستاذ / عمر محمد بخيت معتمد محلية شرق الجزيرة بجانب كبير من الروابط والأندية والمدارس ورياض الأطفال والمراكز الثقافية وكثير من الصحف والقنوات الفضائية . * مازال يقرأ ويكتب وهو الآن والحمد لله عمره 100 عام -- أنا سوداني للشاعر محمد عثمان عبد الرحيم تغنى بها الراحل المقيم ( العطبراوي ) كل أجزاءه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن نتغنى بحسنه أبدا دونه لا يروقنا حسن حيث كنا حدت بنا ذكر ملؤها الشوق كلنا شجن نتملى جماله لنرى هل لترفيه عيشه ثمن خير هذي الدماء نبذلها كالفدائي حين يمتحن بسخاء بجرأة بقوى لا يني جهدها ولا تهن تستهين الخطوب عن جلد تلك تنهال وهي تتزن أيها الناس نحن من نفر عمروا الأرض حيث ما قطنوا يذكر المجد كلما ذكروا وهو يعتز حين يقترن حكموا العدل في الورى زمنا أترى هل يعود ذا الزمن ردد الدهر حسن سيرتهم ما بها حطة ولا درن نزحوا لا ليظلموا أحدا لا ولا لا اضطهاد من امنوا وكثيرون في صدورهم تتنزى الأحقاد والإحن دوحة العرب أصلها كرم والى العرب تنسب الفطن أيقظ الدهر بينهم فتنا ولكم أفنت الورى الفتن يا بلادا حوت مآثرنا كالفراديس فيضها منن فجر النيل في ابطحها يكفل العيش وهي تحتضن رقصت تلكم الرياض له وتثنت غصونها اللدن وتغنى هزارها فرحا كعشوق حدا به الشجن حفل الشيب والشباب معا وبتقديسه القمين عنوا نحن بالروح للسودان فدا فلتدم أنت أيها الوطن