توجهت أكثر من 170 أسرة من معسكر عطاش بولاية جنوب دارفور إلى قراها بمنطقة "ود هجام" عبر رحلات منتظمة تقوم بها وزارة الشؤون الإنسانية بالولاية، بينما أبان مفوض العون الإنساني بالولاية أن كافة الترتيبات اللازمة لاستقرارهم اكتملت. وأشار عدد من العائدين إلى مناطقهم في حديث للشروق، إلى أن استقرار الأوضاع الأمنية فضلاً عن تعقيدات العيش في معسكرات النزوح عوامل دفعتهم إلى العودة إلى قراهم والاعتماد على أنفسهم. وتقول الحاجة فاطمة إحدى النساء العائدات إنها ترغب في العودة حتى تعود إلى زراعة أرضها ببلدتها. ويضيف أحمد سليمان أن العودة لبلدته تمكنه من أن يأكل من يديه وليس من أيادي "الخواجات"، بحسب قوله، كما أن حياة المعسكرات أفسدت عليهم أخلاق الأطفال. وتؤكد أم كلثوم موسى أن أطفالها بالمعسكر يعانون من "مسايرة" أقرانهم الآخرين بالمدينة من ناحية الملبس، في ظل عدم قدرتها المالية التي تدفعها أحياناً للعمل بالمنازل. وأفاد عثمان الدوم أنه عائد إلى قريته رغم أن إحدى زوجاته تفضل البقاء بالمعسكر. معسكر أبوشوك وفي استطلاع أجرته الشروق في معسكر أبوشوك بولاية شمال دارفور أكد النازحون رغبتهم في العودة، وفي ظل محدودية المساعدات التي تقدمها المنظمات الأجنبية تحول الكثير من النازحين إلى منتجين عبر امتهان العديد من المهن. ويؤكد وزير الدولة بوزارة الشؤون الإنسانية مطرف صديق أن ثمة تحديات تواجه العودة الطوعية أهمها الهاجس الأمني. ويوضح أن إحساس المواطن بالأمن مهم ليعود إلى قريته، مضيفاً أن هناك مساعٍ لإكمال النواقص في المطلوبات الأمنية. وأبلغ الأمين العام للشؤون الإنسانية بولاية شمال دارفور إبراهيم أحمد حامد قناة الشروق بأن إنفاذ الجانب الإنساني المتعلق بالعودة الطوعية يأتي ضمن ما دعت إليه استراتيجية سلام دارفور، وذلك بالتنسيق بين السلطات المحلية والمنظمات لجعل مناطق العودة جاذبة. وأكد أن الأمن هو الأولوية القصوى وهو من اهتمامات الجهات المختصة.