اعتبرت وزارة التعليم العالي بالسودان، حديث المؤتمر الوطني بشأن إنشاء جامعة لاستيعاب الطلاب الشماليين بالجامعات الجنوبية مجرد "استهلاك سياسي"، بينما طالبت اللجنة العليا لمتابعة أوضاع الشماليين بجامعات الجنوب بتعجيل إنشاء جامعة جديدة في الشمال بقرار رئاسي. ووصف وزير التعليم العالي والبحث العلمي بروفيسور بيتر أدوك، حديث المؤتمر الوطني حول إقامة جامعة تستوعب الطلاب الشماليين بالجامعات الجنوبية كافة في الشمال بأنه (استهلاك سياسي) لا يتناسب والوضع الحالي للبلاد. وشدد الوزير خلال مؤتمر صحفي أمس، على أن الجامعات الموجودة بالبلاد كافة ذات صبغة (قومية)، وأنه لا تملك أية جهة مصادرة هذا الحق أو الحجز على أصول ممتلكات الجامعات الجنوبية بالشمال. ونقل الوزير تطميناته للطلاب واهتمامه بتحقيق استقرار كامل لأوضاع الدراسة فيما يعقب التاسع من يوليو المقبل، وقال إنه لا يزال هناك كثير من التشاور حول قضية الطلاب الشماليين. قرار رئاسي في ذات السياق، طالبت اللجنة العليا لمتابعة أوضاع الشماليين في الجامعات الجنوبية، بتعجيل إنشاء جامعة جديدة في الشمال بقرار رئاسي لاستيعاب وتوفيق أوضاع الطلاب والعاملين الشماليين بالجامعات الجنوبية، وتعيين إدارة للجامعة الوليدة. وقال عضو اللجنة الدكتور حسن الطيب محمد في مؤتمر صحفي أمس، إن مقومات قيام الجامعة الجديدة متوافرة، فالطلاب الشماليون بالجامعات الجنوبية الثلاث يشكلون نسبة 60% من العدد الكلي للطلاب، ونسبة العاملين الشماليين بها 73%. ومن جهتهم، أبدى منسوبو جامعة جوبا، امتعاضهم من دعوة جامعة الزعيم الأزهري لاستيعابهم، باعتبارهم جامعة قومية عريقة وليست معروضة للبيع أو المساومة عليهم في المزاد. كما رفض أساتذة الجامعات الجنوبية تلميح وزير التعليم العالي الضمني بإيقاف رواتبهم ومخصصاتهم حال عدم ذهابهم إلى الجنوب. وقال الدكتور سالم جبريل من جامعة جوبا، إن الأمن في الجنوب على المحك والبيئة الدراسية غير مواتية في ظل مستجدات الانفصال، لذا لا أحد يضمن ذهاب هيئات التدريس إلى الجنوب، ولو تم إيقاف رواتبهم وحوافزهم.