تدل كثرة الأسماء التي تتمتع بها شجرة المورينقا (Moringa olifera) على عظمة هذه الشجيرة المنتشرة في ولاية الجزيرة، فهي تحتوي على فوائد متعددة منها الطبي والاقتصادي كمصدر للطاقة باعتبارها وقود حيوي لتشغيل بعض الآليات. وتحمل المورينقا أسماء متعددة حسب تعامل الشعوب معها على المستوى العالمي، فتسمى شجرة الرحمة واليسر والحبة الغالية، وتوجد بولاية الجزيرة كشجرة خلوية بدأ الاهتمام بها بعد اكتشاف فوائدها من قبل الباحثين منذ العام 2007. وتركز الاهتمام بهذه الشجرة بولاية الجزيرة، أواسط السودان، في الفترة من 2009 وحتى الآن، وبدأت محلية مدني الكبرى في زراعتها وهي متوفرة بالمشاتل العامة والخاصة وهي في طور التربية وذلك بغرض نشرها وتعميمها على أنحاء الولاية. الشجرة اللغز ويقول مدير الإدارة الزراعية بمحلية ودمدني الكبرى عبدالعظيم بشير إن شجرة المورينقا تتميز بأنها تنمو في كافة البيئات ما جعل انتشارها سهلاً في كثير من البلدان ولا تحتاج لمياه كثيرة، ولها القدرة على تحمل الجفاف والنمو في التربة القاحلة والحارة ونصف الجافة وتعتبر من أسرع الاشجار نمواً في العالم. ويضيف بشير أن جميع أجزاء هذه الشجرة تعتبر ذات قيمة غذائية عالية للإنسان ويتم تناولها إما طازجة أو مطبوخة أو مصنوعة، إذ أن أوراق الشجرة غنية المحتوى من النشويات والمعادن والفيتامينات وعنصر الحديد والبوتاسيم والكالسيوم والفسفور حيث إن الجرام الواحد من أوراق المورينقا يعادل 7 مرات فايتمين C الموجود في البرتقال و4 مرات فيتامين A الموجود في الجزر وتساعد على خفض ضغط الدم إذ أن عصيرها فعٌال ومفيد لمرضى الكلى. وتعتبر بذورها الجزء الأهم في الشجرة وتتعدد استخداماتها خاصة صناعة زيوت الطعام والوقود والعطور، وهي مقاومة للبكتيريا المسببة للأمراض الجلدية كما تستخدم كمنشط جنسي، ويستخدم زيتها في أغراض الطبخ. أما عن جذورها وسيقانها فهي تزود التربة بالرطوبة ويستفاد من السيقان كوقود في المجتمعات الريفية، وتستخدم أشجار المورينجا كمصدات للرياح والأتربة. دواء ل300 داء وحول الاستخدامات الطبية لشجرة المورينقا يؤكد مدير الإدارة الزراعية بمحلية ودمدني أنه ورد ذكرها في الطب الشعبي الهندي حيث أنها تعالج (300) مرض وذلك لاحتوائها علي الحمض الدهني غير المشبع. ومن الأمراض التي تعالجها التهابات المجاري البولية والسكري والصداع كما أنها مانع للسرطانات المختلفة والتهابات الأسنان والحمى وخلافها من الأمراض. وحول فوائدها الاقتصادية يشير بشير إلى أن شجرة المورينقا تستخدم كمورد هام للأخشاب وصناعة الورق وصناعة النسيج والسلفان واستخلصت بعض الشركات العالمية مشروب غازي وعلف للحيوان منها. ويضيف أن الجهات المختصة في ولاية الجزيرة أجرت العديد من التجارب البحثية لإمكانية تعميم زراعة هذه الشجرة داخل الولاية لما لها من فوائد في المجالات الحياتية المختلفة. في ذات السياق تولي حكومة الولاية اهتماماً خاصاً وستعقد ورشة عمل متخصصة خلال الفترة القادمة تضم المراكز البحثية وجهات الاختصاص داخل وخارج الولاية لإصدار توصيات عملية وعلمية للاستفادة من المورينقا.