قدر لى الأربعاء الماضى أن أكون حضوراً فى منتدى آفاق تطوير قطاع الصمغ العربي فى السودان والذى حسب ما علمت أنه كان إنطلاقة لتدشين حملة إعلامية كبرى لمناصرة المغلوب على أمره الصمغ العربي ويقف خلف ذلك المشروع السودانى لترقية إنتاج وتطويروتسويق الصمغ العربي الذى بدأ منذ خمس سنوات وسيكمل دورته فى يونيو القادم .. ولا أريد هنا الحديث عن المشروع وما أنجزة فلهذا مقام آخر ، لكن المنتدى رجع بي الى الوراء الى مسيرة الصمغ العربي حيث كان السودان يتصدر قائمة الدول المصدرة للصمغ ، ثم حل بالصمغ ماحل بالقطن وبمشروع الجريرة وبدأ انتاجه يتراجع وكذا الصادر وحدثت صراعات كثيرة حول هذا المحصول النقدى الهام نتجت عنها قرارات سيادية منها فك الإحتكار ، ثم كان أن تكونت أجسام تعنى بالصمغ العربي منها مايخص المنتجين ومنها مايخص المصدرين ، وبرغم ذلك لم يستعد الصمغ مكانته المفقودة . نعود للمنتدى والذى كما قلت خصص لتدشين حملة إعلامية كبرى وقدمت فيه ورقة عمل تحدثت عن قطاع الصمغ العربي فى السودان واقع الحال ، التحديات ، فرص التطوير وآفاق المستقبل .. لكن هذه الورقة لم تجد حظها فى الإعلام .. كما أن الحديث عن الإعلام فى دفع مسيرة الصمغ العربي لم يكن له نصيب ، ذلك لأن أغلب المناقشين او المعلقين كانوا يبكون ويتباكون على حالهم وسوء أوضاعهم ويطلبون العون او الرحمة .. ووجدت نفسي كأننى فى بيت عزاء كل يحاول أن يعدد مآثر الفقيد ويعزز من صلته به .. نعم تحول المنتدى من تدشين الى ورشة لمناقشة مشاكل قطاع الصمغ العربي وصراعاته .. وبدلاً من أن يخرج المنتدى برؤية إعلامية داعمة لقطاع الصمغ العربي ، خرج بعدة توصيات تجبر السيد وزير البيئة الذى كان حضوراً فى المنتدى أن ينظر لها بعين الإعتبار لفك كثير من الإشتباكات والتى أتمنى ألا تكون وزارته جزءاً منها فللصمغ سحر يغرى !! اهم ماقيل عن الإعلام فى هذا المنتدى كان من د عبد اللطيف البونى وهذا يذكرنى بالمثل القائل ( أعط الخبز لخبازه حتى لو أكل نصفه ) ، حيث قال أن الصمغ العربي إذا لم يحرك إعلامياً لن يكون قضية قومية لأنه مهمل إعلامياً ، وهو بحاجة ألى إعلام كبير جداً . أضيف الى حديث الدكتور أن قطاع الصمغ العربي فعلاً بحاجة إلى إعلام ، ولكن أي إعلام .. أنه بحاجة إلى إعلام محايد لايخدم قضية جهة على حساب جهة وإنما يكون همه هماً قومياً واسترتيجياً يبدأ من الإهتمام بمناطق الإنتاج والمنتجين ، شتلة الهشاب ، كعكول الصمغ ، حصادة ، تسويقة ، تصنيعه وتصديره ، كما يجب أن تتعدى رسالة الإعلام المحلية الى العالمية لأن الصمغ سلعة عالمية تجد الإقبال وهى السلعة الوحيدة فى السودان التى لايمارس عليها الحظر الإقتصدى . نحن بحاجة ماسة الى إعادة قراءة الكثير من الأحداث بعين بصيرة تتجاوز المصالح الشخصية الضيقة والصراعات التى يكون الخاسر الأكبر فيها السودان .. نبض الورد شجرة الهشاب هى الشجرة الوحيدة التى تبكى إذا ضربتها بالفاس فتنتج صمغاً عندما تسيل دموعها .. نخشي أن تجف دموعها حزناً على حالها