أكدت مصادر متطابقة، أن منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه بدأت تشهد عمليات نزوح خارج المنطقة الغنية بالنفط، مع اقتراب موعد استفتاءي الجنوب وأبيي في 9 يناير المقبل. ورجح المؤتمر الوطني تأجيل الاستفتاء الأخير. وشهدت ابيي في مايو 2008 مواجهات دامية راح ضحيتها العشرات، قبل أن تقضي المحكمة الدائمة للتحكيم في لاهاي بإعادة ترسيم حدود المنطقة في يوليو 2009. ووصف أحد قيادات المسيرية، محمد عمر الأنصاري، الأوضاع في أبيي حالياً بالمتوجسة، وأشار لوجود كتيبتين من الجيش الشعبي على بعد "17" كلم شمال أبيي، وأكد إبلاغ حكومة ولاية جنوب كردفان بتلك التحركات. وكشف الأنصاري في تصريحات لصحيفة "الصحافة" السودانية يوم الإثنين، عن نزوح عشرات الأسر من أبيي بدءاً من أول أمس إلى جنوب المنطقة. وأكد الأنصاري أنه في حال فشل مفاوضات أديس أبابا نهاية الشهر الجاري فإن كل الاحتمالات مفتوحة بما فيها الحرب، للتأمين على حقوق المسيرية في المنطقة، وأضاف: "إذا حاول أي كان اقصاءنا عن أرضنا فسنكون عندها في باطن الأرض أو ظاهرها". حرب بالوكالة لكن الجيش الشعبي رفض الاتهامات بحشد قواته قرب أبيي، واعتبرها مجرد حجج زائفة لتبرير النوايا لمهاجمة أبيي. واعتبر المتحدث الرسمي باسم الجيش الشعبي كوال ديم الاتهامات مجرد مسرحية لتغطية نوايا بإثارة حرب بالوكالة تقوم بها قبيلة المسيرية على الشريط الحدودي للتشويش على عمليات التسجيل للاستفتاء. ونفى كوال في تصريح للصحيفة اتهامات للمسيرية بنشر قواته على بعد 17 كلم من الحدود الشمالية لأبيي. وأكد أن أقرب وحدة للجيش الشعبي من أبيي موجودة في ولاية واراب في مقاطعة مجاك كول، نافياً تماماً أي وجود لقواته بأبيي باستثناء الوحدات المدمجة. وأكد الجيش الشعبي ترحيل أسر القوات المسلحة الموجودة في الوحدات المدمجمة وتجار المسيرية شمالاً إلى خارج أبيي في دفرة، بينما قطعت قبيلة المسيرية بنزوح العشرات من أبناء دينكا نقوك إلى بلدة أقوك 30 كلم جنوبي أبيي.